نحو البحث عن حل

سبق القول بأن القوات الفرنسية في الحدود الجزائرية كانت تخوض حربا على تخوم بودنيب في الوقت الذي كانت قوات الغزو تعمل في الشاوية على توسيع مجال تمركزها.

و في هذا الإطار بعث الجنرال آمر الجيش 19 بالجزائر إلى وزير الحرب البرقية التالية:
عين الصفرة في 06/03/1908
أبلغت من قائد القوات بكلمبشارالبرقية التالية:
أشير إلى الشيء الأكثر مفاجئة والذي ألح على تسجيله وهو أن الحركة هي فعليا حركة حفيظية خالصة. السكان المجاورين لعين الشعير بوكيس، اولاد ناصر بني عمان، ساحلي، وكذلك بودنيب ينظرون لهذه الحركة بحسرة لأنهم لم يشاركوا فيها.
بني مكيلد محايدون، ذوي منيع متمسكون بالتهدئة، قاعدة تافيلالت المعادية لنا دائما والتي ساهمت في الإضطرابات حول الدار البيضاء هي اليوم هادئة الحركة تكونت خاصة من السكان الذين لم يكن لهم علاقة بنا وهم المناهضون لنا. إنهم سكان الأطلس وأعالي ملوية. الحركة ذات طبيعة متعصبة ومقاومة للفرنسيين.
أما الجنرال دماد فقد أبرق إلى وزير الحرب الفرنسي من سيدي العيدي في 10 مارس 1908 ما يلي:
لقد عسكرت قواتنا اليوم بسيدي عبد الكريم في قصبة بن حمد مركز مزاب.
فرقة من ناحية لعشاش قامت بعض الوقت في مدخل سيدي بوبكر لمقاومتنا، لكن تلك المقاومة تلاشت، وتجاوزنا النفق. لقد استقبلت طاعة عدد من الفخدات من مزاب وأنتظر حضور آخرين. لقد أحضرت الأعيان إلى مخيمي واستقرينا هذا المساء في سيدي العيدي وعلى وادي الميلس. وغدا سأقوم باستعراض للقوات في سيدي العيدي.
وفي نفس التاريخ أبرق العامل الجنرال حاكم الجزائر إلى وزير الخارجية الفرنسية من الجزائر في 10 مارس 1908 يقول:
أبرق الجنرال بيود من مشيريعية يوم 9 مارس بما يلي:
لقد رأيت عند عبوري عين الصفراء الجنرال فيجي وأخبرني بالمعلومات التالية حول كولمبشار وبني ونيف: تجمعات الحركة في حوض واد هبير ليست إلا تمردا علينا وتحركها من الواد إلى عين الشعير هو هجوم منظم، وبمجرد ما تغادر الحركة عين الشعير ستواجهنا في تملالت وهي الناحية التي نحتلها مند 40 سنة (1870) بناءا على اتفاقيات مع المخزن حيث نظمنا فيها البوليس بالاتفاق معه على النواحي الحدودية.
وفي 11 مارس 1908 أبرق الجنرال دماد إلى وزير الحرب من “واد تمازغ” قائلا:
لقد عسكر الجنود اليوم على وادي تمازاغ دون حوادث أثناء السير تذكر.
لقد مررت هذا الصباح قبل التوجه إلى معسكر سيدي العيدي بمناسبة دخول الفوج الثاني من الكوم الجزائرية حيث تم استعراض على أرض معركة 17 فبراير، حيث تم الإستيلاء على دواوير كثيرة وهي الآن هادئة تقوم بأعمالها. ومن أجل رفع معنويات الجنود أمروا جميعهم بترديد “إلى الأمام” ثلاث مرات، الأولى باسم فرنسا والثانية على شرف الرئيس الفرنسي والثالثة تذكارا للجنود الذين سقطوا في الميدان.
وفي 13 مارس 1908 أبرق الجنرال دماد إلى وزير الحرب من سطات بالبرقية التالية:
لقد حملت الجنود إلى سطات حيث عسكرت هناك مما جعل المحلة تتراجع جنوبا خوفا من تحركاتنا جميع نواحي الشاوية تريد السلم حيث نريده وطبقا للتعليمات السابقة سأنزل قبالة المحلة الحائرة ولن أتجاوز الحدود التي أمرت بعدم تجاوزها إلى إشعار جديد.
وفي هذا التاريخ 13 مارس 1908؛ جاء في جريدة لسان المغرب عدد 29 بتاريخ 20 مارس 1908.
جاء من سطات ونشرته أكبر الصحف الباريزية أن مولاي حفيظ أوفد إلى الجنرال دماد الصحافي الفرنساوي “مسيو وافي بوله” يحمل كتابا بخط يده يطلب فيه فتح باب المخابرة في شأن الصلح، فأجابه الجنرال دماد بأنه لا يمكنه توقيف القتال ما لم تخضع القبائل الخضوع التام المطلق لأنهم ماداموا يحملون السلاح فلا يرى بدا من إخضاعهم بالقوة. فقال له الصحفي المذكور أن مولاي حفيظ مستعد أن يسحب محلتيه النازلتين في أرض الشاوية إظهارا لرغبته في السلام وبرهانا على حسن نواياه وإحدى تلك المحلتين مؤلفة من ثلاثة إلى أربعة آلاف من فرسان ومشاة، وهي معسكرة على مسافة أربعة ساعات من سطات، فإنها ترجع إلى أم الربيع والأخرى وقوامها زهاء عشرة آلاف رجل معسكرة بين قبائل المداكرة، فإنه يبعثها إلى مكناس.
وأخبر الصحافي المذكور الجنرل أيضا: بأن مولاي حفيظ قد أصدر أمره برفع جميع المدافع التي مع المحلة القريبة من سطات لألا تستعملها القبائل على الفرنسيين فلم يجب الجنرال إلى مطلبه.
وفي يوم 14 مارس 1908 أبرق دماد إلى وزير الحرب من قصبة أولاد سعيد جاء فيها:
لقد انتقلت اليوم مع القوات المرابطة في سطات إلى قصبة اولاد سعيد حيث عسكرت بعدما استقبلت في قصبة بن احمد يوم 10 مارس طاعة أعيان جزء من امزاب وفي 14 بسطات تلقيت طاعة باقي الناحية اليوم بعد قطع المسافة الطويلة للوصول إلى أولاد سعيد، جاءوا جماعة لطلب الأمان. هذه الناحية أحرقت هذا الصباح مقاومي الشيخ البوعزاوي؛ الشيخ الذي عينه مولاي حفيظ لإنهاض الشاوية ضدنا ومقاومتنا.
الإحساسات المجهولة للنواحي ترجمت بهذا الاحتجاج حيث سمعت من كل الأفواه “أين سيدي عبد العزيز إنه هو سلطاننا الذي يجب أن يأتي عندنا”.
هؤلاء الناس أغنياء زراع أذكياء ينشدون السلام.
أرجو أن تأتي التعليمات بالسماح لنا بإقامة مراكزنا في سطات وباقي المراكز المتقدمة، وفتح الأسواق حالا وبداية الأشغال الفلاحية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *