محمد بن أحمد المسناوي (1072- 1136هـ/1661-1724م)

هو أبو عبد الله محمد الشهير بالمسناوي ابن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر، ولد في الدلاء عام 1072هـ/1661م، وجاء به والده إلى فاس بعد أن خرب السلطان المولى الرشيد زاويتهم وهو ابن سبع سنين، كان رحمه الله عظيم الهيبة حسن السمت، بادي الوقار، كريم الأخلاق، متحببا إلى الناس بهي الطلعة، يود رائيه أن لا يحدر منه طرفه.
شيوخه
درس المسناوي على أيدي جماعة من المشايخ أمثال: أبي محمد عبد القادر بن علي الفاسي، وأبي علي الحسن بن مسعود اليوسي، وأبي مروان عبد الملك بن محمد التجموعتي، وأبي عبد الله محمد بن أحمد القُسَنْطِيني، وأبي محمد عبد السلام بن الطيب القادري، وأبي العباس أحمد بن الحاج، ومحمد بن إبراهيم الهشتوكي وآخرين.
تلاميذه
بعدما أخذ بأوفر نصيب من مختلف الفنون، وتمت له ملكة العلم، تصدر بفاس لتدريس علم التفسير، والحديث، والفقه، وعلم الكلام، والسير، وعلم المعقول، وقام بذلك أحسن قيام، فأقبل عليه الطلبة من كل حدب وصوب للتتلمذ على يديه، أمثال: محمد بن الطيب العلمي، وأبي عبد الله محمد بن الحسن الكندور، وأبي عبد الله محمد بن حمدون بناني، وأبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن زكري الفاسي، وأبي العباس أحمد بن المبارك اللَّمَطي السجلماسي، وأبي عبد الله مَحمد بن عبد السلام بناني، وأبي عبد الله محمد المدعو الكبير السرغيني، وأبي عبد الله محمد بن قاسم جسوس، وأبي عبد الله محمد الحوات بن سليمان الحوات قاضي شفشاون وغيرهم من عامة علماء عصره ومصره.
مواقفه
قال عنه العلامة عبد الله كنون في النبوغ: “أحد أركان الكلية القروية وممن نفخ فيها روح التجديد وقام بنهضة علمية صحيحة..وانتصر لسنة القبض في ذلك الوقت الذي كان جل الاعتماد فيه على الفرعيات المنقولة عن علماء المذهب، من غير الرجوع إلى الأصول الثابتة والسنة الصحيحة، فكان ذلك من أعلام تجديده وترفع عن التقليد والأخذ بالمسلمات”.
مؤلفاته:
لقد خلف المسناوي رحمه الله خلفه عدة مؤلفات بين مخطوط ومطبوع نذكر منها:
“التعريف بالأدارسة الجوطبين”، و”تقييد شامل على فروع بني عمران”، و”تقييد في الأشراف الذين لهم شهرة بفاس” و”مناقب الشيخ عبد الله الخياط المعروف باسم جواهر السماط في مناقب سيدي عبد الله الخياط”، و”التعليق على القاموس المحيط”، و”رسالة في كتب الحديث التي تجوز الراوية منها والتي لا تجوز”، و”تقييد كاشف عن أحكام الاستنابة في الوظائف” و”جواب عما يقع في زمن المسبغة من كثرة السؤال”، و”صرف الهمة إلى تحقيق معنى الذمة” و”فتوى في حكم الجمع ليلة المطر بالمدارس التي إمامها ساكن فيها”، و”نصره القبض في الرد على من أنكر مشروعيته في صلاتي النقل والفرض”، و”نوازل المسناوي”.
وفـاته
توفي رحمه الله يوم 16 شوال 1136هـ/1724م وعمل الناس بالوصية عند تشييع الجنازة وحزنت المدينة كلها على موته وشيعه جميع السكان في محفل رهيب إلى مدفنه وكان ذلك بعد صلاة العصر من يومه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *