محمد بن عبد السلام السائح الرباطي (1310-1367هـ/1892-1948م)

نكمل ترجمة الشيخ رحمه الله بذكر بقيت مواقفه وتواليفه.

قال عبد الله الجرَّاري: فيا خيبة من بدا بمظهر البدعة ونحا نحو الشعوذة والتدجيل فهناك يتجلى غضب الأستاذ وحنقه، وقد زوى وقطب ما بين عينيه مفوقا سهامه الصائبة لجماعات التضليل والتهريج، وما هي سوى الحجة تلو الحجة حتى تراهم وقد اندحروا منهزمين زرافات ووحدانا، خصوصا من تقمص منهم بسربال التصوف الكاذب، وتجرد للخداع في ستار مموه، وسجاق مبرقش لاقتناص البسطاء، والإيقاع بالضعفاء، وحرصا منه على خدمة السنة وتنوير الأفكار جرَّ رسالة تحدث فيها عن الأدعية وأذكار بعض المتصوفة داحضا فيها دعاويهم العريضة، ومبارياتهم المغرضة التي تنم عن استقصار الوارد عن الرسول الأعظم أعطاها لقب “المنهل الوارد، في تفضيل الوارد”
تواليفه:
“المنتخبات العبقرية، لطلاب المدارس الثانوية”، “تحقيق الأمنية مما لاح لي من حديث أنا أمة أمية”، “سوق المهر إلى قافية ابن عمرو”، ومن محاسن الشرح أن صدره مؤلفه بمدخل مطول عن تاريخ مدينة الرباط، ونزول الجالية الأندلسية بها، مع الإلماع بروح الأدب الأندلسي الذي استمرت ملامحه محفوظة لدى مهاجرة الفردوس المفقود .كتب معظمه عام 1336هـ، وبقيت منه بقية أتمها بعد ذلك.
ومن آثار المترجم رسائل صغرى نشرت ضمن أعداد من مجلة “دعوة الحق” حسب العناوين التالية:
“الفخر الرازي في عالم الفلسفة”، “إعجاز القرآن”، “المولى إسماعيل العلوي”، “المدخل إلى كتاب الحيوان”،” العلوم في الحديث النبوي”،” مشاهد القيامة في الحديث”، “الحركة السلفية الإسلامية بالمغرب ونزول الشيخ أبي شعيب الدكالي بالرباط”، “تكوين الجنين في القرآن والحديث”، “الحكم الشرعي بين مختلفي المذهب”، والغالب أنه الذي يحمل اسم “الخمار المذهب في أحكام التعامل بين مختلفي المذهب” كما قال المؤخر المنوني رحمه الله،” نجعة الرائد في ابتناء الحكم والفتوى على المقاصد والعوائد”، “تقريظ موسع لكتاب المؤرخ ابن زيدان الذي يحمل اسم ” تبيين وجوه الاختلال…”، ومن آثار المترجم الخطية التي أشار لها في مؤلفاته المنشورة: تاريخ مدينة فاس، وهو الذي يحمل اسم “لسان القسطاس في تاريخ مدينة فاس”، “فهرس أشياخه باسم: “الاتصال، بالرجال”، “رقة الصبابة فيمن قتل قريبه الكافر أو هم به من الصحابة”، “الغصن المهصور بمدينة المنصور”.
ومن المخطوطات: “إثمد الجفن في عدم إعادة الصلاة الناقصة التكبير بعد الدفن”، رحلة إلى فرنسا بعنوان: “أسبوع في باريز”، “الشرف المروم بأحاديث فتح مدينة الروم”.
هذا إلى مجموعة أخرى: منها ما أخرجه المترجم، وبعضها لا يزال تحت التنقيح، وهذه لائحتها حسب ما أورده ابن المترجم:
“تفسير السور الختامية من القرآن الكريم”، ابتدأها من سورة النصر، وأدرج معها سورة الفاتحة”، “المفهوم والمنطوق. مما ظهر من الغيوب التي أنبأ بها الصادق المصدوق” صلى الله عليه وسلم، “المصباح الأجوج. الكاشف عن سر ذي القرنين ويأجوج وماجوج”،” منهل الوارد، في تفضيل الوارد”، “رضاب العذراء..
وكانت له رحمه الله دروس يبعثها على جناح الأثير المغربي سنة 1360-1941 فكان يختار آيا من الذكر الحكيم تارة في الأحكام وتارة أخرى في القصص، وآونة في الكون والطبيعة أما القصص فكان ينشرها متلمسا من ثناياها الحكمة والعبرة، وما كان أحب إليه حديث القصة ألذ إليه إذ كان يعيره التفاتا خاصا.
وفاته رحمه الله
توفي رحمه الله في الساعة السادسة من عشية الاثنين سادس عشر قعدة عام سبعة وستين وثلاثمائة وألف بمكناسة الزيتون، ونقل إلى عاصمة الرباط ودفن هناك، وموته يعد خسارة للمغرب، وقد كان ذهب إلى الحج وأدى الفريضة في العام قبل موته، ومنذ رجع من الحج وهو مصاب بمرض إلى أن توفي منه، ويشاع أنه لما ذهب إلى الحج أظهر المغرب وصرح بالظلم والاستبداد الواقع فيه في عدة مناسبات هناك، فحنق عليه رجال الاحتلال وأطعموه سما وبقي يقاسي ألمه إلى أن توفي رحمه الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انظر “الحركة السلفية الإصلاحية بالمغرب ونزول الشيخ أبي شعيب الدكالي بالرباط” للمترجم، ومقال: مصطفى الغربي “أبو المواهب محمد السائح: من خلال أقواله وأفعاله”، “محمد السائح في منهجية تدريسه للحديث ومن خلال أوضاعه المنوعة” محمد بن عبد الهادي المنوني، “الفخر الرازي في عالم الفلسفة” للمترجم، “الاتصال بالرجال” للمترجم، “التأليف ونهضته بالمغرب في القرن العشرين”، “إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع”، “سل النصال للنضال بالأشياخ وأهل الكمال”، “أعلام الفكر المعاصر بالعدوتين الرباط وسلا”…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *