العلامة محمد المدني بن الحسني (1307هـ-1378/1889م-1959م)

مولده
هو محمد المدني بن الغازي بن الحسني الرباطي دارا ومولدا ووفاة؛ ابن الفقيه العلامة الأديب الميقاتي محمد الغازي ابن الحسني الذي هو جد أعلى للمترجم وبه اشتهر العلمي الحسني يتصل نسبه بالمولى إدريس بن إدريس رضي الله عنهما.
ولد بالرباط ليلة الثاني عشر من ربيع النبوي عام 1307هـ وقرأ القرآن الحكيم بمكتب خاص بمسقط رأسه؛ ثم انتقل إلى مراكش واستوطن بها وقرأ القرآن الكريم على الفقيه الأستاذ المقرئ علي السوسي وذلك بدار قرب دار سكنى صاحب الترجمة برياض الزيتون القديم وعليه حفظه مع المتون العلمية المتداولة ثم نزح إلى موطنه الأول الرباط.
تلقيه للعلم
درس على جماعة من شيوخ بلاده في مقدمتهم الفقيه عبد الرحمن بن بناصر بريطل الرباطي، وعن الفقيه المفتي القاضي الجيلالي بن أحمد ابن إبراهيم الرباطي، وعن الفقيه المحقق الأديب الكبير سيدي أحمد بن قاسم جسوس الرباطي، وعن الفقيه أحمد بن امحمد بن موسى السلاوي وعن شيخ الجماعة ومفخرة الرباط الفقيه والأديب الكبير أبي حامد المكي بن محمد بن علي الشرشالي الشهير بالبطاوري الرباطي، وحافظ المغرب العلامة السلفي أبي شعيب الدكالي، والدراكة المدقق محمد بن عبد السلام الرندي.
تواليفه
للمترجم تواليف عدة نذكر منها:
1- الفتح القدسي على قافية ابن عمرو الأوسي.
2- منح المنيحة في شرح النصيحة.
3- المرقاة في نظم الورقات. لإمام الحرمين.
4- زبدة اللامية، أي لامية الأفعال لابن مالك.
5- زبدة المرشد وهو نظم على منوال مرشد الإمام ابن عاشر.
6- ارتشاف السلاف من أسباب الخلاف.
7- أهلة المسترشد لأدلة المرشد.
8- منار السبيل إلى مختصر خليل بالحجة والدليل أو إقامة الدليل لمختصر خليل.
9- أريج الزهر وتفريج البصر بتخريج أحاديث وآثار المختصر.
10- التمحيص لأحاديث التلخيص.
11- الفوائد اللطيفة في ذكر كتب السنة الشريفة وهو منظومة.
12- أخبار البخاري.
13- مقدمة الرعيل إلى جحفل محمد بن إسماعيل وهو في أسانيده إلى الصحيح وتراجم رجاله.
14- الفوائد الإبداعية في شرح وصية البخاري الرباعية؛ وغير ذلك من المؤلفات.

شهادات
قال عنه عبد الله الجراري: “كان في مدرسته الفقهية والأصولية المزيجتين بآدابه يجذبك وقد عاد بذاكرته إلى ميدان فقهاء السلف الذين اندرجوا في الحديث الصحيح: “من يرد الله به خيرا يفقه في الدين”.
وقال عنه مصطفى الغربي في مقاله “أبو المحاسن المدني بن الحسني مفخرة الرباط وعمدتها في الماضي القريب”: “ولقد تتجلى لك- أيها القارئ العزيز- في هذه الأوصاف المعروضة عليك باسترسال متتابع صورة حقيقية عن شخصية هذا الرجل الكبير السليم العقيدة منذ البداية، السلفي المذهب الخالي من التعصب، النير الفكر المتسم بسعة الأفق الخارج عن النطاق المحلي الضيق المحدود، الموسوعي المعلومات، ليس كحاطب هائم ولا ناقل مرتجل، بل واع متشبث، عميق الإدراك، نفاعة مفيد، إذا فوجئ بسؤال أجاب عنه في الحين مدليا بمن تكلم عن موضوعه، منبها عن مواطن الضعف، مشيرا لمحجة الصواب، معلقا على محلات الأخطاء بأدلة منطقية مدعمة بحجج نقلية -صحيحة المصدر- موثوق بها، ولا تخلو هذه الأجوبة -في غالبها- من مستملحات وثوريات أقحمها لأدنى الصلات، يسمها بالبصمة “المدنية” فتزداد فائدة وتكتسب رونقا ولطفا يخفف عنها -أحيانا- نقل جفاف الموضوع، ويسبغ عليها حلة القبول، فتكون حديث مجلس السائل مدة يتملى بها مع أصدقائه، هذا ولخفة روح شخصيته الكريمة -المعلومة لدى الجميع- ولطف سريرتها ورقة عاطفتها”.
وقال: “يعيد للتاريخ بصورة شخصه الكريم الحية إملاءات حفاظ السلف في العصور المجيدة للإسلام، مما أذعن له خصوم المعاصرة قبل إعجاب الحاضرين، وكان لدروسه صيت حسن”.
وفاته:
توفي بمسقط رأسه الرباط عصر يوم الاثنين خامس وعشري شوال عام 1378هـ/4 ماي 1959م.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انظر أعلام الفكر المعاصر، والتأليف ونهضته بالمغرب في القرن العشرين، وسل النصال للنضال، وإتحاف المطالع بوفيات إعلام القرن الثالث عشر والرابع، ومعجم طبقات المؤلفين على عهد دولة العلويين، الأعلام للزركلي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *