دفاعا عن بودنيب

أوردت جريدة لسان المغرب عدد:49 – 23 غشت 1908: “أن قسما من الحركة نازل في انفوز على مسافة 15 كلم من بودنيب، والقسم الآخر في طازغرت على بعد 25 كلم من شمال بودنيب ومجموع عددها يقدر ما بين 15 و20 ألف يقودها الشريف علي ولد البردين وغرضها قطع المواصلات بين بودنيب وبوعنان وبشار ثم مهاجمة بودنيب”.

وفي عدد:30 – غشت 1908 “جاء الجريدة من باريس أن الأوامر صدرت من وزارة الحربية إلى الجنرال فيجي قائد الجيش الفرنسوي في جنوبي وهران الذي هو الآن في فرنسا بالإجازة أن يرجع حالا إلى محل مأموريته في عين الصفرة.
وجاء من عاصمة الجزائر أن الجنرال بالليو قائد جيش الاحتلال العام يشخص إلى جهات الحدود في خلال الجمعة القادمة ليتفقد الجيوش المحتشدة هناك.
ويؤخذ من نبإ تالي أن الجنرال ليوطي عاد إلى وهران والجنرال فيجي وصل إلى الجزائر قاصدا عين الصفرة.
يوجد في كلومبشار هناك ألف جندي، طليعة الحركة على مسافة 8 كلم من بودنيب وقائدها مولاي السباعي.
وفي عدد:52 – 20 شتنبر 1908 أوردت اللسان ما يلي: تحرك الكولونيل اليسكي بجيش قوامه 6000 رجل معزز بألف من حرس بودنيب فاندلع القتال يوم الاثنين 7 شتنبر وكانت الجنود مصطفة على طول 3 كيلمترات يمتلكون بطاريات من عيار 75 ملم كل دقيقة تطلق 240 قذيفة، تراجع المغاربة بعد خسارة كبيرة وجرح للفرنسيين 27 ضمنهم ضباط.
أما من الجانب الفرنسي فقد بعث جونار العامل العام بالجزائر برقية إلى بيشون من الجزائر بتاريخ 2- شتنبر1908 تحت رقم 424، جاء فيها:
وصلني من الجنرال فيجي البرقية التالية من بودنيب مساء الأول من الشهر:
“توصلت من الكولونيل اليكسي في بوعنان والكومندان فيش في بودنيب بالمستجدات التالية بدءا من المركزين في الساعة 7 مساء.
بودنيب هوجمت منذ الساعة الأولى مساء، الكومندان فيش اتصل ولم يزد على أن أبلغ تلفونيا عن المعلومات التالية:
الساعة الأولى من المساء مركز الخيالة الموجودة في المرتفع الغربي اقتحم من طرف عدد من الفرسان الأعداء، فقامت المرتفعات الأخرى بتجهيز المشاة بها للرمي على المعقل المقتحم.
مرتفعات حماده جنوب بلوكاوس هو أيضا معبأ بالمشاة إثناء متابعة أخرى لغرب كير والبحث عن تصفية تحت النخيل، المعركة توبعت في هذا الوضع إلى حوالي الساعة 7 مساء؛ ثم بدأ العراك يخف. لكن جميع الهضبات المحيطة بمركز بلوكاوس وبعدها من جهة الغرب والجنوب والشمال بقي محتلا؛ وإطلاق النار متواصل.
الكومندان فيش انتظر ما إذا كان الرمي سيتواصل طيلة الليل وما إذا كان هناك هجوم كبير سيهيأ ضد مراكزنا، فتبين له أنه ما يجري غير مزعج حتى يتسنى التنبيه منه إذا ما تغير الوضع. لحدود الآن هناك جريحين، أحدهما: جروحه خطيرة. المقتحمون تكبدوا خسائر فادحة من جراء الرمي عليهم بالمدافع.
وفي الرسالة رقم:432 من العامل العام للجزائر إلى بيشون من الجزائر بتاريخ 3 شتنبر 1908 جاء فيها:
بلغني من الجنرال فيجي مساء من كلومبشار.. “الكولونيل اليسكي أرسل من بوعنان برقية جاء فيها:
قطع خط التلغراف على بعد حوالي 5 كلم من بودنيب، لكن ليوطنا بلايوز قائد وحدة الهندسة العسكرية جاء مع حراسة أمنية للإصلاح التلف وضمان الاتصال.
فأخبرت بأن فرقة صبايحية خرجت أمس صباحا الساعة 6 عادت على الساعة 10 إلى مركز بودنيب تاركة قوة مهمة ومشتبكة مع جماعة قوية من الفرسان الأعداء يلاحقون بكثافة مشاة حيث تقدموا نحو ذلك المركز الذي تراجعت مفرزته بالرغم من كثافة نيران المدفعية والرشاشات المركزة؛ بحيث يتواصل تقدم الحركة الرئيسية نحو مركز بلوكاوس دون توقف، مما يبرهن على سهولة التوجه للهضبة.
فرسان ومشاة الأعداء أقاموا الدليل على جرأة خارقة لحد التهور تحت النيران الرشاشة والتقدم إلى 400م من المرتفع.
في الليل، ألف مغربي قاموا بالهجوم على بلوكاوس فأوقفتهم شبكة من الأسلاك الحديدية. المشاة ألقوا القنابل اليدوية دفاعا على المركز.
دارت معركة قاسية لغاية الساعة الثانية صباحا حيث توقفت نهائيا مع بداية النهار وتراجع الأعداء إلى الجرف حيث يعسكرون.
25 جثة للأعداء بقيت في ميدان بلوكاوس؛ مجموع الخسائر غير معروفة من جهتنا، مقتل أحد المشاة في بلوكاوس و7جرحى في الهضبة أحدهم حالته خطيرة.
دفاعات بلوكاوس منيعة، معنويات الجنود عالية، وفرسان بودنيب بعثوا اليوم إلى الأمام على أمل جر نصف الحركة لتفتيتها.
الكولونيل اليكسي غادر بوعنان الجمعة صباحا 4 شتنبر مع كل قواته؛ ووصل بودنيب يوم 5 منه حوالي 9 صباحا.
وفي 5 شتنبر 1908 بعث الجنرال بايود قائد الجيش 19 إلى وزير الحرب من الجزائر.
قائد أعالي كير أبرق من بودنيب يوم 4 منه على الساعة 9:30 مساء.
توصلت الحركة في الجرف أمس بإمدادات من 400 أيت عطا وآيت سغرشن، يظهر مع الأسف أنها تحاول تحمل ضياع فاتح شتنبر وتجديد الاشتباك خاصة بعد توصلنا بالإمدادات.
لم تحدد بعد الخسائر لقد جمعنا 75 جثة تركت في عين المكان.
وفي رسالة أخرى من قائد الجيش 19 إلى وزير الحرب. الجزائر 7 شتنبر 1908.
أبلغني الجنرال فيجي من كولمب يوم 7 الساعة 7:50 مساء.
توصلت بالتلغراف التالي من الكولونيل اليسكي انطلاقا من بودنيب الساعة 5:45 مساء، الجرف الساعة 11:15 صباحا.
دخلت هذا الصباح الساعة 5 إلى بودنيب ثم إلى معسكر حركة الجرف مع أغلب قوات الكومندان فيش والكومندان الكوت مجموع رجال الحركة البالغ حوالي 5000 رجل دفعت أمام الكولون إلى حوالي أربع كلمترات من بودنيب؛ حيث أحاطت بالجهة من الجانبين؛ محاولة بمختلف الأشكال المتتابعة الالتفاف من اليمين إلى الشمال. بدأت النيران على الساعة 6:30 وانتهت الساعة 10.
جرح ضابط جروحا خطيرة وهو لوطنا سوارتز، 21 جريحا فيهم 3 جراحهم خطيرة.
في 10:30 استوليت على معسكر حركة الجرف الفرسان استولوا على عنق تازوكارت الحركة تراجعت متكبدة خسائر تشهد عليها الجثث الملقاة في الميدان والخيام المتخلى عنها.
في تافيلالت فرت في اتجاه أفوس وأعالي كير وادي خيبر والغرب نحو تازوكارت، وتعاقبت الأوائل عن طريق الكومندان فيش وتابعت الباقي نحو تازوكارت.
وفي شتنبر 1908 بعث قائد الجيش 19 إلى وزير الحرب من الجزائر رسالة أبلغه فيها بأن الكولونيل اليكسي أبرق إليه هذا الصباح من بودنيب بأنه قد احتل أمس تازوكارت التي رفعت العلم الأبيض وأصبحت تحت سيطرته تماما.
وفي 22 أكتوبر 1908 بعث الجنرال ليوطي المسؤول عن الناحية الحدودية من بشار إلى بيشون مراسلة مطولة جاء في مطلعها.
لقد عدت توًا من بشار مرفوقا بالجنرال فيجي قائد منطقة عبن الصفرة، بعدما عاينت في عين المكان الوضعية السياسية لأعالي كير بعد النتيجة الأخيرة لعمليات الكولونيل أليكسي.
لم يكن لدي الوقت للتقدم نحو بودنيب لكن ربطت الاتصال بالهاتف مع الكومندان كانطون القائد العسكري لأعالي كير حيث أجريت معه حديثا مطولا، ونفس الأمر قمت به مع بوعنان.
اليوم جميع الجهات المعادية لنا تشتت حتى في مركزهم حوض كير، وجوانب وادي خيبر وأصبح سكان قصور تلك النواحي مسالمون لنا، ويدينون لنا بالطاعة.
لقد أجلت الإنشاءات العامة للكومندار كونطون في موضوع دور مراقبة البوليس للوضعية السياسية والاقتصادية التي هي سبب تمركزنا المؤقت في حوض كير..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *