ظهور حرب العصابات بالمغرب

لم تكن الجبهة الشرقية والجنوبية الشرقية بأقل سخونة من الشاوية، جاء في رسالة من وزير الحرب الفرنسي إلى وزير الخارجية الفرنسية ما يلي:
باريس 20 مارس 1908
جيش صغير من 6 برابر من تافيلالت ظهر جنوب غرب بن عباس وقد كلفت فرقة من ذلك المركز مع ليوطنا كاركا بوني وليوطنا رينيي بالمتابعة.
معلومات جديدة من جونار أشارت إلى تعرض ملحقتنا للمهاجمة في 11 مارس غرب حاسي المحاميد من طرف عدد كبير من البرابر حيث قتل في تلك المواجهة ضابط فرنسي برتبة ليوطنا، وجرح السيد رونو وضابطين آخرين.
في الليلة الموالية جدد البرابر هجومهم، ولكنهم تراجعوا بعد أن تكبدوا خسائر مهمة، في حين فقد صبايحي وجرح اثنان، المهاجمون تراجعوا إلى غرب الساورة.
ملحقة كاركوبوني أخذت طريق بن عباس عبر باربوشي وزرامرا حيث حمل قائد الملحقة أمامه الدعم المطلوب، تقديرات جميع المسؤولين ترى أن ذلك يخرج عن إطار حوادث اللصوصية وقطاع الطرق العادية بالصحراء، وليس هناك أي تقرير عن حركة أعالي كير.
لإدراك هذا التهديد طلب قائد ملحقة ابن عباس الإذن له باحتلال الواحة الصغيرة لتافيلالت التي توزع وتذكر وتتخذ واسطة ومعيارا للجيش الذي يخرج من تافيلالت نحو الساورة، والتي كثيرا ما تم زيارتها من طرف الشركة الصحراوية.
السيد جونار يرى أنه بالإمكان السماح بهذا الاحتلال في الوقت الراهن.
إن تواجد حركة كير سيمنعنا من تفريق قواتنا ومن اتخاد إجراءات فعالة في السهل لتنظيم دفاعاتنا كما يجب، ويشرفني إخباركم بأني أشاطر رأي جونار تماما، وأرى ما يراه.
في هذا الإطار حيث يستوجب حماية توات والساورة ضد الهجمات المتوالية للجيش البربري الصغير “أعني مهاجمة ليوطنا كانسيل في نفس النقطة بالمحاميد يوم 7 أكتوبر الأخير “نحن نحاول استعمال نظام حماية بعيد الأمد، ونرى أن النتائج لن تكون بدون احتلال مؤقت لتافيلالت، وبإقامة مركز هناك لشركة صحراء الساورة؛ يكون مركزا رعويا تؤمه فخدات الرحل بين الفينة والأخرى للرعي في محيط حركة الرعي المنظم من قبل شركة تيديكلت.
وفي 25مارس 1908 كتب قائد أركان الجيش 19 من الجزائر إلى وزير الحرب ما يلي:
آخر المعلومات التي توصلت بها حول الوضعية على الحدود الجزائرية المغربية من جهة الجنوب كالتالي:
1) أكثرية الحركة توجد في ناحية الكريمة بعض ملحقاتها دفعت إلى الجنوب نحو صفصافت ﯖلتة العتروس، حيث يجتمعون في الناحية التي سكن بها الشريف مولاي الحسن قائدهم الذي لم يتخذ بعد أي تدبير مهم للتحرك نحو الشرق.
2) مولاي الحسن يبلغ من العمر 80 سنة وله نفوذ ديني قوي، ويمكن أن يجمع حوله اتحاديات ناحية أعالي كير حيث يقيم، وقد بعث ابنه إلى وادي زيز من أجل طلب المدد الذي لم يأت منه إلا القليل دون أن يتنامى بشكل مؤثر في قوة الحركة التي تضم 1500 رجلا من المشاة و300 فارس.
3) في المحصلة، حركة اتحاديات مولاي لحسن لم تتجاوز حدود أعالي كير. في غرب كير الحملة لا تحمل أي أثر يستحق الاهتمام من جانبنا في شرق كير.
قصور القنادسة وعين الشعير ليسوا مستعدين لمتابعة الشريف لأن علاقتهم بنا تضمن لهم السلام. وهم يريدون بأن نبعث لهم بتعزيزات، وسيدفعون تكاليف الحرب، هذا لا يعني أننا نقول أنهم لن يشاركوا في التحركات إذا ما دعاهم مولاي الحسن إلى الانضمام إلى الإتحادية التي ما تزال مترددة..؛ احتمال المفاجأة دائما وارد، تاغين وتيميمون هنا لإعطاء النموذج الذي لا يجب نسيانه.
4) إحتمال توقع الحركة نحو الشرق، تافيلالت هادئة، أقدر أنه سيكون هناك تعسكر، إقامة معسكر قبل التخطيط للحركة. نحن نخشى من تحرك هجومي بعيد ومبكر ينهض من هذه الناحية المتوفرة على كثافة سكانية، وقابلية للتحرك بالطبع، إذا ما وصلتها الفوضى.
5) والنتيجة أنه يلزم متابعة تمسكنا بالمراقبة.
من وزير الحرب إلى جونار العامل العام بالجزائر باريس 16 أبريل 1908.
لقد بعثت إلى الجنرال قائد أركان الجيش 19 بالجزائر البرقية التالية:
“اكرر عليكم بكل إلحاح أن تتركوا جميع التحركات ذات الطابع العنيف.علينا أن نرضى ونقبل إذا ما قمنا بالتدخل عسكريا مثل ما يفعل العامل العام بتواجد مجموعات معادية تتحرك في مجالات تواجد حركتنا مما يوجب علينا منعها.
وفي 16 أبريل 1908 كتب العامل العام للجزائر إلى وزير الخارجية الفرنسية برسالة من الجزائر جاء فيها:
رأيت الجنرال بيود هذا الصباح، واستمعت إلى شروحاته الضافية حول وضعية حركة المنكوب وآخر المعلومات عن جنوب وهران.
الحالة المقدمة عن الحركة تبين أنها تتحرك إلى الأمام ويظهر أن اللقاء (الصدام معها) لا مفر منه، ويمكن أن يكون قد تم في عين المكان. المسؤولون العسكريون يشهد لهم ببرودة الدم ورباطة الجأش.
الطلائع المتقدمة للحركة جاءوا من الجهة الخاضعة لسلطاتنا حيث مارست حركتنا السلطة بها منذ أربعين سنة أي من 1901 دون أن تطبق اتفاقيات تكليفنا بمعاونة المخزن في مسألة البوليس بالناحية، وتقاسم حدودنا لا يسمح بأن ينظر إلينا كمعتدين ينتشرون.
لقد جاء أجانب من بلاد بعيدة بمآت الكلمترات لمهاجمتنا نتيجة الرسالة نفسها المبعوثة من طرف الشريف إلى قائد مركزنا بواسطة مبعوثه إلى جهتنا. ودعا إذن إلى قبول تحرير حركة الجنرال فيجي.
وقد كتبت جريدة لسان المغرب فيما جاء في الرسالتين السابقتين ما يلي: (عدد:31 – 3 أبريل 1908)
جاء من كلمبشار على التخوم الجزائرية أن الحركة البربرية التي جمعها مولاي الحسن قد ابتعدت عن عين الشعير مسافة 20 كلم ومجموعها 1500 رجل بين فرسان ومشاة.
وفي عدد:32 – 10 أبريل 1908.
جاء من عين الصفرا (حدود الجزاير) أن البرابر تتحرك الآن في بوسالم وينتظر قدوم الجنرال بالليو قائد جيش الاحتلال في الجزائر إلى كلومبشار في هذا الأسبوع، وقد أخذت الجنود الفرنسوية بالتوجه إلى الحدود ملاقاة لكل طارىء وانتقلت حامية بشار إلى تلزازة وخلفتها فرقة أخرى في مركزها.
وعن إسبانيا قالت الجريدة:
جاء من سبتة ومن مليلية أن الحكومة الإسبانية هناك فرغت من تنظيم فرقتين من المغاربة ليكونا في خدمتها وكل كتيبة منها مؤلفة من مائتي جندي أما كبار الضباط وصغار الضباط فيكونون من الإسبان.
ملاحظة: ستقوم فرنسا بتأليف فرق أطلقت عليها الـﮝوم في الشاوية من السكان المحليين للقيام بما تريد من احتلال وسيكون لها لاحقا دور كبير في ذلك كما سنرى بحول الله.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *