جاء في تعليق مجلة افريقيا الفرنسية ص 103/1409 متابعة مسألة موستان، وردّ فعل حكومتنا.
السيد رونو أعلن احتلال وجدة وبني يزناسن بالإضافة إلى موريطانيا.
وحول نقطة أخرى تتعلق بوضع فرنسا داخل موريطانيا وأدرار، فإن حركة المخزن أظهرت عملا عدوانيا عندما وجد جنود فرنسيون قتلا.
الشريف مولاي ادريس موظف المخزن في هذه الجهة كلّف بمهمة من طرفه. كما في علمكم مال رسميا إلى إنكار التنسيق مع مفوضيتي عن طريق رسائل شريفة، مذكرا في الأخير بأنه لم يواصل باسم السلطان إذكاء التمرد المسلح ضد فرنسا.
بالإضافة إلى اتخاذ تدابير صارمة لردع مهربي الأسلحة من التخوم التي يديرها المخزن. والتي تستعمل لإرساله منها خلسة إلى الشيخ ماء العينين بحيث يجهل المخزن بأن تلك الأسلحة والذخائر تستعمل ضد قواتنا.
جواب المخزن:
طنجة 28 مارس1907
لقد كاتبت قنصلنا بفاس مرات متعددة، كي يطلب من المخزن أن يستنكر استخدام مولاي ادريس وماء العينين اسم السلطان، وهو ما لم يحصل على جواب من بن سليمان إلى الآن بسبب أن “مستشار الوزير مشغول”.
وفي هذا الإطار بعثت السيد كيار يوم 13 مارس 1907 برسالة مرفوعة إلى وزير الخارجية الشريفة، جددت فيها بلهجة قوية احتاجها، وممطالبته بتسليمه جوابا مطلوبا على ما طلب.
“آيار” أخبرني بأنه سلم رسالتين لابن سليمان، وهذا الأخير صرح بأنه نقلها إلى مستشار الوزراء.
لقد بين الحاج موظفنا المخاطر المحدقة بالمخزن من مغبة انتقامنا.
وزير الخارجية الشريفة، تظاهر بالحزن على حالة زملائه تجاهنا. حسب بن سليمان “لا يتصورون بأن الاعتراف بسيادة السلطان وكمال دولته لا يعطي للحكومة الشريفة الحصانة الآمنة للعيش دون توجس من التزاماتها الدولية”.
هدا وقد سبق لي أن أخبرت سيادتكم بأن القوة وحدها هي التي تتيح لنا الحصول على حجة لتحريك الجمود الذي يطبع سلوك المخزن.
القرارات الحيوية لسيادتكم ستسمح لنا بتسوية متزامنة لإشعاراتنا ومطالبنا الصحراوية.
الكتاب الأصغر سجل أيضا إرساليتي سلاح وذخيرة من طرف المخزن إلى ماء العينين، واحدة من العرائش في 11 يناير 1907 بواسطة الباخرة الألمانية فارو التابعة لشركة اولدنبرغ، والثانية من موكادور في 22 أبريل 1907 بواسطة الباخرة الألمانية موكادور. و في الحال كتب الينديشون إلى ممثلنا بمدريد:
باريس 23 أبريل 1907
آخر إرسالية سلاح من طرف المخزن للشيخ ماء العينين أظهر لنا بأننا لن تعول لا على حركتنا الشخصية من أجل المبادرة إلى اتفاقية حول الموضوع. أرجو إحاطة الحكومة الإسبانية بالأمر الذي أرى أنه من الضروري إرسال بارجة حربية فرنسية إلى كاب جوبي من أجل مراقبة إنزال الأسلحة التي تتم تحت علم أجنبي، واعتراض العمليات ذات الطبيعة التنفيدية القائمة تحت علم المغرب. وذلك بصفة مؤقتة بالاتفاق مع اسبانيا في هذه المنطقة. نحن نطلب منكم إرسال باخرة حربية تتوقف في كاب جوبي من جهتنا، لنمنع نقل الأسلحة والذخائر ووضع حد لتهريب السلاح “بيشون وزير خارجية فرنسا”.
وفي فاتح ماي 1907 اتفقت فرنسا واسبانيا على إرسال باخرتين للمرابطة في كاب جوبي. و فيما يلي رسالة في الموضوع:
طنجة 18 يوليوز 1907
قنصلنا في مكادور أحاطني علما بأن ماء العينين بعث إلى كاب جوبي قافلة من 500 جمل لحمل السلاح الذي وصل لحسابه. هذه القافلة اعترضها رجال الشيخ الدهمتان بمساعدة نواحي آيت يوسف علي، زركيين، آيت الحسن، وبمساعدة قايد طرفاية تنفيذا لتعليمات واضحة من السلان، فصودرت جميع الجمال وقتل ستة أفراد من رجال ماء العينين وجرح عدد آخر منهم قبل أن يتراجعوا مشتتين.
وعن جديد نفس المصدر جاء أن مولاي ادريس سيعود إلى طرفاية من غير إحساس بالأمان، حيث وصلها منفردا دون شريك يشهد له عندما يذهب عند السلطان، حيث سينكر تأمين الهجوم بواسطة أنصاره ومعلنا أنه سيتوجه لاحقا إلى طرفاية “من أجل اتخاذ اللازم”.
الوضع العدائي للنواحي يوجب احتمال الرجوع مباشرة إلى فاس دون انتظار ضربة عسكرية تؤدي إلى إخفاق وخيبة تدمر نهائيا مكانته وتضعفه.
المستجدات القادمة من الجنوب أظهرت بصدق التعهد الذي قدمه السلطان لنا، فقد استأجر المخزن سفينة اسبانية للذهاب إلى طرفاية لحمل الأسلحة والذخيرة التي بعثت بها إلى ماء العينين.
سان اولير ص:103/1409
ملاحظة: الكتاب الأصفر 1907-1908 لم يحمل أي معطى عن موريطانيا، حيث فهم أن ذلك لم يعد يدخل في الشأن المغربي بحيث فصل عنه.