(سبقت الإشارة إلى بعثة ليوطي للشاوية وفيما يلي جزء من التقرير الذي أعده).
باريس 30/04/1908، رقم:152، ص:215.
بعدما أعطى وصفا للشاوية وساكنتها والتي قسمها إلى نوعين سكان السهل الساحلي الذي يضم: زناتة، مديونة، سوالم، شياضمة، شتوكة، أولاد زيان، لمذاكرة، لمزامزة، أولاد سعيد، أمزاب.
وسكان الجبل وهي: لعشاش، أولاد بوزيري، أولاد سيدي بن داود، وأشار إلى أن سكان السهل الساحلي يتميزون بأن علاقتهم بالأجانب كانت جارية على المستوى التجاري، حيث كان الأوربيون يتواجدون بالدار البيضاء، لذلك كانت مقاومتهم لنا أقل.
بخلاف سكان الجبال حيث كانت مقاومتهم لنا قوية مثل لمداكرة، لمزمزا، أولاد سعيد.
وحيث أن سكان السهل لهم أهمية وسيطرة يستوجب احتلال المنطقة الممزقة على السهل، وهي سطات وقصبة أولاد سعيد لوضع حد للاضطرابات وضمان التهدئة الشاملة.
بخلاف منطقة الجبال حيث لمداكرة الشديدي التعلق بالاستقلال الذي يتطلب شقها التغلغل فيها فاحتلال سطات سينهي مقاومة لمزامزا وأولاد سعيد وجعلهم في اليد. ص:216-217.
الوضعية في تاريخ 15 أبريل 1908 بعد مرحلة طويلة من الجهود تحت حيطان الدار البيضاء أثناء قيام جزء من الجيران بالشاوية الذين اختاروا الفوضى والتخريب؛ أعاد التحرك العسكري القوي للجنرال دماد الاعتبار لجيشنا، وضغطِ قواتنا وأعطى بسرعة تحركاته دون إمهال نحو الجماعات المعادية الأكثر بعدا؛ الواحدة تلو الأخرى؛ انطباعا بقوتنا في الميدان؛ وعزمنا لاحقا على القيام بتحركات شديدة انطلاقا من مراكز تواجدنا في مديونة ثم برشيد حيث ركن سكان السهل إلى النظام والانضباط لكي يبقى العمل على تحقيق تهدئة سكان الجبل ومقاومة المحلات الحفيظية.
وستكون النتائج بالتأكيد أكثر سرعة وأكثر كمالا؛ إذا ما الجنرال دماد تمركز في لمداكرة وسطات؛ حيث استقبل عندما قدم هناك للمرة الأولى كمحرر من طرف السكان المقربين بسطات وقائد أمزاب وقصبة بن أحمد. ص:218.
المجموعة المعادية:
يظهر أن العداء متبلور في محورين الجنوب الشرقي والجنوب الغربي، الجنوب الغربي يتمثل في لمداكرة الذين تراجعوا إلى الخلف منذ أن دخلنا في سيدي اعسيلة (معسكر بوشرون) امداكرة الجبل تداخلوا مع مداكرة السهل في حركة الاقتحام، وما في ذلك من حساسية لأن مزارعهم وفلاحتهم ومحاصيلهم في سفوح الجبل، فجربوا تأثير سطوتهم في امزاب والعشاش إلى غاية الأيام الأخيرة حيث ضغطوا على زيان بقيادة قائدهم حمو عقا.
الجنوب الغربي:
محلات مولاي حفيظ لا نفتأ تحتك بقواتنا انطلاقا من الضفة اليسرى لنهر أم الربيع في مواجهة مشرع الشعير؛ حيث تجتاز بين الفينة والأخرى إلى الضفة اليمنى لمهاجمة قواتنا تحت قيادة عمر السكتاني الذي يقود لمداكرة ومعهم مدفع، والأخرى بقيادة الشريف البوعزاوي الشديد التعصب الذي تواجد في نفس التاريخ 15/4/1908 بدار التونسي والذي هزم من طرف الجنرال دماد في معركة ليلة 8/4/1908 بسطات؛ والذي يوجد معه مدفع ص:219.
التصور العام لهذا الاحتلال العسكري المحدد التي يستنتج من التكتل الجغرافي للبلد هو ضرورة حماية السهل الغني بدفاع منطقي ومراقبة للمحاور؛ هذه المحاور التي هي المنافذ التي تسمح بعبور المرتفعات المحيطة بالجبال إنها المنافذ التي يجب الاستيلاء عليها والتمركز فيها وإقامة مراكز ثابتة متقدمة تكون كراصد بالعيون والآذان يشاهد ويسمع أبعد ما يكون ممكنا؛ بمعنى دوريات استطلاع ومراقبة ومصلحة لجمع المعلومات.
إنه بشكل شبيه لما بقي من عهد مولاي إسماعيل ومولاي الحسن والذي ما يزال مسيطرا بقوة وإحكام على المغرب، يضمن بواسطته الهدوء والأمن بالشاوية، عبر منشآت على شكل حزام من القصبات ما تزال فعاليتها مستمرة حتى الآن، ويمكن الاستفادة منها واستعمالها.
وفيما يلي الشكل الواجب عمله:
بالنسبة للمحيط:
مراكز خلوية تتوفر على حد أدنى من الرجال موضوعة في مراكز تختار بعناية ثابتة قادرة على الدفاع عن نفسها عدة أيام تقوم بأدوار ثلاثية.
1- حفظ الأمن المحلي ومراقبة نقط الإسناد بكل العناصر الأهلية من البوليس المكون حولهم.
2- تكوين مراكز إدارية حولها تتكفل بالحياة الأهلية وإجراء الأحكام وتقوية السلطة الشريفة (مولاي عبد العزيز).
3- من وجهة النظر العسكرية تقديم مركز لخدمات التموين المحمي في مستودعات مهمة للذخيرة ومسعفي الاحتلال والنقل المتوسط.
بالنسبة لخلفية المحيط:
جاهزية قوات مهمة تحت إمرة قائد مسعدة للانتقال نحو المراكز المهددة تجنبا لكل طارئ بواسطة تحرك رئيسي؛ وبأقل الأرتال بفضل مراكز المرتفعات العاملة على حماية حرية الحركة على امتداد جميع نقط محيط الشاوية، وما لم يحصل حدث كبير يتطلب اقتحاما، وإذا لم يظهر ضغط إسلامي يغير الوضعية القائمة من حال إلى حال؛ وأكره على اتخاذ رأي آخر يمكننا تدريجيا التخفيف من دورنا وأعداد الشاوية لتشكل من جديد حماية لنفسها وضمانة أمنها الخاص.
وبالتالي تخفيض عناصر قواتنا كلما تأكد أن تواجدنا في مركز ما سيلزمنا تكاليف وصيانة القوة التي ستضمن رسوخ واستمرار العمل لمدة معينة إذا كان في صالح الأوربيين.
نقط الاحتلال المختارة:
وضع نقط على محيط الشاوية يراعي المكونات الطبيعية للجماعات العرفية والتضاريسية وهي:
1- مزاب: المركز الطبيعي لسطات.
2- لمداكرة: مخيم بوشرون (الكارة).
3- مزان: المركز الطبيعي قصبة بن أحمد.
4- زيايدة: المركز الطبيعي سيدي سليمان.
5- أولاد سعيد: المركز الطبيعي قصبة أولاد سعيد.
6- شتوكة والشياضمة.
تنظيم مصلحة المعلومات، وهي مصلحة هامة لمعرفة ما يجري ليس فقط في الشاوية ولكن خارجها وحوالي الجبهة وذلك لضمان سلامة التنظيمات المقامة في الشاوية على مستوى الأهالي….