الحاج الطاهر بن عمر الرجراجي (1374هـ-1955م)

هو الفقيه العلامة المطلع السيد الحاج الطاهر الرجراجي كان من العلماء الذين كان لهم روح تقدمي فكان من أجل هذا يعد من الرعيل الأول الذين كانوا يميلون إلى التجديد بمطالعة الصحف والمجلات العربية مصرية وغيرها، فتجده من حين لآخر يطلع أصدقائه على فوائد عالمية في السياسة والاجتماع والاقتصاد شيء ركز في نفسه حب الإصلاح والتوجيه على وتيرة ما يقع في الشرق العربي.
درس الرجراجي رحمه الله على عدة شيوخ، منهم أبو حامد البطاوري، وأبو عبد الله الرغاي وغيرهما من علماء الرباط.
تعاطى للتجارة مكثرا للترحال إلى الخارج، وعندما اتسعت تجارته تخالط مع وزير الأملاك الحاج عمر التازي.
تولى العضوية بمجلس الاستئناف الشرعي، وكان حسب طبعه يميل في الأحكام إلى الظاهر متشبتا في بعضها بآراء ابن القيم، وشيخه ابن تيمية ضاربا عرض الحائط بما لفقهاء المذهب المالكي من آراء، حتى لتجده يحيد عن الجادة لفهوم لا تتفق والفقه المسلم.
واستمر الطاهر بن عمر رحمه الله بالمجلس إلى أن حدث بينه وبين رئيسه الأستاذ محمد بن العربي العلوي رحمه الله نقاش حاد جاوز حدود اللياقة تسبب عنه نقل المترجم له إلى بنيقة (مكتب) وزارة الأوقاف كمتصفح لرسومها.
عندما قامت وزارة الأحباس بتجديد مسجد “الغندور” والزيادة فيه سنة 1346هـ موافق سنة 1927م، تولى الرجراجي رحمه الله الخطابة، ولتأثره بالروح الشرقية أو السلفية بتعبير أوضح كان يهيئ خطبا تضرب على وتر التجديد والإصلاح باختيار موضوعات طريفة تهدف إلى محاربة البدع، وما يجري في الوسط من مناكر هي أمس بالمقاومة من غيرها كالربا، والزنا وشرب الخمر، وإصلاح التعليم وأمثالها مما تطمح إليه النفوس وترتاح، كان حريا قبل غيره بالاهتمام.
كان شديدا على المبتدعة الشيء الذي جعل الجراري يقول فيه: “كان بطبع الرجراجي شذوذ عرفه منه أصدقاؤه كغيرهم، شذوذ في أخلاقه كان يدفعه أحيانا ليسلك سبيلا غير سبيله فيلفت أنظار المجموع إليه بما يصوب الألسنة إليه باللمز واللذع، في حين أن المتزن من الرجال من يعرف كيف يتقي الشرور، ويحول دون عرضه بسلوك محجة الاعتدال وركوب متن الهون واللين حتى لا يكون عونا للشيطان على أخيه، ولكن للطبائع قوة لا تغلب”، قلت: ليت الجراري ضرب لنا مثلا على هذا الطبع الشاذ عند الرجراجي حتى يتبين لنا صدق قوله، أم هو مجرد تحامل على رجل سلفي ينبذ القبورية والتصوف بكل بدعه وخرافاته.
هكذا مرت حياة الرجراجي رحمه الله إلى أن وافاه الأجل إثر مرض ألزمه الفراش، وكانت وفاته ليلة 22 صفر سنة 1374 الموافق 19 أكتوبر 1954م ودفن بمقبرة سيدي الخطاب رحمه الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *