مقاومة غزو المغرب

معركة عين مكونة: دارت هذه المعركة حسب الرواية الفرنسية يوم 24 يناير 1908م وكان الهدف منها هو تأديب المداكرة الذين كانوا يهاجمون القوات الفرنسية ما بين بوزنيقة وقصبة فضالة، وقد انتهت بانسحاب الجنرال “دماد” من المعركة بسبب استخدام المجاهدين لحركة المنطاد الذي أطلقته القوات الفرنسية لرصد حركة المقاومة. فكان المقاومون يخلون الطريق لتلك القوات الزاحفة تحت المنطاد ثم يهاجمونها من المؤخرة والأطراف.
وقد شارك في هذه المعارك حسب رسالة من الجنرال “دماد” لوزير الحرية الفرنسية بتاريخ 25 يناير 1908م كل من لمداكرة  والزيايدة واولاد علي، وقد دامت المعركة ثلاث ساعات -حسب رسالته- فقدت فيها قواته ضابطا وجرح 5 جنود وقد دارت على ضفاف واد المالح.
معركة لقصابي: دارت يوم  2 فبراير 1908م ضد اولاد احريز وامزامزة واولاد سعيد، حيث استولت القوات الغازية على 2000 رأس من الغنم وأحرقت الدواوير في تقدمها نحو لقصابي، ولما أرادت التراجع وجدت نفسها مطوقة، فنشبت معركة طاحنة تخلت فيها القوات عما نهبت من مواشي والذخيرة التي تحملها ولم يفك عنها الحصار إلا وصول نجدة من برشيد فاقدة 12 جنديا، وجرح 4 ضباط، و40 جنديا، تقول المصادر الفرنسية: “يوم 2 فبراير واجهت الكتيبة -السالف ذكرها- هجوما في جنب تينكر ميت من لدن قوات متفوقة جدا” وأصبحت مهددة بقطع خط الرجعة، ولكنها انقدت نفسها بفضل لجوئها إلى معركة ناجحة بواسطة الخيالة، وترأس الجنرال “دماد” بنفسه الجنود لأخذ الثأر من ذلك الهجوم. ومنذ 5 فبراير لقن درسا قاسيا للحفيظيين في نفس المكان. (ندوة ص:80)
جاء في رسالة الجنرال “دماد” إلى وزير الحربية عن معركة زاوية سيدي المكي ودار لقصابي مؤرخة في 3 فبراير 1908م.
“دوار امزامزة أحرق وكانت الخسائر 8 قتلى فيهم 4 ضباط و46 جريحا”.
j’ai brulé et razzié ces douars et passé jusqu’a dar-kseibat quث j’ai brulé également
معركة سطات الثانية وسيدي الجبلي في 6 فبراير 1908م حيث هاجم الفرنسيون سطات بعدما استعادها المجاهدون منهم، وخلال تقدمهم نحوها تعرضوا لهجمات القبائل على طول 7 كلم نتج عن ذلك أن خرب الغزاة المدينة تم تركوها بعدما قتل منهم 3 وجرح 16، وفي ذلك تقول جريدة لسان المغرب عدد 24 الصادرة في 14/2/1908: وقعت المعركة في الجمعة الماضية 07/02/1908م بين فرقة من الجيوش الفرانسوية الغازية في جوار سطات وبين قبائل الشاوية، ثم جاء الجنرال “دماد” إلى زاوية المكي مع فرقة كبيرة وما لبث أن أعلمته الطلائع أن القبائل هابطة عليهم من سطات فاستعد الجنرال للقتال ودارت الحرب بين الفريقين ساعات وقعت في أثنائها بعض قذائف في معسكر الفرنسيين مما دلّ على وجود مدافع مع القبائل، وجاء تلغراف يفيد بأن الجنرال “دماد” احتل سطات”.
وفي نفس العدد من لسان المغرب أورد مراسل الجريدة من العرائش أن “الباخرة (سعيدي) قد تعطلت تعطلا لا يرجى معه الإصلاح، وذلك بسبب النار التي شبت فيها في هذا الأسبوع وهي في المرسى وكانت محملة من العرائش إلى طنجة قدر 300 طن من البارود، فلما لعبت بها النار، انفجر كثير من تلك الصناديق، و ضاع الجانب الأكبر من الذخائر وسبب اشتعال النار غير معروف.
وروت إحدى الجرائد المحلية أن السبب في ذلك هو أن الموكلين بالمحافظة على مستودع الذخائر في العرائش كانوا قد أرسلوا تلك الذخائر من مدة إلى مراكش، فلما جاء الأمر السلطاني بنقلها إلى طنجة، خافوا الفضيحة فلم يروا من  واسطة للتخلص إلا  إضرام النار في الباخرة.
فنحن لا نظن ذلك، إذ ليس لنا ما يثبت صحته فضلا عن أن مكاتبنا لم يذكر لنا من هذه الأشياء شيئا”.
وقد اشتعلت النار في باخرة أخرى للذخيرة بطنجة وانفجر مستودع بميناء أسفي كما سيأتي لاحقا بيانه، وذلك في مسعى للقضاء على تهريب السلاح الذي وقع حوله اتفاق بين فرنسا وإسبانبا لمدة سنة وأرسلت بموجبه اسبانيا طرادا وثلاث مدفعيات للمراقبة، كما جاء في جريدة لسان المغرب 21/02/1908م.
وفي نفس العدد أوردت الجريدة خبر مراسلة من الدار البيضاء بتاريخ 13 فبراير جاء فيها: “رجع الجنرال “دماد” إلى الدار البيضاء في 13 فبراير، وبعث بشرذمة من الجنود لتعزيز حامية مديونة ودار برشيد، جاعلا الدار البيضاء محلا للمؤونة والذخائر، ثم رحل بعد يومين مع فرقة واحتل سطات، وأرسل الكولونيل “توبين” الموجود في قصبة فضالة للتجول بين قبائل المداكرة، وقد حدثت أكثر من موقعة بين هذه القبائل والجنود الفرنسوية، ولا يزال القتال مستمرا. وقد انضمت لقبائل المداكرة أقوام الزيايدة وجماعة من قبائل امزاب”.
وهذه المعارك هي: معركة برابح وسيدي عبد الكريم (السدرة) أيام 16-17-18 فبراير 1908م.
وتجدر الإشارة أن نفس الجريدة السالفة الذكر أوردت في نفس عددها السابق أن العساكر الإسبانية الحامية لمليلية احتلت قصبة مرشيكا -الناضور- بعد مناوشة مع بعض القبائل. وقد صرحت وزارة خارجية اسبانيا أن احتلالها لمرشيكا وقتي، ألجأها إليه اعتداء بعض القبائل المجاورة بعد أن التجأت المحلة الشريفة إلى مليلية. على أن الحكومة عزمت على زيادة عدد الحامية استعدادا للمدافعة عند الاقتضاء، وعلى ذلك أبحرت كتيبتان من عساكر قادس إلى مرشيكا بطريق مليلية. وفي 12 فبراير بلغ مسامع الجنرال مارينا أن بعض العصاة يتدانون من مؤخرة معسكره بنية الهجوم على قصبة الفراجنة، فاستقدم رؤساؤهم مساء ذلك النهار وسألهم بنيتهم فقالوا أنهم لا يقصدون ثأرا، ولما رجعوا إلى قبائلهم بارحوا مكانهم، فعلم الجنرال  أن موقف القبائل عدائي، فأرسل فرقة من الجنود واحتل محمدية. إذ لا يصح أن تكون تلك القرية بلا حامية، وكانت تلك الفرقة مؤلفة من 500 جندي بقيادة الكولونيل (الفاريز كبريرا) فخرجت من مليلية صباح 13 الجاري الساعة 6 صباحا يرافقها الجنرال بنفسه، وفي الساعة 11 احتلت مرشيكا بعد مناوشة لم يذهب فيها أحد من الطرفين، ورجع الجنرال إلى مليلية في نفس ذلك النهار..
وأيضا اجتمع زعماء قبائل الريف مؤخرا وبعد المفاوضات وجدوا أن القائم لا يبدي حراكا -المراد به عبد العزيز- فقرروا تركه ونادوا بمولاي حفيظ سلطانا عليهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *