ابن أبي الربيع عبيد الله القرشي الإشبيلي السبتي (599-688هـ)

عقيدته
ويقول: “..فكل شيء عنده معلوم في الأزل، علم لا يزول عنه، وهو سبحانه لا تفارقه صفاته ولا يفارق صفاته”.
فهذه نماذج ينتصر فيها لرأي أهل السنة وتبين بأن الرجل كان سلفي العقيدة.
تلاميذه ومكانته العلمية
تصدر ابن أبي الربيع لتدريس النحو وهو ما يزال غلاما يافعا بأمر من شيخه أبي علي الشلوبين الذي كان يبعث إليه صغار الطلبة حتى اشتد ساعده، ولما مات الشلوبين خلفه ابن أبي الربيع في التدريس بالجامع الأعظم بإشبيلية حتى خرج منها عند سقوطها في أيدي النصارى سنة ست وأربعين وستمائة للهجرة، نازحا إلى سبتة التي ألقى فيها عصا التسيار، ووجد من ولاتها كل حفاوة وعناية، وتفرغ فيها للتدريس والتأليف، وقد أحصي له ما يفوق الثمانية والثلاثين تلميذا، من أشهرهم ابن الرشيد (ت 721هـ)، وابن الشاط (ت 723هـ) الذي جمع برنامج شيخه، والقاسم بن يوسف التجيبي (ت 730هـ).
ولم يكن ابن أبي الربيع العالم الوحيد في سبتة، ولكنه كان أبرز أولئك العلماء، وأكثرهم تمكنا في علوم العربية وأخذا بحظ وافر من القراءات والفقه، وليس أدل على تلك المكانة العالية من إجماع العلماء الذين ترجموا له والثناء عليه، ونكتفي بما قاله عنه تلميذه التُّجيبي: “شيخ الأستاذين وإمام المقرئين، وخاتمة المعربين، العلامة الأوحد، الحافظ النحوي، اللغوي، الفرضي، الحسابي، المتفنن”.
تواليفه
على الرغم من تنوع ثقافة ابن أبي الربيع، وعلى الرغم من كونه عالما مشاركا في مختلف العلوم الشرعية واللسانية والأدبية، إلا أن ما ألفه من كتب يؤكد ما اشتهر به من التخصص في النحو، وليست تآليفه إلا تسجيلا حيا أمينا للدروس التي ظل يلقيها على طلبته طوال زهاء سبعين سنة، وسنورد بعضها:
– البسيط في شرح جمل الزجاجي مطبوع بتحقيق د. عياد بن عيد الثبيتي.
– الكافي في الإفصاح عن مسائل كتاب الإيضاح.
– الملخص في ضبط قوانين العربية مطبوع بتحقيق د. علي بن سلطان الحكمي.
– الشرح الأوسط على كتاب الجمل، ذكره تلميذه التجيبي في برنامجه.
– تقييد على كتاب سيبويه (مفقود)؛ اختلفت المصادر فيما كتبه ابن أبي الربيع على كتاب سيبويه، والغالب أن ما كتبه مجرد تقييدات عنت له من خلال صحبته للكتاب، ولم يتح لهذه التقييدات من الشهرة والانتشار ما أتيح لكتبه الأخرى..
– كان ماذا تركيب ورد في شعر لمالك ابن المرحل لحنه فيه ابن أبي الربيع، وألف في ذلك تأليفا وردت منه شذرات في ثنايا رد مالك بن المرحل عليه الذي سماه (الرمي بالحصا والضرب بالعصا).
– تفسير القرآن الكريم وهو آخر تأليف لابن أبي الربيع منه نسخة خطية فريدة في الخزانة العامة بالرباط تحت رقم:315 ق.
وفاته
توفي رحمه الله في السادس عشر من شهر صفر سنة ثمان وثمانين وستمائة للهجرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *