عبد الرحمن النتيفي (1303-1385هـ/1885-1966م)

هو العالم العلَم محي السنة وقامع البدعة العلامة عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم النتيفي الجعفري ينتهي نسبه إلى زينب بنت فاطمة رضي الله عنها، ولد سنة 1303هـ حفظ القرآن في صغره، وفي سنة 1316هـ أكمل قراءة الكسائي وحمزة، وفي سنة 1319هـ بدأ قراءة العلم.

فأخذ عن العالم بوشعيب البهلولي والعالم الفاطمي الشرايبي والعالم محمد التهامي كنون والعالم محمد بن جعفر الكتاني والعالم محمد بن الحاج وغيرهم كثير.
وتتلمذ عليه جمع منهم العالم قاضي مراكش جعفر النتيفي والعالم عباس المعداني والفقيه علال التدلاوي وغيرهم من القضاة والعدول والأعلام.
حضر موقعة تدارت التي تم على إثرها احتلال مدينة الدار البيضاء، وبعد الوقعة قصد الشيخ خنيفرة عاصمة قبائل زايان بالأطلس المتوسط فأقام بها وأنشأ مدرسة للعلم.
حج البيت الحرام عام تسع وعشرين وثلاثمائة وألف للهجرة وعاد من رحلته الحجازية عام ثلاثين وثلاثمائة وألف للهجرة، ورجع إلى خنيفرة فمكث فيها لنشر العلم وإحياء الإسلام والسنة في تلك القبائل الأمازيغية الذين كانوا أبعد عن الإسلام بجفاء طبعهم فنفع الله به العباد والبلاد، خرج من خنيفرة بعد احتلال الفرنسين لها وقصد قبائل أيت عمو ودخل فاس عام ست وثلاثين وثلاثمائة وألف للهجرة.
ثم قصد المدينة القديمة بالبيضاء عام إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف للهجرة واتخذ بها مدرسة، فقصدته أفواج من أنحاء المغرب للقراءة عليه، والإقامة بمنزله وتحت نفقته، وأنشأ بالمدينة الجديدة من البيضاء مدرسة سماها (السنة) لتمييز منهاج دروسها وتعليمها، للشيخ رحمه الله باع طويل في العلم، أصيب بفقد البصر وكان قوي الذاكرة، ولم يكن متقيدا بمذهب معين بل يدور مع الدليل أين ما دار، توفي رحمه الله عام خمسة وثمانين وثلاثمائة وألف من الهجرة.
نصرته للسلفية وموقفه من المبتدعة والمتصوفة
ويظهر ذلك جليا من خلال مؤلفاته التالية:
1- “حل إبرام النقض في الرد على من طعن بالمحلول أو سنة القبض” رد فيه على محمد الخضر الذي ألف كتابا في نصر السدل.
2- “القول الفائز في عدم التهليل وراء الجنائز”.
3- “السيف المسلول في الرد على من حكم بتضليل من ترك السيادة في صلاة الرسول”.
4- “الأبحاث البيضاء مع الشيخين عبده ورشيد رضا”، وهو رد على بعض آرائهما.
5- “كشف النقاب في الرد على من خصص أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بآية الحجاب”.
6- “حكم السنة والكتاب في وجوب هدم الزوايا والقباب”.
7- “إرشاد الحيارى في تحريم زي النصارى”.
8- “رد طعن الطاعنين في سحر اليهود لسيد المرسلين”.
9- “تنبه الرجال في نفي القطب والغوث والأبدال”
وهو رد على المتصوفة الذين ينتحلون أسماء لشيوخهم؛ كالقطب والغوث.
10- “القول الجلي في الرد على من قال بتطور الولي”.
رد فيه على المتصوفة الذين قرروا أن من كرامات الأولياء التطور في أشكال شتى.
11- “الذكر الملحوظ في نفي رؤية اللوح المحفوظ”.
12- “الاستفاضة في أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يرى بعد وفاته يقظة”.
رد فيه على السيوطي الذي زعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم يرى بعد وفاته يقظة.
13- “الميزان العزيز في البحث مع أهل الديوان المذكور في كتاب الإبريز للشيخ الدباغ عبد العزيز”.
رد فيه على عبد العزيز الدباغ في كتابه (الإبريز) الذي أثبت التصرف للأولياء وأن لهم ديوانا يجتمعون فيه.
14- “تحفة الأماني في الرد على أصحاب التيجاني”.
15- “كشف الهمم في أن عهود المشايخ لا تلزم”.
16- “البراهين العلمية في ما في الصلاة المشيشية”.
17- “كتاب الزهرة في الرد على غلو البردة”.
18- “الحجج العلمية في رد غلو الهمزية”.
19- “أحسن ما تنظر إليه الأبصار وتصغي إليه الأسماع في نقد ما اشتمل عليه ممتع الأسماع في الجزولي وأصحابه والتباع”.
20- “الدلائل البينات في البحث في دلائل الخيرات وشرحه مطالع المسرات”.
وغيرها كثير بحمد الله، وهذه التي ذكرت إنما هي غيض من فيض.
وفاته
توفي الشيخ رحمه الله ليلة الثلاثاء 23 ذي القعدة عام 1385هـ/1966م بعد مرض دام سنوات أوصى بعدم البناء على قبره، وتأبينه، وكانت جنازته مشهودة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *