محمد بن عثمان المراكشي (1365هـ/1945م)

هو أبو عبد الله محمد بن عثمان بن أبي بكر بن إبراهيم…المسفيوي المراكشي الإدريسي كما ورد عند العلامة محمد المختار السوسي، وعند محمد بن محمد المؤقت المراكشي.
تلقى تعليمه الأولي في مدينة مراكش بجامعة ابن يوسف على علمائها الأعلام، وينتمي إلى أسرة علمية معروفة: فأخوه إبراهيم كان يشتغل بسفارة المغرب بالقاهرة وهو الذي مهد له سبيل الرحيل إلى مصر للدراسة، وابن عمه أبو بكر بن علال المسفيوي كان قاضيا على “المذاكرة”.
وسافر إلى مدينة الرباط لاستكمال دراسته سنة1344) هـ1925/م( ومكث بها زهاء ثلاث سنوات، أخذ خلالها على المحدث محمد المدني بن الحسني، والشيخ أبي شعيب الدكالي، ومحمد بن عبد السلام السايح ومحمد بن العربي العلوي.
وفي هذه الفترة تعرف إلى المرحوم عبد الله الجراري الذي كان يعقد معه ندوات تدور فيها مذاكرات ومطارحات في مختلف القضايا العلمية.
وسافر إلى مصر للدراسة، وأخذ على كبار علمائها، وكان شديد الإعجاب بالقاهرة وجامعتها وعلمائها، يسمي مصر ببلاد واد النيل العزيز، كما كان كثير التردد على دار الكتب المصرية والبحث عن ذخائرها، وقد عبر عن ذلك في حديثه عن إعجابه بكتاب المخصص لابن سيده الذي قال عنه: “فحذا بي الشوق إلى تخصيص وقت للوقوف عليه بدار الكتب المصرية.”..
وتتبع ما كان يجري في مصر من حوار حول قضايا علمية، مثل الحوار بين أنصار رسم المصحف القديم، وأنصار كتابة المصحف بالخط العادي، فمال إلى أنصار التجديد كما عبر عن ذلك في كتابه الجامعة اليوسفية، وهو رأي شيخ الأزهر آنذاك…
سلفيته:
… ويبدو أن ابن عثمان كان من السلفيين الذين يرفضون الحديث عن التصوف ويهاجمون الصوفية، عبر عن ذلك تدعيما وتزكية لموقف المرابطين في قضية ابن العريف وابن برجان وغيرهما، وقد ذكر بعض مثالب الصوفية، وتصرفات الغلاة منهم، وخاصة الذين كانوا يقولون بوحدة الوجود والحلول وغيرهما من الأفكار التي اعتبرها كفرا.
كان شديد التحامل على محمد بن تومرت المعروف بالمهدي، ويسميه “بدجال الموحدين وداهية الهرغيين”، والسبب في ذلك راجع إلى ما كان يستعمله من أساليب مختلفة، وما يتبناه من مبادئ قصد الوصول إلى الحكم. فكان ابن عثمان يرفض هذا النوع من الوصوليين الذين يتحايلون للاستفادة مما لا يستحقونه.
قال منكرا على القبوريين: “ففريق يعتقد أن الولي يؤثر ويعطي ويمنع، وهؤلاء يحتاجون إلى تجديد عقائدهم وتنظيف ضمائرهم، وفريق يقول أن الدعاء في أضرحتهم أقرب للاستجابة لمزيد الفضل بوجودهم!”
قال: “ولقد تعرض صديقنا العلامة المؤرخ قاضي المنشية في كتابه) الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام(، إلى الكلام عن مسألة التوسل والوسيلة بما لا مزيد عليه حيث ذكر مذهب ابن تيمية وما حرره في مسألة الزيارة؛ ونقل الردود التي دونت في تلك المسألة وأضاف إليها آراءه الخاصة، وعلى العموم فإنه تعرض في بحثه الضافي لتطورات مسألة الزيارة.
وإني أحترم بحثه الخاص وأحتفظ بآرائي الخصوصية في بعض النقط التي أصارحه فيها بالمخالفة مع تحفظ تام، سيما ما يرجع للتوسل الذي تساهل فيه إلى حيث يعلم الناس من إظهار الكمال مع العلم أن السلف تنافي ذلك، ولنا بحث في الموضوع نسأل الله التوفيق لإبرازه قريبا.”
وكان رحمه الله كثير الثناء على المرابطين بسبب ما قاموا به من إحياء السلفية في المغرب بعد أن خيمت في جوها سحب الجهل والابتداع، كما عتب عتبا شديدا على آراء ابن تومرت البدعية واستنكر خروجه على المرابطين وتشييده لكهوف البدع والمحدثات.
مؤلفاته:
-1 الجامعة اليوسفية بمراكش في تسعمائة سنة.
-2 الرسالة التفسيرية.
-3 كوكب المدلج الساري في حدائق رجال البخاري.
-4 الرحلة الحجازية.
-5 شرح منظومة البطاوري في الوضع.
-6 المنتقى المنصور في مآثر ودولة أبي عباس المنصور) تصحيح وتعليق .(
-7 ديوان الوزير ابن إدريس) تصحيح وتعليق .(
وفاته:
وقد توفي ابن عثمان بمراكش عام (1365هـ/1945م)، ودفن بمقبرة الإمام السهيلي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *