أحمد بن محمد الزبدي الرباطي الشيخ السلفي الوقور العالم المطلع المذاكر المستحضر العاقل العارف بأحوال ما جريات الأمور، لا تمل مذاكرته وخصوصا حوادث المغرب التي شهدها ومرت على يديه يعرفها بالتتابع ورجالها والمراد منها بحيث لو كتب ذلك لأفاد تاريخ المغرب.
كتب ترجمة لنفسه سنكتفي بها جاء فيها:
دخلت للمكتب لقراءة القرآن العظيم أوائل عام 1304م على شيخنا الأستاذ الفقيه العالم المربي سيدي الهاشمي القصري جدد الله عليه الرحمات، قرأت عليه القرآن والمتون: الآجرومية، والمرشد، واللامية، والألفية، والجمل، وكان رحمه الله يشق معنا الآجرومية والمرشد، وكان يحضنا على الأخلاق في كل مناسبة.
وفي سنة 1313 شرعت في قراءة العلم على شيخنا علامة العصر شيخ الجماعة بالرباط وأديبه الأكبر مولاي المكي البطاوري ولازمت مجالسه رحمه الله في فنون شتى من نحو وفقه وحديث وأصول وبيان وتوحيد وغيرها إلى سنة 1322 وأجازني رحمه الله بجميع ما تجوز له روايته كما بخط يده آخر فهرسة أشياخه.
وقرأت على شيخنا الفقيه سيدي محمد بن عبد السلام الرندة، وحضرت مجالسه من نحو وفقه وأصول وبيان وفرائض وتوقيت، وحديث في آخر عمره، وأجازني رحمه الله بجميع مروياته كما بإجازته بخط يده.
ومن أشياخنا العلامة المحقق الأديب الكبير الحاج أحمد جسوس قرأت عليه، وحضرت مجالسه في فنون من فقه وبيان وأصول وحديث، وكنت أخرج له من المبيضة حاشيته على شرح المحلي على الورقات التي لم تكتمل.
وحضرت مجالس شيخنا حافظ العصر ومحدثه سيدي أبي شعيب الدكالي من حديث وتفسير مدة قراءته بالرباط وأجازني رحمه الله.
وقرأت على شيخنا بمراكش العلامة سيدي محمد الغولي حضرت مجالسه من نحو وعروض سنة 1314.
وبمصر
في اليوم الثاني من شهر ذي القعدة عام 1352 حضرت بمجلس العلامة الكبير المحدث الشهير شيخنا الشيخ يوسف الدجوي المالكي..طلبته في الإجازة فمسك بيدي وقال أجزتك أجزتك مرتين بجميع ما تجوز لي روايته إجازة عامة.
وحضرت مجلس الشيخ محمد العربي الدسوقي وهو من هيأة كبار العلماء يقرأ برواق الحنفية، وهو من أشياخ شيخنا أبي شعيب الدكالي كما أخبرني بذلك هنا.
وممن حضرت مجالسهم من العلماء بالأزهر الشيخ محمد الحلبي، ومنهم العلامة المحقق مفتي الديار المصرية سابقا، ونادرة الأقطار الشرقية الشيخ محمد بخيت المطيعي الحنفي مذهبا، ومنهم الشيخ محمد الخضر حسين العلامة الكبير، ومنهم صاحب الفضيلة العلامة الشيخ فريد صاحب الدائرة زرته بمكتبه قرب الأزهر، وممن اجتمعت به بمنزله وأكرمني الشيخ الطنطاوي جوهري وأجازني كما بخط يده، ومنهم العلامة الشهير المصلح الكبير الشيخ محمد رشيد رضا صاحب تفسير المنار زرته بمنزله يوم الاثنين 16 شهر القعدة عام 1352 فوجدته رجلا ذا هيبة ووقار، ضخم الجسم، عليه جلالة العلم وأبهة العلماء متواضعا لينا يتلألأ وجهه نورا فقابلني بمزيد الترحيب وجرت بيني وبينه مذاكرات استغرقت 4 ساعات، له اهتمام كبير بالأمم الإسلامية بالمشرق والمغرب وخصوصا في الأحوال الحاضرة.