أبو العباس الورزازي الدرعي التطواني (…-1179هـ‍/…-1766م)

أحمد بن محمد بن عبد الله، أبو العباس الورزازي الدرعي التطواني:
محدث، فاسي الأصل، عرّفه صاحب فهرس الفهارس بحبر تطوان وفخرها، قال عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني في فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات: الورزازي الكبير: نسبة إلى ورزازة بناحية سوس، وهم بيت علم، وأشهرهم الإخوة محمد فتحاً بن محمد ضماً شارح لامية الزقاق المتوفى بمكة عام 1166، وأحمد المتوفى بتطوان عام 1169، وابن عمهما وشيخهما محمد بن أحمد المعروف بالصغير المتوفى بمصر سنة 1137، ودفن بمقابر المالكية بمصر، وقد كان هؤلاء بنو الورزازي من أصهار الشيخ ابن ناصر حتى قال أبو عمران موسى بن المكي الناصر في تائيته: وللورزازيين الأجلة صحبة … لنا ثم صهر في تمام مودة والمسند منهم هو الثاني، وهو حبر تطوان وفخرها، العلامة المحدث الأثري الصاعقة أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الله الورزازي الدرعي التطواني المتوفى بها سنة 1179، حلاه أبو الربيع الحوات بـ “الشيخ العلامة الحافظ الصالح القائل بالحق العامل به” حج مرتين وزار بيت المقدس، ووقعت له مع علماء مصر مناظرة ثم أجازوه، قال تلميذه أبو عجيبة عنه: “كان شديد الشكيمة على أهل البدع، لا يبالي بولاة زمانه، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، لا يخاف منهم، وإذا قيل له في ذلك يقول لم يبلغ قدري أن أموت على كلمة الحق، وكان اتهم بالاعتزال وامتحن بذلك حتى دخل السجن ثم خلصه الله منه، فزاد عزه وبعد صيته واتفق الناس على تعظيمه” اهـ.
يروي رحمه الله عامة عن أبي العباس أحمد بن ناصر الدرعي وأبي العباس أحمد بن مبارك اللمطي وأبي طاهر الكوراني ومحمد بن محمد بن شرف الدين الخليلي وعبد الرحمن بن محيي الدين بن سليمان السليمي الحنفي الدمشقي وعبد القادر الصديقي المكي الحنفي والتاج القلعي، أجاز له ولإخوته محمد الكبير وعبد الله ومحمد الصغير، وله فهرسة جمع فيها مروياته عمن ذكر وهي عندي، أرويها بأسانيدنا إلى الحضيكي وابن عبد الصادق الريسوني، كلاهما عن محمد بن الحسن الجنوي عنه.
أحمد بن محمد الورززي شيخنا المذكور قريبا، وكان ورد الزاوية المذكورة من فاس، وختمنا عليه “ورقات إمام الحرمين” في أصول الفقه، وبعض “جمع الجوامع” لابن السبكي، وبعض “مختصر خليل”، ثم رجع قافلا لفاس.
وحلاه تلميذه العلامة الحضيكي رحمة الله على الجميع ب: “وكان رضي الله عنه عالما كبيرا دراكا بحاثا، برع في الفقه والحديث والقراءات وسائر الفنون معقولها، وكان ذا حزم وعزم، قوالا للحق ولا يبالي لومة لائم، يحج بيت الله الحرام كثيرا، ويزور بيت المقدس، أخبرنا إذ ذاك أنه جاء من الحرم المكي وحده على رجليه إلى بيت المقدس، وله مقام ليس لغيره في الحزم والنصرة للدين.
وجرى له مع فقهاء فاس وقائع ومباحث علمية، ثم ارتحل لثغر تطوان، ومازال فيها اليوم يدرس ويجاهد الكفار، والله يبقيه ويبارك فيه الإسلام، أخذ عن شيوخ درعة أهل تمكروت وغيرهم”.
توفي رحمه الله بتطوان في ذي القعدة عام تسعة وسبعين ومائة وألف، ويعرف بالورزازي الكبير تمييزا له عن محمد بن علي (1214).
انظر ترجمته في طبقات الحضيكي وأزهار البستان لابن عجيبة، وتاريخ أبي عبد الضعيف الرباطي في حوادث عام 1177.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *