اتحاد السهول وزمور واحصين مع ازعير لمحاربة لفرانسيس

تحت عنوان: “وقائع طنجة والمغرب”، كتب “لوكليرك” ما يلي:
“طنجة في 24 مارس 1910م على الساعة السابعة صباحا يوم عيد المولد؛ وقع انفجار ضخم في مخزن صغير لبارود المدافع بالديوانة، قتل فيه 6 جنود أهليين، و9 آخرين جروحهم خطيرة” انتهى.
وفي هذه الأثناء كانت القوات الغازية توالي توغلها في قبيلة ازعير، وفي ما يلي تقرير ذلك:
“الدار البيضاء 2 مارس 1910م قاد الجنرال “موانيي” المعسكر في عين فوزر بعد إصلاح الطرق وعودة الفخذات التي كانت قد رحلت عن أماكنها طالبة الأمان وذلك يوم 9 مارس.
هوجم الكولون من طرف 800 زعري فتم التعامل معهم وردهم من طرف قواتنا دون أن نتكلف ضحايا.
الكولون دخل بلحوت يوم 12 مارس، القايد امبارك البشير وأخوه لم يقدرا على حماية جماعته فاستعان بالجنرال “موانيي” لوقف حركة الكارهين لدخول الأجانب للبلاد، إلا أن ذلك السلوك أذكى المقاومة ورفع وتيرة التأهب لقتالهم، القائد الحافضي بوحافا تحصن في قصبته بواسطة بني مسكين، إلا أنه لما رأى أن الوضع يتفاقم طلب يوم 13 مارس مساعدة القوات الفرنسية، بيد أن المسؤولين عنها أجابوه بأن الأوامر التي لديهم تقضي ببقائهم على الحياد، لذلك لم يتم تلبية طلبه”.
وفي مراسلة من الرباط بتاريخ 4 مارس 1910 جاء فيها: “بأن الفرسان الذين أرسلهم باشا الرباط للقبض على قتلة ليوطنا “ميوكس” عادوا إلى المدينة دون إنجاز مهمتهم بعدما تعرضوا للطرد من قبل الزعريين بمجرد ما خرجوا من الرباط، وقد أعلن الزعريون بأن زمور سيناصرونهم ضد القوات الغازية إن احتاجوا ذلك بدعوى القبض على المتهمين بقتل ليوطنا، وقد أعلن القائد الدعوة إلى الجهاد.
وفي 13 منه أعلن أن زمور وازعير عقدوا اجتماعا وأمروا بتكوين حركة والاستعداد للزحف على القوات الفرنسية بالشاوية، غير أنها تفككت على موعد للاجتماع في الصيف القادم من أجل ذلك الغرض.
لقد اعتبرت حركة “موانيي” ضد الزعريين مهمة لكسر شوكتهم؛ التي كانوا يرون أن بلادهم يصعب اختراقها من قرون وهي حساسة بالنسبة للقوات المؤطرة من طرف لفرنسيس، هذه العمليات اعتبرتها القوات الفرنسية ذات أهمية قصوى تمتد لتتيح ضرب العقليات المتعصبة، وكسب ثقة المتعاونين من الزعرين الذين عرفونا، كما لا يجب نسيان أن “موانيي” كان يتصرف بحذر لقلة قواته، وتقيده بتعليمات باريس اليومية التي تمنعه من تجاوز ما رسمته له من حدود، وتقديم العون لكولون “برانلي” العامل على تهدئة الضفة اليمنى لواد أم الربيع إلى غاية مشرع بن عبو.
وكان “برانلي” قد أنشأ حلقة عسكرية لضمان سهولة التواصل بين مراكش والشاوية، ومراقبة منشقي بني مسكين والرحامنة؛ حيث الجماعات المسلحة التي حرمت من سهل الشاوية الخصيب من مدة.
وتجدر الملاحظة أن كل قبائل الشاوية هي التي تمول القوافل الغازية بالدواب والطعام”.
وحول نفس الموضوع تمت مناقشة مسألة المغرب في البرلمان الفرنسي:
“في 25 مارس 1910م حيث قدم في البداية عرض حول السلف الإضافي المطلوب تخصيصه لصالح وزارة الحربية برسم تغطية التكاليف العسكرية الإضافية بالمغرب لسنة 1909، والمقدرة بـ 1.128.063 فرنك، وقدم التقرير في نفس الوقت ميزانية 1910 التي قدرت إلى غاية 31 دجنبر بمبلغ 73.668.000 فرنك، كما تناول العرض الخسائر البشرية التي تتمثل في 175 قتيلا، و585 جريحا، ومن البحرية قتيلان و20 جريحا، أما مجموع القوات فهي كالتالي:

المكان الضباط الجنود
الشاوية 263 5447
وجدة 112 3711
أعالي كير 45 1688
المجموع 420 10.846

وتلي في المجلس أسماء الضباط الذين وافق عليهم السلطان للقيام بتدريب الجيش السلطاني الجديد بعد الاتفاق مع المقري يوم 22 فبراير بعد إنذار الحكومة الفرنسية للسلطان إذا لم يوافق على ما تم الاتفاق عليه من دون أن يغفل العرض المقدم للمجلس ما يلي:
1- لا يمكن رفع حصارنا للشاوية ونسحب قواتنا، ما لم يتم استتباب الأمن والنظام من طرف السلطات المحلية، وفي انتظار ذلك لنا كل الحق في حماية الطرق من كل تهديد بواسطة قواتنا، لقد سمح للمخزن بتنظيم قوة مبنية على إدارة ضباطنا شبيهة بهيأة بوليس الموانئ.
2- بالنسبة للدار البيضاء كما سبق أن قلنا بالمجلس: إنه ليس لنا النية في القول: بأن تلك المدينة ليست جزء من التراب المغربي، ولا يمكن أن يكون احتلالنا لها دائما، وسنسحب قواتنا متى تبين لنا النظام بالشاوية مستتبا كما ينبغي. وأن المخزن قادر على أداء تعويضاتنا الحربية” (إفريقيا الفرنسية 1910 ص:141).
أما جريدة السعادة عدد:363، بتاريخ: 11 مارس 1910م، فقد جاء بها ما يلي:
“بعث القائد محمد أمس مساء بكتاب إلى سوق لخميس اولاد ميمون ينادي بينهم بالجهاد، ويدعو قبيلة ازعير للالتفاف والاجتماع على مقاتلة الفرنسيين، فأجابت هذه الدعوة عدة دشارات من القبيلة، وعول القوم على اتباع خطة للهجوم، وبعض دشارات قدمت الطاعة للجنرال “موانيي”، ولكن تلك الطاعة في زعم أولئك القوم ما هي غير تطمين للجنرال واحتياطا للاستعداد مع الوقت للانقلاب عليه.
وقد جاء القائد الحاج الطوبي الزرباني إلى قبيلة اولاد نصر وطلب منهم الحركة لمساعدة ازعير على قتال لفرنسيس، وقد انضم إلى ازعير عدد من قبائل زمور والسهول واحصين، وألف الجميع حركة واحدة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *