الضغوط الفرنسية على المغرب في البرلمان الفرنسي:

في آخر دجنبر بمناسبة دراسة ميزانية الخارجية في 27 دجنبر 1909، قال وزير الخارجية بيشون أمام البرلمانيين ردا على النائب لميروزو: “الحكومة الألمانية تركت لنا الحرية في المغرب، لقد طلب من السلطان تعيين مسئول مغربي بصلاحيات ضرورية ليمارس تحمل مسؤولية تنفيذ الاتفاقات على الحدود مع نظيره الفرنسي.
وطلبنا أيضا منه تقوية البوليس تحت إمرة مدربين فرنسيين لضمان الأمن.
وبعد ذلك طلبنا إنشاء الأسواق المنصوص عليها في الاتفاقات لتحصيل الضرائب المتفق عليها.
لقد قلنا لمولاي حفيظ خط الاحتياط: هذا الاتفاق داخل في الاتفاق المشترك الموقع بيننا وبين سلفكم عبد العزيز والمطلوب منكم تعاون الحكومتين على التنفيذ.
لذلك إذا ما حجبت عنا تعاونكم فإننا سنقوم بتنفيذه وحدنا.
هذا هو الخطاب الذي وجهناه لمولاي حفيظ وصلت إلى مسألة القرض المخزني، أفهمناه بأن مجموعه مرتفع إلى حوالي 80 مليون بسبب تكاليفنا العسكرية بالمغرب التي صارت 70 مليونا لغاية شهر يونيو 1909، لذلك قلنا للمخزن:
يمكن لنا أن نعدكم بالسعي لتسهيل ما أمكن عملية سداده، لكن كي يحصل ذلك، عليكم بالطبع أداء الرهن الضروري الواجب الذي يعني 70 مليون المتعلق بالنفقات العسكرية.
نحن لا نطالب بالأداء حالا وعلى أتمه، ولكن على شكل أقساط تمثيلية لرأس المال الكلي للسلف المغربي، لكن فقط بنسبة مئوية للدين الفرنسي.
منذ إطلاعنا لمراقبة الديوانة تضاعفت المداخيل بفضل التصميم على المراقبة، ونحن جازمون بأن المداخيل ستزداد ارتفاعا مما هي عليه اليوم، وستخفف التكاليف العسكرية على المدى المتوسط”.
 نص الرسالتين الموجهتين إلى عاملي الجنوب
من مرافقين لها بقيادة مغربي معين من طرف خليفة السلطان بتافيلالت، وإذا أمكن مستقبلا إنشاء محطات لتلك القوافل قرب مراكز الحراسة الأهلية، وأخيرا على المسئولين بالحدود إقامة علاقات رسمية منتظمة، وبمجرد ما يتم عمل هذا النظام بشكل مرض فإن القوات الفرنسية ستنسحب بشكل تدريجي متناقص عائدة إلى الجزائر… ص:348-1910 مصدر سابق.
نص الرسالة التي بحث بها إلى عامل واد نون باسيلا أيت باعمران وراس الواد في موضوع ماء العينين: “لقد علمت جلالتنا بأن تهريب السلاح إلى نواحي الصحراء وإلى الشيخ ماء العينين يمر من جهتكم، وأن هذا العمل ضار بالنسبة للمخزن، لأن تجارة التهريب ممنوعة، دون الحديث عن الفوضى واشتعال الفتن نتيجة ذلك على الحدود.
لهذا السبب نأمركم باتخاذ كافة الإجراءات لنقل المهربات التي تفاجئونها مارة نحو النواحي المتاخمة لإيالتنا ولحدود الحكومة الفرنسية، بعد انتزاعها من يد ماسكيها ومعاقبتهم بما يناسب والله الموفق” 3 صفر 1328 الموافق 1910/2/24.
رسالة إلى المولى رشيد بتافيلالت
الاتفاقية والشروط الخاصة بالمسائل المتعلقة بيد جلالتنا والحكومة الفرنسية قد تمت في العديد من المسائل الموجودة على الخط المقام بين ببودنيب وبوعنان، حيث اتفق الطرفان بالنسبة للمركزين على انسحاب قوات الاحتلال منها دون انتظار إنشاء قوة مخزنية معينة لتعويضها، لكن تحت شرط ضمان حرية المبادرات التجارية، وصيانة أمن القوافل المتنقلة بين قصور تافيلالت وبودنيب وبوعنان، وحمايتها حماية محكمة بحراسة مرافقة تحت قيادة مغربية، يتباحث فيها مع المسئولين الفرنسيين في المركزين السالف ذكرهما، وينظرون في إمكان تهيئة محطات للقوافل يكون بها مراكز لحراسة القوافل المارة بين تلك الجهات بعون الله.
إني أحيطك علما بما سبق حتى نختار النقط الهامة ونستنج الحكمة التي ترجوها جلالتنا مما يعود بالفائدة على هذه الناحية التي هي مهد أسلافنا ومستقر أعمالنا.
إن عزم جلالتنا مصمم على وجوب السرعة القياسية بتنفيذ الشروط المتعلقة بالجلاء، وتبعا لذلك فقد عينا حامله خديمنا المبجل القائد عمر الشيباني الشرادي ليتولى أمور ناحية تافيلالت، وسيتولى حرسه مرافقة القوافل لحمايتها في طريقها من التعرض لأي ضرر، ولتعلم أن المخزن يقدر عاليا جهودكم في إنجاح عمل هذه البعثة الهامة التي نعتمد فيها عليكم وعلى حسن اختياركم، وعليه فأنتم خير من يقدر الأشياء هناك، والعين تراقب كل شيء.. إن المخزن سيتحمل كل الإجراءات لتنفيذ الاتفاق حول هذه المسألة للوصول إلى تحقيق الهدف المطلوب، وإخلاء الأماكن المحتلة من طرف الحكومة المجاورة.
3 صفر عام 1328 الموافق 1910/2/24 ص 349/1910/إفريقيا الفرنسية
موت ماء العينين
جاء في رسالة إلى بيشون من المكلف بالأعمال الفرنسية بطنجة بتاريخ 4/11/1910 ما يلي:
أخبرني قنصلنا بموكادور بأن ماء العينين قد توفي في تزنيت في الأسبوع الماضي وجاء في مجلة “إفريقيا الفرنسية” ص:350 سنة 1910 ما يلي:
أعلنت جريدة طنجية موت الشيخ ماء العينين بتزنيت عندما كان عائدا إلى الصحراء.
لقد كان أكبر خصوم فرنسا المحرضين على مقاومتها، إنه رمز للمقاومة بين جنوب المغرب وموريطانيا وأنصار الحرب المقدسة الذين لا يتراجعون.
من منطلقه في السمارة بالساقية الحمراء اجتذب كثيرا من مهربي السلاح والذخيرة لتسليح طلبته.
إنه يعرف أنه يتوفر على دعم حقيقي من المخزن في وقت تأزم العلاقات الألمانية الفرنسية، وإيفاد مولاي إدريس عمّ السلطان مولاي عبد العزيز إلى أدرار، كان من أجل إيقاف تقدمنا في موريطانيا من السنغال.
في السفر الذي قام به ماء العينين إلى المغرب، حمل هدايا للمخزن للحفاظ على تلك العلاقة وصيانتها بالساقية الحمراء وأدرار.
مولاي حفيظ واصل نفس السياسة الشريفية بأدرار التي أدت حيويتها إلى وضع نهاية لقوات كورو.
هناك حيث طرد من سبخة ديدجيل عصابة الشيخ حسنة بن ماء العينين هرب إلى الساقية الحمراء.
الشريف حاول الوصول إلى فاس مارا بالشاوية مصطدما مع قواتنا في تادلا.
ماء العينين حاول إعادة تقوية التأثير على العصابات في شرق المغرب ولكنه لم يفلح، وهذا بلا شك يطرح العودة إلى مسرح إنجازاته التي مات بها.
ولده الشيخ حسنة كان هو نفسه خصما لذوذا للفرنسيين، لكن المخزن التزم في الفصل العاشر من الاتفاق الفرنسي المغربي بتاريخ 4 مارس الأخير يوفق جميع المساعدات والتشجيعات المقدمة لماء العينين والمحرضين الصحراويين، ولم يعد له ما يقدم من وعود اتجاه الشيخ حسنة سواء على مستوى الخدمات أو الامتيازات التي كانت لوالده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *