حمدون بن الحاج السلمي (1174- 1232 هـ =1760- 1816 م)

مولده ونشأته

هو أبو الفيض حمدون بن عبد الرحمان بن الحاج السلمي المرادسي، ولد عام 1174 ونشأ في البادية ومن الله عليه بأن قرأ العلوم على جلة شيوخ عصره حتى صار علامة من أكابر فقهاء وأدباء فاس.
كان رحمة الله متصفا بمكارم الأخلاق شجاعا جوادا مقداما، في الصدع بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
أشياخه:
من شيوخ المترجم الطالب ابن الحاج، والعلامة العربي الدمناتي، وعدد من تلاميذ والده رحمهم الله..
مؤلفاته:
له رحمه تآليف عديدة منها: نفحة المسك الداري لقارئ صحيح البخاري، وقصيدة ميمية في السيرة النبوية في نحو 4000 بيت، وله شرح عليها في خمسة أسفار، وحاشية على تفسير أبي السعود والبيضاوي، وديوانه الذي سماه السليمانيات مع شرحه، ويحتوي على قصائد رائعة جميلة في مدح السلطان العادل مولاي سليمان بن محمد العلوي رحمه الله، وأرجوزة في المنطق، وأرجوزة في علم الكلام، ومقصورة في علم العروض..وغيرها.
دعوته إلى الله
انتصب الشيخ حمدون للتدريس في القرويين، وهو ابن نيف وعشرين سنة، وكان يستحضر حديث الصحيحين وجل الكتب الستة، لا يغرب عن باله من صحيح البخاري كلمة ولا حرف، وكان في آخر عمره يقرأ صحيح البخاري بعد صلاة الصبح، وفي العاشرة مختصر الشيخ خليل، وبين الظهرين تلخيص المفتاح بالمطول أو المختصر، وبعد صلاة العصر التفسير للبيضاوي، وبين العشائين التفسير أيضا ولا يتقيد بتفسير ما.
مواقفه رحمه الله:
أفرد له ابنه الباب الثاني من كتابه “رياض الورد إلى ما انتهى إليه هذا الجوهر الفرد” في أحواله السُّنية وأخلاقه السَّنية.
كان رحمه الله شديد الإقدام على السلطان في الصدع بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيما يرتكبه الولاة من الجور، وقد أُمر مرة بسل لسانه فنجاه الله منه.
وكان رحمه الله تولى حسبة فاس، وبالغ فيها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان أهم الأمور عنده: الصلاة، فكان يقيم الناس من حوانيتهم لإقامتها وأداء فريضتها، ولا يدعهم يتركونها.
ثم تولى قيادة الغرب، فأحيى في أهله السنة، وأزال الظلمات التي كانت قبله، وقبض الوظائف الشرعية، وترك المغارم المخزنية، وقام على ساق الجد معهم في الصلاة، التي هي أساس جميع العبادات، حتى قام بها من وفقه الله منهم، ثم عزل نفسه واشتغل بالتدريس.
وفاته:
قال العلامة أحمد بن خالد الناصري: “وفي هذه السنة (1232هـ) عشية يوم الاثنين سابع ربيع الثاني منها توفي الشيخ العلامة المحقق الأديب البليغ أبو الفيض حمدون بن عبد الرحمن بن حمدون بن عبد الرحمن السلمي المرداسي الشهير بابن الحاج صاحب التآليف الحسنة والفوائد المستحسنة والخطب النافعة والحكم الجامعة رحمه الله ونفعنا به.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

انظر النبوغ المغربي للعلامة عبد الله كنون 296، شجرة النور الزكية لمخلوف ص 379 رقم الترجمة 1516، وفي الإستقصا للناصري ج 7 ص 170، وسلوة الأنفاس للكتاني ج 3 ص 4، وفي الأعلام للزركلي ج 2 ص 275. وخصصه ابنه العلامة سيدي محمد الطالب بتأليف في ترجمته سماه : نيل السرور والابتهاج بترجمة الشيخ حمدون بن الحاج، وسماه كذلك: رياض الورد إلى ما انتهى إليه هذا الجوهر الفرد، وفي الأعلام للزركلي بمن حل بمراكش وأغمات من الأعلام3/117، ومقال (الشيخ ابن القرشي لدى حضرة أسد الجزيرة العربية) دعوة الحق، وإتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *