هو أبو الحسن علي بن عبد السلام بن علي التسولي، السبراري، البلسروي، الملقب ب: “بمديدش”.
ولد “بتسول” إحدى مدن المغرب العربي، ولم يعين المترجمون تاريخ ولادته.
كان رحمه الله موصوفا بالخير والدين والزهد والورع واليقين، ومن أقواله التي تدل على ورعه ما قاله –في جوابه عن الأسئلة الجزائرية-: (الجواب عن هذه المسائل التي عظم موقعها من دين الإسلام، وتأكد الاعتناء بمتعلقاتها على التمام، يتوقف على تبحر في الفقه، وتضلع في قواعده وباع في تحرير دقائقه ونوازله، وأنّى للقاصر مثلي بجوابها، وتحصيل دقائق فروعها وأصولها، فالخوض فيها لقاصر العلم مثلي خطير، والكشف على لثامها مع كلالة الذهن صعب عسير.
فدل ذلك على ورعه واتسامه بتواضع العلماء العاملين بالكتاب والسنة، ولم يكن هذا منهجا يطبقه في خاصة نفسه فحسب، بل كان يدعو غيره من الشيوخ ومن يقتدي بهم للالتزام به، وكان يشهر على من يترفع عن الناس ولا يتواضع لهم.
فمن ذلك ما ذكره في خاتمة هذه الأجوبة عن بعض الشيوخ الذين يترفعون عن أصحابهم ورفقائهم في المجلس بفراش دونهم، أو في المشي بأن يمشوا خلفهم، ونص على أن ذلك مخالف لمنهج الأوائل من السلف الصالح الذين كانوا “وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ”، ولا يمتازون عن أصحابهم ورفقائهم بشيء.
واستدل على ذلك بصنيع الإمام أحمد بن حنبل في عدم سماحه للناس بأن يمشوا خلفه.
فدل ذلك على قوة دينه وتمسكه بالكتاب والسنة والإنكار على من خالفهما.
ترعرع رحمه الله بفاس التي كانت منار العلم في تلك الحقبة من الزمن، وكان الطلبة يأتونها من كل صوب وحدب لينهلوا من علمائها وشيوخها القاطنين فيها والواردين إليها، فقد بلغوا خمسمائة عالم بفاس في عهد السلطان أبي الربيع سليمان العلوي، وخاصة شيوخ “جامع القرويين” الذي كان يضم المئات من العلماء أصحاب المؤلفات في مختلف العلوم الشرعية والعقلية.
شيوخه:
أخذ رحمه الله العلم عن عدد كبير من شيوخ عصره منهم: الشيخ حمدون بن عبد الرحمن السلمي، المرداسي، الشهير: بابن الحاج، ولد بفاس سنة 1194هـ وتوفي سنة 1132هـ، وكان رحمه الله ممن انتهت إليه الرياسة في جميع العلوم وخصوصا التفسير والحديث وعلوم العربية، والمفتي أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الدكالي، المشترائي، الفاسي القاضي، ولد بفاس سنة 1162هـ وتوفي سنة 1241هـ، وكان الشيخ التسولي ملازما له طيلة حياته، وهو عمدته، وغيرهما ممن هو في طبقتهما.
وفاته:
توفي رحمه الله بفاس صبيحة يوم السبت خامس عشر شوال سنة 1258 للهجرة وصلي عليه بعد صلاة العصر بالقرويين.