محنة فلسطين وإسلام «لورين بوث»(*) إعداد: مصطفى الونسافي

من الظلمات إلى النور (14)

نعرض في هذه السلسلة قصصا مؤثرة لأناس عاشوا فترة من أعمارهم بعيدين عن ربهم، تائهين عن طريق الهدى، تتقاذفهم أمواج متلاطمة من الشهوات والشبهات، قبل أن يتسلل نور الإيمان إلى قلوبهم، ليقلب بؤسهم نعيما، وشقاءهم سعادة..
إنه نور توحيد رب العالمين، إنه قوت القلوب وغذاء الأرواح وبهجة النفوس

في عام 2010 أعلنت «لورين بوث»، الصحافية وناشطة حقوق الإنسان البريطانية، والأخت غير الشقيقة لزوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق «توني بلير» إسلامها.
وقد أثار إعلان لورين إسلامها عاصفة من الانتقادات في بريطانيا والغرب، مما دفعها إلى كتابة مقالة في صحيفة الغارديان بعنوان: «الآن وقد صرت مسلمة.. لِمَ كل هذا الفزع؟».
وُلدت لورين بوث في شهر يوليوز عام 1967 بلندن، وهي صحافية نشطة، وتهتم بما يدور في العالم من أحداث، وقادها بحثها عن الحقيقة لاعتناق الإسلام، وقد اشتهرت عالميا بنشاطها في مجال حقوق الإنسان وبمعارضتها القوية للاحتلال الأمريكي للعراق سنة 2003، كما تعتبر من أهم المنتقدين للحصار المفروض على غزة، وتنتقد سياسة الأوربيين في التعامل مع القضايا العربية عموما، وخاصة القضية الفلسطينية؛ وقد اشتهرت بمواقفها الرافضة لسياسة زوج أختها رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير.
ولدورها الكبير في دعم الحق العربي حصلت لورين بوث على الجنسية الفلسطينية من رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية عام 2008، بعد أن قامت بعدة زيارات إلى قطاع غزة والضفة الغربية.
وكان السبب الرئيسي في إسلامها هو قربها من القضايا العربية والإسلامية بحكم نشاطها الإعلامي، فلقد كانت من المعارضين للعدوان على العراق، وتؤيد القضية الفلسطينية، وكان لها ظهور في القنوات المختلفة، وتحكي هي عن نفسها أنها مرت بتجربة روحية من خلال طوافها بالعالم الإسلامي، ما جعلها في النهاية تنطق بالشهادتين في لندن.
وقد تحدثت لورين في لقاء تلفزيوني على قناة الحوار التي تبث من لندن بالمملكة المتحدة، وقالت: «الصورة التي تُرسم للإسلام في الغرب مشوهة، بينما نرسم لأنفسنا في الغرب من خلال الإعلام والسياسيين صورة الصالحين، فنبدوا هنا كما لو كنا في مواجهة شيء عنيف ومعتد، ويضطر سياسيونا إلى توضيح لماذا نغزو هذه الشعوب ونستولي على تلك الأراضي؛ أي أن غير المسلمين في الغرب يصورون أنفسهم كما لو كانوا قاهرين للشر.
لكن حينما تذهب كما فعلتُ أنا إلى فلسطين ترى الشر الهائل، الذي أنزلته الصهيونية بالشعب الفلسطيني بدعم من الحكومة البريطانية، ومن قِبل الاتحاد الأوربي، وطبعا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بما توفره من قنابل ورصاص».
هذه هي كلمات واحدة من الذين كانوا بالقرب من المطبخ الذي يعد فيه المكر للمسلمين، فهل من يقظة إلى القضية الفلسطينية، ووضعها نُصب أعيننا لتطهير المسجد الأقصى وكامل التراب الفلسطيني من رجس الصهاينة؟
وتُعد لورين بوث من الناشطات في مجال التواصل المجتمعي، ولها صلات بالعديد من المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية حول العالم، ومنها: «الاتحاد العالمي للصحفيين»، و«إعلاميون ضد الحرب»، وغيرها.
وهي تشارك في العديد من الندوات والمؤتمرات الإسلامية عبر الدول الإسلامية المختلفة، إضافة إلى تحريرها لمقالات تدافع عن قضايا المسلمين في عدة صحف، ولها أعمدة خاصة في صحف بريطانية شهيرة، مثل: الصانداي تايمز، والديلي ميل، ولها موقع خاص على شبكة الإنترنت.
وبعد إسلام لورين بوث تأكد لها مقدار جهل نساء مسلمات كثيرات بحقيقة الحياة في الغرب، فكتبت مقالة بصحيفة الغارديان تقول فيها: «لقد كنت قبل إسلامي أزور رام الله وبيروت وعمان، ولم أكن التقي نساء يعشن الإسلام ويعتززن به، بل كنت التقى نساء مبهورات بطريقة حياتنا في الغرب، تلك الحياة التي انسلختُ منها ووجدت لذة الحياة في تعاليم الإسلام التي تصون المرأة» {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [سورة النحل: 97].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-(*) قصة إسلام «لورين بوث» أخت زوجة «توني بلير» من مقالة للدكتور راغب السرجاني، بتصرف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *