محمد بن إبراهيم السباعي (1245-1332/1829-1914)

تصانيفه:
كانت له مؤلفات عدة منها: “سيف النصرة لدفع الإبهام مع ذكر خصائص مؤكدة لوجود محبة ذرية مولانا هشام”، ومنها شرحه الكبير على الأربعين النووية، وتاريخه للدولة الحسنية المسمى “البستان الجامع لكل نوع حسن وفن مستحسن في عد بعض مآثر السلطان مولانا الحسن”، و”رسالة في خلع السلطان المولى عبد العزيز ومبايعة أخيه المولى عبد الحفيظ” بناه على ست مراتب: الأولى في الإمامة، والثانية: في بيان الأمور التي تسبب عنها خلعه، وبيان استحقاق بدله، الثالثة في بيان وجوه المصلحة التي رعاها الناس في ذلك، الرابعة في معارضة ما عسى أن يستدل به المنكر، الخامسة في بيان بطان السوء الملتفة حول الأول، السادسة في تحصيل ما تقدم، و” إقامة الحجة في واضح المحجة”، و”تقييد المقول بصريح الشرع المنقول”، و”اختصار كتاب (زهرة الأكم) للعلامة الكبير سيدي الحسن بن مسعود اليوسي رحمه الله”، و”كشف الستور عن حقيقة كفر أهل بسبور”، و”شرح خطبة الخرشي لمختصر الشيخ خليل”، و”رسالة في مدح القلم والحض على الكتب الخطية والاعتناء بها”، أما أجوبته وفتاويه فإنه كان لا يترك عنده منها شيئا ولا يسود لها، بل كان يكتبها ويدفعها لسائلها، فتفرقت أيادي سبأ ولو جمعت لزادت عدتها على مجلدات المعيار لكونه كان يفتي نحوا من ستين سنة، وقد اشتملت على تحرير مسائل فقهية وتطبيقها على قواعد أصولية قل نظيرها.
محنته:
أما محنته بالسجن فأسباب وأمور كانت تنقل عنه إلى المخزن، أعظمها شدة شكيمته وكثرة أفكاره، وكانت الدائرة المخزنية إذ ذاك من وزراء وكتاب وعمال يجسمون ذلك ويكبرونه انتقاما منه لكونه كان مشهرا ومنكرا لأحوالهم وما هم عليه من سوء السيرة ونهب أموال الرعية، وقد رحل إلى فاس بسبب ذلك، إلا أن كل ذلك لم يفل من غربه، ولم يوهن من صرامته ولا حده، بل بقي على صدعه بالحق لا يهاب في ذلك كبيرا ولا صغيرا إلى أن لقي ربه، وذلك من أعظم الأدلة على إخلاص قصده وحسن نيته، وقد ألف تأليفا بين فيه الأسباب الموجبة لامتحانه، معتذرا عن نفسه وعن السلطان بكونه كانت لا تبلغه الأشياء على حقيقتها، بل كانت دائرته تلبس عليه ليتوصلوا إلى أغراضهم والانتقام منه سماه “سيف النصر لدفع الإيهام، وذكر موجب محبة ذرية مولانا هشام”.
مكانته:
قال عنه تلميذه العباس بن إبراهيم السملالي المشهور بالطعارجي: “كان له رحمه الله لسان حاد، وقلم كالسيف لا يبقي ولا يدر على المبتدعين والمخالفين للشرع المطهر، فإذا رفعت إليه فتوى لبعض معاصريه ووجد فيها تحريفا أو تساهلا بالغ في فضيحة صاحبها نصرة للحق، ويقول كان ابن عباس يقول: كذب عدو الله، ويأتي بحديث: “إلا أن تنتهك حرمات الله فلا يقوم لغضبه شيء”، ولم يقتصر في الانكار على العلماء والمفتين، بل تصدى للإنكار على المخزن في وقته، وبيان أحوال الوزراء والكتاب الملتفين حول السلطان وما هم عليه من سوء السيرة ونهب أموال الرعية منبها على سوء أفعالهم ونصحهم مخافة أن تتخرب الدولة بأعمالهم، فكانت تقع له الإذاية بسبب ذلك، وتعصبوا عليه، وسجن مرارا لأسباب اختلقوها، ومع ذلك لم يرتدع لحظة واحدة عن تغيير المنكر والمجاهرة بالحق، فلم تأخذه في ذلك لومة لائم، ولم يخش سطوة جائر، ومع هذا كان مسموع الكلمة مقبول الشفاعة”.
وفاته:
كانت وفاة المترجم رحمه الله في الساعة الواحدة من ليلة يوم الاثنين سادس رجب عام 1332هـ، ودفن بضريح الشيخ الغزواني بمراكش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *