الإرجاء في اللغة: التأخير والإمهال.
قال تعالى: {قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ} الأعراف:11.
وقال تعالى: {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} التوبة:106.
والإرجاء في الاصطلاح: مأخوذ من معناه اللُّغَوِي؛ فهو تأخير العمل عن الإيمان، حيث يبقى الإيمان بدون العمل.
الإرجاء مذهب من مذاهب أهل البدع، وقد شدّد السلف -رحمهم الله- في التحذير منه، وأغلظوا القول فيه، وذكر شيخ الإسلام أنه كان سبباً لخطأ عظيم في العقائد والأعمال .
وخطر الإرجاء يكمن في كونه استخفافاً بشعائر الدين وأحكامه، وتضييعاً له ولرسومه ومعالمه، قال أبو داود -رحمه الله- في منظومته:
فلا تكُ مُرْجِيّاً لعوباً بدينه ألا إنما المرْجِيُّ بالدينِ يمزحُ
ومما جاء في ذم المرجئة وخطرهم، وخطر الإرجاء وذمه:
قول إبراهيم النخعي: لأنا لفتنة المرجئة أخوف على هذه الأمة من فتنة الأزارقة، وهي فرقة من فرق الخوارج.
وقال الزهري: ما ابتدعت في الإسلام بدعة أضر على أهله من الإرجاء.
وقال الأوزاعي: كان يحيي بن أبي كثير وقتادة يقولان: ليس شيء من الأهواء أخوف عندهم على الأمة من الإرجاء.
وقال شريك القاضي -وذكر المرجئة-: هم أخبث قوم، حسبك بالرافضة خبثاً، ولكن المرجئة يكذبون على الله.
وقال سفيان الثوري: تركت المرجئةُ الإسلام أرق من ثوب سابري.
وعن معن بن عيسى قال: إن رجلا بالمدينة يقال له أبو جويرية يرى الإرجاء، فقال مالك بن أنس: لا تناكحوه.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -كما في الفتاوى 7/621: ومن قال بحصول الإيمان الواجب بدون فعل شيء من الواجبات سواء جعل فعل تلك الواجبات لازماً له أو جزءاً منه -فهذا نزاع لفظي- كان مخطئاً خطأً بيّناً، وهذه بدعة الإرجاء التي أعظم السلف والأئمة الكلام في أهلها، وقالوا فيها من المقالات الغليظة ما هو معروف.