ثقافيات

جديد الكتب

نقدم للقراء الكرام، في عددنا لهذا الشهر، كتابا أعيد نشره من قبل مجلة “الملتقى”، هذه السنة. الكتاب بعنوان “خديجة بنت خويلد رضي الله عنها” للعلامة عبد الله العلايلي، ويرد في 98 صفحة.

وجاء كتاب “خديجة” في محاور: “في مدينة الأوثان”، “على شفاه الزهر”، “امرأة تخمر الطيب”، “يوم لاقت الملوك”، “في مركبة الفجر”، “حبات ضوء”، “قارورة المعبد”.

وقال العلامة العلايلي، في تقديمه على كتابه: “فما نتوخى هو أن نتحقق من أن الشخصية، وأعني شخصية خديجة بنت خويلد، التي نختصها في هذا الكتاب بالحديث، كانت بحاضرها وتاريخها، أبلغ مظهر من مظاهر هذه الملاحمة الفذة (يقصد: ملاحمة المجتمع العربي).

فلم تأت من تاريخ النبوة وقصارى أمرها، أنها وجه من وجوه الأخذ، بل أتت ولها أيضا حظ أي حظ من العطاء”. (ص 9-10)

 

مكتبتك في تاريخ المغرب

اخترنا لهذا العدد، من مكتبة تاريخ المغرب، كتاب “المغرب وأوروبا: ما بين القرنين الخامس عشر والثامن عشر/ مسألة التجاوز”، للدكتور عبد المجيد القدوري.

يدرس الكتاب إشكالية التفاوت بين “المغرب وأوروبا”، وهو ما عبر عنه صاحب الكتاب بقوله: “ونهدف بهذه الدراسة إلى الوقوف عند بعض المفاهيم والمظاهر من أجل تمحيصها وتدقيقية بمقاربة تاريخية. لماذا تمكنت أوروبا من الإقلاع في العصر “الحديث”، في حين لم يوفق المغرب في محاولاته التجديدية والتحديثية خلال الفترة نفسها؟”. (المركز الثقافي العربي، الطبعة الثالثة، 2018، ص 19)

وجاء الكتاب في ثلاثة أقسام:

القسم الأول: التجاوز والمسألة الذهنية.

القسم الثاني: التحديث كممارسة سلطانية.

القسم الثالث: جذور العرقلة وأسباب التجاوز.

وتفرع كل قسم من هذه الأقسام إلى فصول، لعل أبرزها:

– التحديث بين الفقيه والسياسي.

– الحداثة عند الأشراف السعديين.

– محمد بن عبد الله أو الإرادة السلطانية لخلق المغرب الحديث.

– الأزمات السياسية في مغرب العصر الحديث.

– احتكار المخزن للتجارة الخارجية ودعمه للتجار الأجانب… الخ.

 

 

فنون

النقد السينمائي.. عيوب مسلسل “المكتوب”..

المسلسل يسلط الضوء على شخصية تكاد تفقد معها الشخصية المغربية أبعادها الأساسية، تكاد تتحول البورجوازية المغربية إلى أخرى أجنبية، الروحانية المغربية إلى مادية دخيلة متحكمة، الأحياء الشعبية إلى فضاءات للتنابز والتآمر والحقد لا التآزر والتضامن، التنوع في الشخصية إلى شخصية واحدية لا عزاء فيها على طريقة المغاربة، المرأة المقيدة بميزان اجتماعي وقيمي إلى أخرى منفلتة تكاد تكون هي “نيفرتيتي” الفرعونية بتلقيح من روايات “العشق السائل”… الخ.

الأبعاد التفسيرية، في المسلسل، نفسها مضطربة ملتبسة وغير واضحة بما يكفي، حيث ضبابية تأثير الموقع الاجتماعي، الانتقال السهل في الفرد الواحد بين نفسانية وأخرى، المبالغة في العلاقة بين نفوذ رجال الأعمال ومجال القانون، التجسيد اللاواقعي لبعض القيم من قبيل التضحية والإيثار والعداوة والغدر… الخ.

بدا المسلسل محكوما بالمتابعة، بعدد المشاهدات. لكل حلقة عقدة، وكل يوم بقصة، وكل قصة بإثارة جديدة. جزر من المواقف والحكايات، يكاد الرابط بينها ينفصم. إنه وضع لمشاعر المغاربة في “كفي عفريت من الخيال”. ينفعلون عوض أن تنمى فيهم ملكتا “التأطير” و”التفسير”، كما سبق الادعاء.أن

 

نافذة على مشروع فكري

مشروع العلامة عبد الله دراز (10)

ظاهرة الوحي في تفسير العلامة دراز (تتمة)

ثالثا؛ في أن “الوحي” قوة خارجية وعالمة وذات قوة أعلى من قوته.

يقول عبد الله دراز: “هي إذن قوة خارجية؛ لأنها لا تتصل بهذه النفس المحمدية إلا حينا بعد حين. وهي لا محالة قوة عالمة؛ لأنها توحي إليه علما. وهي قوة أعلى من قوته؛ لأنها تحدث في نفسه وفي بدنه تلك الآثار العظيمة (علّمه شديد القوى ذو مرّة). وهي قوة خيرة معصومة؛ لأنها لا توحي إلا الحق ولا تأمر إلا بالرشد”. (ص 73)

رابعا؛ في الإعجاز الداخلي للقرآن.

وبعد إثبات “الوحي” من خارجه، ينتقل العلامة دراز إلى إثبات إعجازه الداخلي “للذين يريدون أن يأخذوا حجة القرآن لنفسه من نفسه”. فبإعجازه الداخلي، ينتفي قول من قال بصنعه من لدن بشرٍ، كما انتفى بالإعجاز الخارجي (حسب العلامة دراز). لا يخرج الإعجاز الداخلي –في نظر العلامة دراز-عن ثلاثة أنواع: “الإعجاز اللغوي، والإعجاز العلمي، والإعجاز الإصلاحي التهذيبي الاجتماعي”.

يقول محمد عبد الله دراز: “لن يجد فيه (في القرآن) إلا قوة شاذة تغلب كل غالب، وتتضاءل دونها قوة كل العالم، وكل زعيم، وكل شاعر وكاتب، ثم تنقضي الأجيال والأحقاب ولا ينقضي من عجائب، بل قد تنقضي الدنيا كلها ولمّا يحطِ الناس بكل ما فيه”. (ص 79)

وإننا لنجد العلامة دراز، في كتاب “النبأ العظيم”، يركّز على الإعجاز البلاغي للقرآن أكثر من غيره. ومن هذا الإعجاز، يذكر: عجز البلغاء أن يأتوا بمثله في زمن البلاغة/ عجز معارضيه عن الإتيان بمثله، بالرغم من: ورود أسباب هذه المعارضة، وانشغالهم بها/ إعجازه للعرب من معهود لغتهم العربية/ عجز الناس عن التماثل معه والتفاضل عليه، بالرغم من تماثلهم فيما بينهم، وتفاضلهم على بعضهم البعض/ “غرابة لحنه التي لا توجد في ألحان أخرى”/ “لذة نظم الحروف ووصفها وترتيب أوضاعها فيما بينها”/ تناسق معانيه وتناسب سياقاته في كل قطعة منه، وفي كل سورة منه، وفيما بين بعض سوره، وفي مجمله… إلخ. (من ص 80 إلى ص 150)

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *