فتنة الجيلالي الزرهوني «بو حمارة»

قام الجيلالي الزرهوني الملقب بـ«بو حمارة» بالادعاء أنه هو محمد بن السلطان المولى الحسن، وأنه ما أخفى اسمه إلا خوفا على نفسه ممن استولى على ملك والده واستبد به.. وسرعان ما وجد استجابة من قبائل غياثة والتسول والبرانس وصنهاجة فبايعوه.
والذي ساعد الجيلالي الزرهوني أبو حمارة على بسط نفوذه عدة عوامل منها:
ـ عملت فرنسا على نشر الفوضى وتقوية الفتن ومد أبي حمارة بالقوة الكافية للقضاء على قوة الدولة، كما قامت بزرع ضباط فرنسيين لقيادة جيش أبو حمارة من أشهرهم الفرنسي المتنكر «غابرييل ديلبريل».
ـ ارتكاب العميل لمنبهي وجيشه لفظائع كانت في صالح الفتان أبي حمارة.
ـ عدم قيادة السلطان عبد العزيز لجيشه بيده.
ـ تعيين السلطان عبد العزيز لأخيه الأمير عبد الرحمن المسمى مولاي الكبير على رأس بعض الجيوش لمحاربة أبي حمارة، وذلك في الوقت الذي كان عبد الرحمن هذا مكروها وغير محبوب من كثير من قبائل الشمال بدء من بني حسن إلى الحياينة وما حولها من قبائل.
ـ ذهاب السلطان إلى مراكش في الوقت الذي توجه الجيش الذي قاده عبد السلام لمراني ليلتحق بجيش الأمير عبد الرحمن، فأشاع القوم أن السلطان ما توجه إلى مراكش إلا خوفا من أخيه محمد (أبو حمارة)، فكانت هزيمة كبرى لجيوش السلطان قرب قصبة بني مطير.
وهكذا دفعت فرنسا المغرب ليقع تحت رحمة ثورة الفتان الذي كونته وسلحته ثم مدته بالمال لتجعل منه وسيلة أقرب للقضاء على كل إمكانات الدولة من جهة، وإلى التمكن من توجيه السياسة المطلوب ترويجها في المغرب من جهة أخرى، وقد دلت الوثائق المحفوظة بوزارة الخارجية الفرنسية والمغرب على هذا الأمر.
ولم تكتف فرنسا بالوقوف عند هذا الحد؛ حيث منعت المغرب من التسلح من أي دولة أخرى، سوى فرنسا، وذلك حتى تضمن سوقا لترويج أسلحتها وتتمكن في الوقت نفسه من الوقوف عن كتب على درجة الترسانة العسكرية للمغرب ودرجة قوتها.
وقد استمر وجود أبي حمارة إلى قيام الثورة الحفيظية لتكون نهايته على يد القائد الناجم رحمه الله الذي ألقى عليه القبض يوم 5 شعبان 1327هـ/22 غشت 1909م وقد كانت نهايته إثر الهزيمة التي مني بها على يد قبيلة بني ورياغل الريفية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *