اتفاق «إكس ليبان»

لقد قادت تطورات العمل الفدائي، في 10 أبريل 1947، إلى الزيارة التاريخية للسلطان محمد بن يوسف لمدينة طنجة، حيث ألقى خطابا عبر فيه عن تطلع المغرب لاستعادة استقلاله وسيادته، وعن انتمائه القومي العربي غداة تأسيس جامعة الدول العربية.
وقاد وقوف محمد بن يوسف إلى جانب المقاومة وانخراطه فيها، إلى المنفى، إذ عزلته سلطات الحماية الفرنسية، في 20 غشت 1953 عن العرش، ونفته إلى جزيرة مدغشقر، ما أدى إلى اندلاع «ثورة الملك والشعب»، اضطرت فرنسا لعقد مؤتمر إيكس ليبان بفرنسا، في 22-27 غشت 1955، أسفر عن:
1) خلع محمد بن عرفة ويخلفه على العرش مجلس وصاية مؤلف من ثلاثة إلى أجل.
2) ينقل محمد بن يوسف إلى فرنسا عاجلا مقابل امتناعه عن أي نشاط سياسي وأن يترك الأمر للمغاربة ليقرروا مستقبلهم كما يشاؤون.
3) يعين مجلس الوصايا حكومة اتحادية وطنية جديدة تضم ممثلي الحركات السياسية الرئيسة في المغرب.
4) تفاوض الحكومة الجديدة فرنسا لبحث العلاقات السياسية والإستراتيجية والثقافية على أن يكون من المسلم به أن تحتفظ فرنسا في المغرب بمركز ممتاز على الدول الأخرى.
5) تعترف فرنسا بأن المغرب دولة حرة ذات سيادة ويوجه محمد بن يوسف نداء إلى مواطنيه ليوقفوا جميع أعمال العنف وليتعاونوا مع الفرنسيين.
بعدها قامت فرنسا إلى إرجاع السلطان إلى بلده وإلى شعبه وعرشه، في 18 نونبر 1955، معلنا «نهاية عهد الحجر والحماية»، وبداية استقلال المغرب عن فرنسا، الذي أعلن بشكل رسمي في 2 مارس 1956، وفي غشت 1956، أعلن استقلال القسم الذي كان تحت الحماية الإسبانية.
إن هذا الاستقلال الذي حصل عليه المغرب هو استقلال ناقص، بثر على إثره من المغرب الجزء الكبير من أراضيه، موريطانيا، توات والصحراء الشرقية، وبقاء الصحراء المغربية تحت الاحتلال الإسباني، هذا التسرع والقبول بالاستقلال كانت له عواقب وخيمة على البلاد والعباد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *