إن أولى خطوات العلاج في سبيل تأصيل هويتنا الإسلامية، وصد الأبواب أمام زحف دعاة التغريب والعلمنة يتمثل في إدراك خطورة العلاقات غير المتكافئة بين الفريقين، واتخاذ منهجية عمل واضحة يمكن إبرازها في النقاط الآتية:
– بعث العقيدة الإسلامية الصحيحة والتركيز عليها في المقررات والمناهج التعليمية.
– تحصين الفرد والمجتمع بترسيخ المعتقد الإسلامي في النفوس عبر وسائل الإعلام المرئية و المسموعة، ونشر الفكر الإسلامي الأصيل بين الناس ليكون الركيزة الأساسية للنهضة.
– التشجيع على إنشاء الدور والكتاتيب القرآنية لترسيخ مبادئ الانتماء والهوية عند الأطفال والشباب.
– عقد المؤتمرات والندوات والمحاضرات لتسليط الضوء على ظاهرة التغريب وبيان خطورتها على الفرد والمجتمع.
– التشجيع على تشكيل جمعيات مختصة لبيان خطورة التغريب.
– تبني مشروع وطني متكامل الأطراف لتوعية المغاربة بخطر التغريب تشترك فيه جميع الفعاليات الحكومية والجَمعوية.
– الحد من ثقافة الذوبان اللامشروط في الثقافة الغربية بدعوى الانفتاح على الآخر ونبذ العنف والكراهية.
– القيام بأنشطة دورية داخل المؤسسات التعليمية الثانوية والجامعية للتوعية بخطر التغريب وضرورة محاربته.
– التنسيق بين المجالس العلمية ووزارة التعليم للقيام بالأنشطة المذكورة وغيرها وذلك بخلق لجن مختصة تعطى لها الصلاحيات لولوج المؤسسات التعليمية والاستعانة بمن تشاء، مع تمكينها من الوسائل المادية والبشرية.
– قيام مراكز البحوث الإسلامية والمراجع العلمية بدراسة الغرب، وتفهم منطلقاته وأهدافه ونظم حياته الثقافية والفكرية، لتكون الحاجز الأول لتحصين الهوية الإسلامية.
– استثمار نجاح الصحوة الإسلامية في كسر حدة الانبهار بالغرب، حيث بدأ كثير من الشباب المسلم يعيد النظر في تصوراته وتقويمه للتقدم التقني الغربي، وحتى يتم تعميق الاعتداد بالنفس، والشعور بالانتماء للأمة والتميز الحضاري والفكري، ينبغي نقض وتعرية مفاهيم الغرب وقيمه التي يبثها في العالم (الديمقراطية، الحداثة، الثقافة العالمية..) ولن يتم هذا النقض إلا بمعرفة أسس هذه المفاهيم وتناقضاتها على مستوى التنظير، وآثارها السلبية على مستوى التطبيق في مجتمعاتنا الإسلامية.
– إصرار الإدارات المحلية والبلدية على عدم إعطاء ترخيص للمحلات إلا إذا كان اسمها عربيا خالصا له معنى في اللغة العربية، ولنا في التجربة الفرنسية أسوة بخصوص هذا الموضوع، فقد تشددت فرنسا في عدم استخدام لغات أخرى غير اللغة الفرنسية في جميع المجالات، بل وصل الأمر إلى حد استخدام اللغة الفرنسية في تطبيقات الحاسب الآلي، حفاظا على الهوية الفرنسية من الضياع أو الاندماج في الثقافة الأمريكية، فيمكن استخدام الأسماء العربية في جميع ميادين الحياة.
– تخلي الأسر عن الطموح الجامح، وذلك بأن تعيش في حدود إمكاناتها، والتخلي عن مظاهر الاستهلاك الترفي والمظهري والعودة إلى الدين الصحيح بالالتزام بتعاليم الإسلام فيما يتعلق بعدم الجنوح والإغراق في الديون بغير داعٍ.
– وضع خطة للمبتعثين للدراسة بالغرب، بحيث يكون لكل وفد رئيس من الواعظين ممن يستطيع أن يدحر الشبهات التي تلقى في وجه شبابنا أثناء تلقيهم العلوم بالخارج. كما يجب أن يكون من بين شروط الابتعاث للخارج حفظ قدر معين من القرآن، كما يفضل تنظيم دورة لجميع الأفراد الذين وقع عليهم الاختيار للسفر للدراسة بالخارج يتم فيها دراسة علوم الدين والشريعة وبلغة البلد التي سيتم السفر إليها.
– على الإعلام التوقف عن الترويج للنموذج الغربي بكل قيمه الأخلاقية، فعلى كل المؤسسات أن تقنن الحرية داخلها حتى نعود للاعتدال، لأنه الوسيلة الوحيدة لحياة كريمة ومحترمة.
– الاهتمام داخل الأسرة بحماية الأخلاق، فيجب على الأب أن يعود لدوره الأصلي في تقويم وإرشاد وتربية جميع أفراد أسرته، ذلك أن دور الأب انحصر في الآونة الأخيرة في دور “الممول” المتمثل في مجرد جلب المال للأسرة، وترك المجال التربوي داخل الأسرة للتلفاز والشارع.
– معرفة أهداف أعدائنا ومخططاتهم والعمل على التصدي لها، ذلك أن ما يحدث من حولنا إنما هو بتخطيط واعٍ وتدبير مدروس من القوى الغربية والصهيونية التي لا تريد لنا أن نرتفع أو نتقدم أبدا، إن معرفة ذلك والوعي به يضعنا جميعا أمام الطريق الصحيح للعلاج.
– إنشاء جمعيات خيرية تهتم بمعالجة المشكلات الاجتماعية والأسرية يشرف عليها نخبة من العلماء وذوي الرأي، يوجد فيها فرع نسوي تشرف عليه الداعيات وطالبات العلم بعد تهيئتهن لهذه المهمات، وعدم ترك المجال للاستحواذ العلماني والفكر التغريبي.
– توعية المجتمع وعقد دورات للرجال والنساء في كيفية التعامل مع الزوج، ومعرفة حقوق الزوجة وحقوق المرأة على العموم، وواجبات كل طرف.
– إقامة مؤتمرات لمعالجة قضايا المرأة، والرد على المغرضين ودعاة التحرير يشارك فيها العلماء والدعاة.
– أن ينشط الكتاب والمؤلفون ودور النشر للمشاركة في صد هذا الزحف، من خلال الكتابة في الصحف والمجلات وتأليف الكتب.. والتركيز على رد الشبهات وتفنيدها بأسلوب متين ومنهج علمي شرعي رصين.
– التركيز على تربية المرأة، وتخريج جيل قوي من الداعيات، وإعطائهن الحق داخل دور ومدارس تحفيظ القرآن الكريم، بل وإنشاء كتاتيب خاصة بهن، ذلك باختيار الكفاءات للتدريس والإشراف ووضع المناهج والخطط التربوية، وتوجيه المتميزات، واستغلال الطاقات بإقامة دورات خاصة لهن وإعدادهن للقيادة، وحمل هم الدعوة.