أيديولوجية العري تنصر في ساحة التعليم ذ. أحمد اللويزة

منذ أن بثت قناة «دوزيم» تقريرا عن صور الفتيات في المقررات الدراسية وهن محجبات وجاءت بمن يحتج على هذا الأمر في مقطع لا يتجاوز الدقيقتين، وبتصريح لامرأة واحدة كان ذلك كافيا لتنقلب الحالة رأسا على عقب.
لقد كان ذلك في سنة 2012 واليوم وفي سنة 2014 وأنا أقلب صفحات مقرر خاص بالتعليم الأولي وهو لمادة التربية الإسلامية يا حسرة؛ فإذا بكل الصور ليس فيها إلى العري سواء للفتيات الصغيرات أو النساء الكبيرات، وللعجب حتى في الصلاة صوروا المرأة وقد بدا نصف شعرها.
هذا التوصيف لما رأيت وفي مقرر التربية الإسلامية، وما لم أر فالله أعلى وأعلم، ولا سيما في مقررات مواد أخرى وخصوصا المعدة للغات الأجنبية.
هم يعلمون أن المواد الحاملة للقيم ينبغي أن تستغل في تصريف الإيديولوجية، فقاموا أولا بمحاربة ما يدعونه أيديولوجية إسلامية متمثلة في الحجاب وخلق الحياء، فهدموا هذا الصرح ليحلوا محله أيديولوجية علمانية حداثية كارهة لكل ما له صلة بالعفة والحياء والطهر، ففرضوا سيطرتهم على سوق التأليف ووضعوا ما شاءوا في غفلة من أهل الفضل والحق، فكان ما كان.
هم حملوا هموم أبنائهم الذين يريدون أن يربوهم تربية لا تستند إلى دين أو شرع رغم أنهم أقلية في المجتمع، ففرضوا علينا منطقهم الأهوج وفكرهم المنحل فصار أبناؤنا في خطر. فبأي حق تزال صور الفتيات المحجبات ليحل محلها صور العاريات المتبرجات، أو ليس كل صورة لها دلالة ورسالة كما تقول صاحبة التصريح، نعم، فبالطبع صورة الحجاب لها رسالة مثالية، وصورة العري لها رسالة انحلالية، وهو ما يريدون نشره في المجتمع.
لقد استطاع مقطع جد مقتضب أن يهزم شعبا أكثره يريد الإسلام منهج حياة على تقصير منه. فكيف لنا أن نخضع لزمرة مسخت عقولها وانتكست فطرتها أن تحدد مصيرنا ومصير أبنائنا؟؟ فالأمر خطير جدا، ناهيكم عن صور الخمر والعري الفاضح وروايات الانحلال ونصوص القراءة المطبعة مع الفواحش، فالأمر ليس بالسهل ولا ينبغي لمن في قلبه مثقال درة من غيرة أن يسكت عن هذا الشر الذي يداهم فلذات أكبادنا ويرسم لهم خط السير المنحرف في هذه ا لحياة.
حتى وإن سلمنا جدلا برؤيتهم على اعتلالها وانحرافها؛ أن الصور المحجبة أيديولوجية لا يستوعبها الصغار، فنقول حتى العري أيديولوجية لا يستوعبها الصغار، فاتركوا هذا المقررات بدون صور إذن وكفى الله المومنين القتال.
لقد استطاع بنو علمان بمكر وخبث واستقواء بالأعداء أن يفرضوا علينا كل شاذ في الإعلام والثقافة والترفيه والاقتصاد والاجتماع، ونحن نمارس دور المتفرج أو غير المبالي، أو المنتقد بإسرار أو المبرر بدون إنكار إلا من رحم الله، والأجيال القادمة أمام إعصار جارف يروم تغيير العقول والأفكار والسلوك، ويفصلها عن دينه فصلا تاما، وهذا هدف لن يحيد عنه بنو علمان قيد أنملة، فقط هم يتدرجون كما يتدرج الشيطان حين يسلك بالعبد خطوات الانحراف حتى يوقعه في المعصية، إلا أن يقضي الله من أمره ما شاء فيحول بينهم وبين ما يشتهون، ذلك ما نتمناه والله غالب على أمره، أما أبناؤنا ففي خطر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *