تدمير الصهاينة للوقف المغربي

 

عمد الكيان الغاصب لأرض فلسطين، إثر عدوان 1948 -الذي تطوع في كفاحه الكثير من الأبطال المقاومين المغاربة-؛ إلى السطو على الوقف المغربي، ثم لاحقا وخاصة إثر احتلاله شرق مدينة القدس مباشرة، إلى الإجهاز على البقية الباقية منه، حيث هدم حارة المغاربة بعد ثمانية قرون من إعمارها مغربيا، بما في ذلك مراكزها الدينية (جامع البراق / زاوية المغاربة)، وصادر وقفها جميعه حتى يومه.

وشرد ساكنتها المغربية؛ أسر: الزاوي والجربي والدكالي والمراكشي والشاوي والفلالي والسباعي والفاسي والضراوي والتواتي والسرغيني والسويسي والتازي والحلفاوي والشنقيطي والفكيكي والتيجاني والمصلوحي والجبلي والخطيب…إلـخ…إلـخ.

وذلك بعد أن كانت، وكان الحي، هو القلب النابض، وعلى جميع المستويات لمدينة القدس الشريفة.

لقد صادروا مفاتيح باب المغاربة، ثم خصصوه للسيخ والمتطرفين اليهود، ثم أغلقوه نهائيا عام (2000).

ثم في (2007) هدموا طريق المغاربة وباب المغاربة، وخلعوا الرصيف العثماني ونهشوا الكتف الغربي للمسجد الأقصى، ثم هدموا غرفتين منه…

وحولوا حارة المغاربة إلى ساحة “مبكى” قبالة حائط البراق ..

كل ذلك تمهيدا للجريمة الأكبر والأخطر والمنذرة بحرب كونية محدقة؛ ألا وهي هدم أولى القبيلتين ..

وكذلك هم يفعلون في التاريخ دائما، مستعجلين نزول “الماسيح” ومن ثم نهاية العالم، حسب معتقداتهم الأسطورية.

لقد قتلوا بعض المغاربة تحت أنقاض منازلهم؛ ففي اعتراف صحفي (يورساليم) صرح بن موشيه (18 عاما): “.. قبل أن نزيل الحي، مرت سرية بين البيوت، معلنة ضرورة مغادرة الحي خلال ربع ساعة، وبعد أن فرغنا من هدم الحي وجدنا بين الأنقاض، جثث قسم من الناس الذين ظلوا في بيوتهم”.

وحتى يومه، تستمر 135 أسرة مغربية هنالك مرابطة وبدون مأوى رسمي، مؤكدين على النموذج “الأصيل” للمغربي القح والحر والحقيقي لا المتخاذل الخنوع والذليل …

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *