من للقيم الضائعة، ووطن تحت المكيدة؟! ذ. أحمد اللويزة

في كل صيف تطفو إلى السطح وبشكل جلي وواضح مظاهر مخلة بكل القيم التي جاء بها الإسلام، والتي هي سر أسراره وكنه مقاصده وغاية تشريعاته.
فتعج الفضاءات العامة والخاصة، المكشوفة والمستورة، بأشكال وألون من الانحلال والوقاحة وانعدام الحياء، حيث العري والاختلاط والرقص والسكر والمخدرات والدياثة وكلام فاحش وعبارت نابية ودعارة على المكشوف….وغير ذلك.
وهي مظاهر صارت مطبع معها على الأغلب، ولم تعد تحرك ساكنا في النفوس، إلا نفوسا لا زالت تقاوم من أجل البقاء على الفطرة ضد الانهزام والاستسلام أمام سيل الانحلال الجارف.
ما وصلنا إليه في دولة عريقة ضربت جذورها في أعماق التاريخ الإسلامي، وقامت أغصانها على الدين والقيم. وفرضت نفسها بما استقامت عليه من الشرائع الإسلامية، ها هي تتدحرج بقوة إلى الحضيض في انتظار الانهيار التام على قول الشاعر:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت…. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
في البيت الذي حفظناه في المدرسة إياها التي لم تعد تقيم للقيم وزنا، بل على العكس صارت حربا على القيم الإسلامية الأصيلة التي هي أعمدة هذه الدولة.
وبجانب المدرسة الإعلام الذي يعد أهم معول تنسف به أصول هذا الوطن، والذي يخوض معركة بالوكالة وبلا هوادة، ونجح فيما فشلت فيه جحافل العساكر المستعمرة. ولا زال إلى اليوم وبعد أن أوصلنا إلى ما أوصلنا إليه من انحطاط أخلاقي رهيب يصارع من أجل أن يمحو وطنا من الذاكرة، وأن يجعل منه أثرا بعد عين وخبرا بعد حقيقة، من خلال وضع سد منيع يحول دون صحوة أخلاقية تعيد للوطن مجده وللدين مكانته، مما يعصف بمشروعهم التخريبي.
الإشكال الكبير والذي هو أكبر من هذا الحاصل من تدمير القيم، هو هذا الصمت المريب اتجاه هذا الإجرام العلماني في حق قيم الوطن الإسلامية، فمن لهذه القيم الموؤودة، من سيتولى وبإصرار مسؤولية إرجاع الهيبة للوطن والتي لن تعود إلا بالتمسك بأًصوله، والعودة إلى جذوره القائمة على شرع الله وقيمه.
أين صوت العلماء المزلزل؟ وأين هدير الخطباء الموقظ للناس من غفلتهم؟ أين اللقاءات والمنتديات والجمعيات…؟
طبعا هناك أوزاع وشتات هو أيضا تحت القصف العلماني ضمن خطة الهجوم قصد الدفاع. لذلك أرى أن هذا مشروع فردي أكثر منه مؤسساتي تعاني التضييق والحرمان، فالمؤمل في كل شاب شاب، ورجل رجل، يحمل هم الدين والقيم أن يكون أمة وحده، يدعو ، يبين، وينصح، وينشر، يفكر، يقترح، ويبدع في طرق الصحوة من أجل إنقاذ الوطن وشعبه من كارثة أخلاقية قادمة لا محالة إن استمر الوضع على ما هو عليه، بل ويستمر في النكوص نحو مزيد من مظاهر الانسلاخ الرهيب.
قيمنا في انحدار فمن لهذه القيم؟
أين أنتم يا شرفاء الوطن؟
أيها الغيورون أين أثركم؟
ماذا حققتم؟
ما هي مكاسبكم؟
أسئلة لعلها توقظ الهمم وتقودها نحو الانطلاق والبناء من أجل استرجاع القيم، ومن أجل استرجاع الوطن الذي سرقه لصوص الأخلاق من بني علمان أبناء فرنسا في هذا الوطن. ولكم واسع النظر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *