من جديد عادت أجواء الغزو الأمريكي على العراق بكل ما حوته من مخازي شيعية، وخيانات، وتصرفات طائفية من قبل المليشيات الشيعية المسلحة -المدعومة إيرانياً وغربياً- والتي تعاونت مع العدو الأمريكي، فها هي من جديد تنتشر بذات الكثافة التي كانت عليها من قبل، وبنفس الروح الطائفية، وذلك بعد ظهور الصحوة السنية في عدد من المحافظات العراقية.
حيث ظهرت من جديد -بكثافة- مليشيات القتل على الهوية التي كان لها عظيم الأثر في تردي أحوال العراق بل ضياعه، وبسبب انتهاجها سياسات القتل قُتل الكثير من سنة العرب ممن يحملون أسماء الصحابة، لا سيما أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية وسفيان وطلحة وخطاب، وغيرها من الأسماء التي يتقرب الشيعة إلى ربهم بلعن أشخاصها وتشويه صورهم بالكذب عليهم والتدليس.
من جانب آخر وتجنباً لمصير القتل احتال أهل السنة على همجية الشيعة بتغيير أسمائهم، فبحسب صحيفة «عربي 21» دفع الخوف من الاستهداف الطائفي في العراق، وانتشار المليشيات بشكل رسمي وعلني، في مدن وشوارع العاصمة بغداد، العديد من الشباب السنة العراقيين، إلى تغيير أسمائهم، وألقابهم العشائرية، وإخفاء الطائفة التي ينتمون إليها، حفاظاً على حياتهم، وخشية تعرضهم للقتل والاختطاف.
وهذا من أدل الدلائل على بُغض الشيعة لصحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فحتى الأسماء المشابهة لأسمائهم لا يطيقونها، وتلك مرحلة من البغض والكراهية ما بعدها مرحلة أشد منها، فالقتل على الهوية لمجرد مشابهة اسم الشخص لاسم من تكره عصبية ما بعدها عصبية، وطائفية لا تكاد توجد إلا في دولة المليشيات من أتباع مذهب الشيعة.
ولا أرى من يقدم على قتل نفس بريئة تسمت -مثلاً- باسم عمر أو بكر أو عثمان، دون أن يرتكب جرماً يستحق عليه إزهاق روحه، إلا رجلا ملئ قلبه البغض والكره لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم، وحشا عقله بعفن المذهبية، واتبع شيوخ الضلال الذين أعموا بصره وبصيرته، فصار تابعاً لا عقل له ولا قلب ولا روح.
وبسبب هذا الاستهداف يتوافد يومياً عشرات الشباب، إلى دوائر مديريات الأحوال المدنية الجنسية ببغداد، ويصطفون في طوابير طويلة أمام النوافذ الخاصة، لإصدار هويات الأحول المدنية الجديدة، بعد محو اللقب العشائري، واختيار الأسماء الأكثر حيادية واستخداماً وأمناً بين السنة والشيعة، مثل «علي»، «حسين»، «محمد».
وتعمل هذه المليشيات تحت سمع وبصر الحكومة العراقية، وهي لا تختلف عن الشرطة في الدولة العراقية، فهي ترتدي الزي الرسمي للشرطة العراقية، وتستخدم أسلحتها وسياراتها، وتمارس عملها، من ضبط وتفتيش، فالفارق الوحيد بين هذه المليشيات وبين الشرطة في العراق أو غيرها، أن أتباع تلك المليشيات مرتزقة يملئ قلبهم الحقد والتعصب.
جدير بالذكر الإشارة إلى أن هذه المليشيات لا تتحرك، إلا وفق ما يملى عليهم، من قبل المراجع الشيعية في إيران والعراق، فما نشطت تلك المليشيات هذه الأيام إلا بعد فتوى الشيعي العراقي آية الله علي السيستاني، الذي أفتى فيها بضرورة «الجهاد الكفائي»، لمنع وصول مقاتلي تنظيم الدولة إلى العاصمة بغداد، وسمح بانتشار المليشيات الشيعية، جنباً إلى جنب مع القوات الحكومة العراقية، ما زاد عدد الشباب الراغبين في تغيير أسمائهم.