شباب دور القرآن يوصلون مساعدات حملتهم إلى ساكنة أعالي جبال الأطلس الكبير في ارتفاع يبلغ 2100 مترا فوق سطح البحر إبراهيم بيدون

بعد نجاح المحطة الثانية للحملة الوطنية “لننعم جميعا بالدفء” والتي استهدفت ست قرى في جبال الأطلس الكبير بجماعة ستي فاضمة أواخر شهر يناير من هذا العام، أعلن المكتب التنفيذي للحملة أنه سيتم استهداف أربع قرى في نفس الجماعة يومي 2-3 مارس 2013م، وهو الأمر الذي تم والحمد لله بداية هذا الشهر.

الطريق إلى دوار “تِميشي”
في يوم السبت 2 مارس توجه المشاركون في القافلة الثالثة إلى آخر نقطة طرقية في جماعة ستي فاضمة، وهناك تم إنزال الحمولة التي تقدر بـ 16 طن ما بين مواد غذائية وملابس وأغطية، حيث تم إفراغ الشاحنة الكبيرة المحملة بالمساعدات، وحملها فوق سيارات من نوع “بيكوب” كبيرة الحجم، فيما استقل المشاركون سيارات رباعية الدفع (مكتراة)، مع بعض أعضاء جمعية “تيزي نوشك” للتنمية، التي نسقت مع شباب الحملة لترتيب هذه القافلة.
انطلقت الرحلة الحقيقية مباشرة بعد بداية صعودنا في أول مرتفع جبلي، حيث نحتت الطريق مؤخرا في هذه الجبال العالية الوعرة، والتي لا يقدر على خوض غمار السياقة فيها إلا من سبر منعرجاتها وتدرب على مسالكها الوعرة من أبناء المنطقة، وقد تفاجأ المشاركون بمدى خطورة هذه الطريق في وقت يحمد الله عز وجل أهل المنطقة على تسويتها، حيث كانوا يقضون ما بين 5 و6 ساعات مشيا على الأقدام للوصول إلى أقرب بقال، أو إلى السوق الأسبوعي يوم الأحد.
قضينا قرابة ساعة ونصف قبل أن نصل إلى دوار “تِميشي” مركز الدواوير المستفيدة (تميشي، إزكاغن، أكرد نورتان، أنمتار)، في علو 2100 متر فوق سطح البحر، فتم إنزال الحمولة بعد وصول جميع السيارات، وتم وضع المساعدات في خيمة كبيرة نصبت لهذا الغرض.
وبعد أداء فريضة الصلاة وتناول جبة الغداء، عاد المشاركون إلى خيمة المساعدات، وتم ترتيبها على عدد الأسر المستفيدة التي وصل عددها في المجموع كله إلى قرابة 200 أسرة.

توزيع المساعدات وهدايا الأطفال
وفي يوم الأحد 3 مارس مع الساعة التاسعة صباحا اجتمع أهالي الدواوير المستفيدة وأبناؤهم، وتم تقسيم العمل إلى مجموعتين، مجموعة كبيرة تكلفت بإعطاء كل أسرة مستفيدة كيسا كبيرا مملوء بكيس “البلبولة 5 كيلو”، وقالبي سكر، وشاي، وزيت، وصابون، و3 أنواع من القطاني، وكيس آخر مملوء عن آخره بالملابس للرجال والنساء والأطفال.
والمجموعة الثانية تكلفت بالأطفال الذين بلغ عددهم قرابة 300 طفل، قدم لكل طفل علبة حلويات ومعجون وفرشاة أسنان؛ وقد تلقى مجموعة منهم توجيهات من طبيب الأسنان المشارك في الحملة فيما يخص الطريقة الصحيحة لتنظيف الأسنان؛ والمحافظة على سلامتها..، كما تم تنشيطهم ببعض الأناشيد ومسابقة ثقافية لإدخال الفرحة والسرور عليهم، مع تشجيع المتفوقين منهم، بهدايا رمزية..

بعض مشاكل الساكنة
تعاني ساكنة هذه المناطق النائية من العديد من المشاكل التي ترجع إلى مشكل الإقصاء والتهميش؛ فهذه المناطق عانت لعقود من الإقصاء من برامج التنمية؛ وعدم تمكينها من المرافق الضرورية للحياة؛ سوى ربطهم بشبكة الكهرباء، وترميم الطريق الموصلة إليهم مؤخرا؛ والتي كسرت من صنم ذاك الإقصاء.
فقد اشتكى بعض المستفيدين في أحاديث خاصة من التهميش الذي يعانونه في تلك المناطق من هذا البلد الحبيب، ومن صعوبة العيش التي يزيد منها عدم وجود المرافق الضرورية في أماكن قريبة، كما اشتكوا من عدم اهتمام المعلمين بتدريس أبنائهم، وبدخولهم في عطل أسبوعية قد تصل إلى أربعة أيام في الأسبوع الواحد.
كما وطالب أحد الفاعلين الجمعويين بضرورة تشييد مستوصف في دوار “تميشي” باعتبار موقعه المركزي بين مجموعة كبيرة من الدواوير؛ أهلها كلهم يعانون من بعد أقرب نقطة طبية من سكناهم؛ ويتمنون أن يستفيدوا من بعض الخدمات الضرورية بعد استفادتهم من ربطهم بشبكة الكهرباء، وإيصال الطريق إليهم.
خاتمة
لا زالت هناك مجموعة من المحطات القادمة حتى تستكمل الحملة الوطنية “لننعم جميعا بالدفء” الهدف الذي وضعه القائمون عليها بمساعدة 1000 أسرة و5000 طفل؛ والحمد لله الذي يوفق للصالحات..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *