كرونولوجيا قضية استهداف “لقمش” للنبي صلى الله عليه وسلم وأحاديثه مصطفى الحسناوي

ختم عبد الكريم لقمش سلسلة من 15 حلقة، بعنوان: “أنتم لا تعبدون الله، أنتم تعبدون (في) السياسة”، بمقال خلص فيه إلى أوصاف لا تليق بالنبي صلى الله عليه وسلم، حاول من خلالها لقمش، أن يظهر أن الأحاديث الصحيحة هي ليست كذلك، وأن كتب الصحاح (البخاري، مسلم، الموطأ) ليست سوى كتب خرافة ودجل، النتيجة التي وصل إليها لقمش بعد حلقات من سرده لأحاديث اختلط عليه أمرها، وبدأ يفسرها بفهمه القاصر، وخلفيته العلمانية، كانت هي الطعن في النبي صلى الله عليه وسلم، وأحاديثه وسنته، وبالتالي إرث المغاربة والمسلمين جميعا، وثاني مصدر من مصادر التشريع لديهم في شعائرهم وعباداتهم ومعاملاتهم وأخلاقهم وزهدهم وفقههم وعقيدتهم وأحوالهم الشخصية، إنه استهداف لهوية شعب بكامله لتاريخ نظامه السياسي ومشروعيته، لقيم أمة بأسرها، دون أن تتحرك للتصدي لهذا التطاول، أي من الجهات الرسمية المعنية.
مباشرة بعد الحلقة الأخيرة، التي جمعت عصارة الإساءة وخلاصة التطاول والاستهداف، للنبي -صلى الله عليه وسلم- وسنته، وقياما منها بواجب التوعية ودفع الشبه عن هوية المغاربة وقيمهم ومقدساتهم، التي هي سر وحدتهم وتماسكهم واستمرارهم، عملت “هوية بريس”، انسجاما مع رسالتها الإعلامية، في إبلاغ المعلومة ونشر الخبر وتوعية الناس، وانسجاما مع خطها التحريري، القائم على صون الهوية المغربية، وإبقاء القيم التي يجمع عليها المغاربة، بعيدة عن عبث العابثين وتطاولهم، وانتصارا منها لأحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وسنته، على نشر مقال رأي للأستاذ نبيل غزال، مقال رأي متزن منضبط، سلط فيه الضوء على القضية، متحريا الموضوعية، وذلك بنقل صورة الحلقة الأخيرة للسلسلة لقمش كما هي، وتأطير الفقرات المسيئة للنبي وأحاديثه بالفهم الذي فهمه القمش، ثم الرد عليها نقطة نقطة، مع تنبيه لقمش إلى التزام حدوده وعدم التطفل على ذوي الاختصاص في المجال.
بعد مقال الأستاذ غزال، اتصل بي لقمش شخصيا، طالبا تمكينه من حق الرد، ومدعيا أنه تعرض لتهديد بالقتل من جهات مجهولة، ولم يذكر هل كان ذلك مباشرة أم هاتفيا أم على مواقع التواصل الاجتماعي، رحبت بالفكرة وطبت منه إرسال رده على بريد الموقع، ثم بعد مدة عاودت الاتصال به، لأتأكد من أنه أرسل الرد، لكننا كنا توصلنا برسالة فارغة على البريد، فنبهته لذلك ولم يرد، ثم نبهته على الواتساب ولم يرد، لنتفاجأ بنشر لقمش لتدوينات يدعي فيها أنه اتصل بنا لنشر بيانه فرفضنا، فكان لابد من توضيح، قمت بمساعدة الزميل المصور عثمان ولاد سي حايدة، بتصوير رد موثق بالمكالمة الهاتفية التي جرت بيننا وبين لقمش، وصور للرسائل المتبادلة بيننا، وهو الفيديو الذي لاقى رواجا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي.
بعد الرد المفحم على لقمش، وتفاعل المواطنين والنشطاء، ثارت ثائرة لقمش، وبعض المحسوبين على التيار العلماني، فكانت مقالات وبيانات وتدوينات وتصريحات، لكل من سعيد لكحل وأحمد عصيد وحميد المهداوي وسهيلة الريكي ومنابر مثل “آخر ساعة” و”كشك” و”زنقة20″ و”كود” و”هبة بريس” و”إحاطة”، بمقالات مغرضة، وبيانان يتيمان لحركة ضمير، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أجمعت تقريبا كل التدخلات العلمانية، على تقديس حرية التعبير ولو على حساب مقدسات وهوية وقيم ودين المغاربة، وعلى تبني خطاب المظلومية المغلوط، من أن جهات متطرفة، تستهدف بالتحريض والتكفير والتهديد بالقتل، من أسمتهم بالمثقفين المتنورين، وتقصد بطبيعة الحال، كل من هب ودب ونصب نفسه مراجعا للأحاديث النبوية التي يسميها تراثا، دون حتى أن يمتلك أبسط وأدنى الأدوات والمقومات.
أصدرت بعد ذلك “هوية بريس” بيانا توضح فيه مجموعة من النقط وترد على عدد من المغالطات، من جملتها أنها لم تحرض ولم تكفر لقمش، بل ردت على أكاذيبه ومغالطاته بشأن النبي وأحاديثه، وأنها ضد استهداف سلامته الجسدية، وأن العقوبات تنزلها السلطات المختصة، وطالبت السلطات بتوفير الحماية للقمش إن كان هناك فعلا من يستهدفه، رغم أن هذا من التهويل لاستدرار تعاطف الناس ولعب دور الضحية ثم دور البطولة فيما بعد، خاصة أن بلدنا تنعم بالأمن ولم تسجل أي حادثة اغتيال طيلة عقود.
لقمش رفع التحدي، وطالب بمناظرة، اعتقادا منه أن الذين يردون عليه مجرد دراويش يرددون ما تلقوه في المسيد والزاوية، وأنهم لم يطلعوا على تلك الشبهات المثارة منذ زمن من طرف المستشرقين وكبار العلمانيين والملاحدة، وأن صفحات الملاحدة ومواقعهم ومدوناتهم مليئة بما نقله لقمش، ليقتات منه، وأنه حين يفاجئهم بهذه الحقائق كما يظن، سيصدمون ولن يجدوا لتلك الترهات ردا، ورغم الطريقة المستفزة التي طرح بها لقمش ما أسماه تحديا، وهو تحد وصل حد السفاهة والإسفاف، إلا أن موقع هوية رغم أنه موقع إعلامي، لا علاقة له بالمناظرات، إلا أنه قبل ذلك بشروط، فلا يمكن أن تناظر شخصا يفتقد لأبسط أدوات ومنهجيات ومفاهيم ومصطلحات المجال المعرفي الذي يريد أن يتناظر فيه، وإلا فإن الحوار سيكون حوار طرشان، ولو كان أحد كبار العلمانيين من أساتذة لقمش وشيوخه، من عقلاء العلمانيين ومثقفيهم، لكان الحوار والنقاش معه مفيدا وذا جدوى، لكن أن تضيع الوقت مع تلميذ كسول لا يحسن حتى الكتابة بالعربية، ويخلط بين الآيات والأحاديث، ولا يعرف صحيحها من ضعيفها، فهذا من العبث الذي عملت “هوية بريس” على تفاديه، لكنها بعد نقاشات قبلته.
بعد ذلك توالت الردود من شتى الأطياف والتوجهات من داخل المغرب وخارجه، من شباب نشطاء، ومن بعض الدعاة والعلماء، أهمهم الشيخ القزابري، والدكتور محمد جميل مبارك، والدكتور محمد بولوز، والدكتور رشيد بنكيران، والدكتور عادل رفوش، والشيخ حماد القباج، والدكتور رشيد نافع، والشيخ حسن الكتاني، والدكتور البشير عصام المراكشي، والأستاذ رضوان نافع وبعض الخطباء وغيرهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *