عودة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإيران

بعد مقاطعة دامت خمس سنوات، وذلك على خلفية التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للمملكة المغربية، عادت العلاقات الدبلوماسية بين إيران والمغرب.
وقد ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريفي، ونظيره المغربي صلاح الدين مزوار، أكدا ضرورة إعادة العلاقات الدبلوماسية، وردّ المغرب على هذا الطلب باشتراط احترام إيران لسيادته الوطنية، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية من جديد، وذلك بعدما كانت طهران قد تورطت سنة 2009 في دعم أنشطة مسيئة للمغرب، وبخاصة من طرف البعثة الدبلوماسية الإيرانية بالرباط، تستهدف الإساءة للمقومات الدينية الجوهرية للمملكة، والمس بالهوية الراسخة للشعب المغربي، ووحدة عقيدته ومذهبه السني المالكي.
وقد أثار هذا الخبر مخاوف أهل السنة في المغرب من المخططات الإيرانية، وسعيها الدؤوب لنشر المعتقد الشيعي على غرار تدخلاتها في سورية، والعراق، ولبنان، واليمن، ضمن خططها التوسعية في العالم العربي والإسلامي، وقد تبين ذلك جليا من خلال تعليقات القراء على هذا الخبر، والرفض التام على صفحات المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي.
والواقع يشهد أن معظم دول العالم الإسلامي على صفيح يزداد سخونة بشكل متسارع، وأن الأمة مقبلة على أمور عظام قد تقلب موازين القوى رأسا على عقب، فطهران أعلنت في أكثر من مناسبة أنها ماضية في تصدير الثورة، وغزو مناطق السنة، وأكدت أنها لن تتخلى أبدا عن نظام بشار، وأنها مستعدة للذهاب إلى أبعد الحدود للحفاظ على موطئ قدمها في عمق الشام التي تعد امتدادا للعراق، ليس لتبقى قريبة مهددة للكيان الصهيوني، فتلك نكتة سمجة يلفظها التواطؤ بين القوتين، ولكن لعلمها بمحورية دور الشام وأهميتها في حفظ توازن وتماسك المجتمعات السنية، ولِما لها من عمق استراتيجي وبعد حضاري وإرث تاريخي يؤهلها لقيادة الأمة الإسلامية من جديد.
إنه لَمِن المخزي والمشين أن تقف أمتنا ذات الرسالة الخالدة والتاريخ المجيد متفرجة، مسلوبة الإرادة، مغيبة الوعي، بينما يسابق أحفاد المجوس الزمن لصناعة مجد وحضارة على أنقاض رفات إمبراطوريتهم الفارسية الهالكة على يد عمر وسعد وخالد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *