تجربة أحماد بن موسى في التمكين للدولة بسحق الثورات وطرد الاستعمار

أحماد بن موسى هو الرجل الذي كان وصيا على العرش بعد وفاة المولى الحسن وتولي السلطان عبد العزيز الذي لم يتجاوز سنه الثالثة عشر.

وهو رحمه الذي مكن للدولة وأرعب الاستعمار بوطنية صادقة ووفاء أصدق، أصله من سوس ولد بمراكش 1257هـ/1841م تلقى دراسته بفاس على الشيخ السلفي المعروف الحاج محمد جنون وفضول السوسي. وتوفي بمراكش عام 1318هـ/1900م
ومن أهم الإجراءات التي قام بها بن موسى رحمه الله:
ـ الحجر على السلطان الصغير.
ـ إسناد أهم الوزارات لإخوته سعيد، إدريس، البشير.
ـ تصفية الحسابات مع آل الجامعي أصهار السلطان محمد بن عبد الرحمن وأخوال المولى الحسن، والواقع أن ما فعله إنما كان دفاعا عن النفس وقد كان رحيما ما دام لم يقتلهم حين أرادوا قتله غدرا.
ـ يعتبر حكم أحماد للمغرب استمرارا لما كان عليه الحال في عهد المولى الحسن، وفي هذا دليل على أن الذي كان يسير المغرب بصدق وأمانة منذ عام 1304/1886م إنما هو أحماد بن موسى الذي كان يتلقى التعليمات من السلطان ثم يضفي عليها ما يليق بها حتى تكون النتيجة حسنة.
ـ تأديبه للرحامنة وإخماد ثورة امبارك ابن سليمان، وثورة أولاد سيدي مخلوف، وأخرى بالأعشاش ناحية الشاوية.
ـ كان يحتفظ بأموال الدولة والذخائر داخل قصوره حفاظا لها من التلف.
لقد كان أحماد بن موسى بفضل نشأته وثقافته وما عرف به من سلوك، مرتب الذهن عارفا بشؤون الدولة ما يقدم منها وما يؤخر، ولذلك ما كاد ينهي مشكل آل الجامعي ويزيل من الطريق أي أثر لتطلعات الأمراء من أبناء المولى الحسن، مثل محمد، وعمر، ثم يسحق ثروتي الرحامنة والأعشاش حتى التفت للاهتمام بالمشاكل المتعلقة بقضايا الأماكن المحتلة من الجنوب الغربي بواسطة الإسبان والإنجليز كرأس جوبي وسانتاكروز ثم قضية توات والحدود الشرقية . لقد قضى على كل أثر للفتنة، كما أعطى صورة للأجانب أن المغرب إن وجد الحاكم الصالح فإنه لا يعرف التمزق أبدا، كما أنه التفت إلى أصحاب الحمايات فعاملهم بما يليق بهم من شدة دون أن ينتج عن ذلك ما يزعج.
وبعد وفاة أحماد بن موسى رحمه الله وتطبيق وصيته بتسليم السلطان كل ما كان يحتفظ به ويحافظ عليه من أموال الدولة والذخيرة، وجد كل الخونة والعملاء واللصوص الذين كانوا في القصر ضالتهم وأصيبت الدولة بالإفلاس بعد سنتين على رحيله.
فإن كان موت السلطان المولى الحسن جر على المغرب والمغاربة الكثير من المحن التي وإن لم تظهر شدتها زمن أحماد بن موسى بن أحماد الذي مسك الزمام بحزم فبعد موته أصبحت ملامح الخيانة الممهدة للتدخل الأجنبي المباشر بارزة وأشد وضوحا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *