لماذا اخترنا الملف إعداد: إبراهيم بيدون مصطفى الحسناوي

كانت البقعة الجغرافية التي يطلق عليها المغرب تاريخيا، تضم المغرب بصحرائه وثغوره وجزره بالإضافة لبلاد شنقيط المسماة موريتانيا، قبل أن تقسمها الحملة الإمبريالية إلى مجموعة أجزاء وأشلاء متناثرة؛ فأصبحت دولة المغرب الأقصى مقسمة إلى: دولة المغرب، ودولة موريتانيا، وصحراء شرقية محتلة من طرف الجزائر، وحتى صحراؤه الغربية ينازعه السيادة عليها فصيل هجين يسمى البوليساريو، هذا بالإضافة إلى استمرار احتلال مدينتي سبتة ومليلية ومجموعة من الجزر المغربية في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي من طرف اسبانيا.
بالنسبة لموريتانيا الدولة المستحدثة من طرف المحتل الفرنسي؛ فقد أصبحت دولة مستقلة ذات سيادة، بل ونازعت الدولة الأم (المغرب) في بعض المحافل على أجزاء من الصحراء الغربية، وأما الصحراء الشرقية التي تقدر مساحتها بحوالي مليون ونصف مليون متر مربع فقد ضمتها فرنسا إلى الدولة الجزائرية التي عمل عسكرها غداة الاستقلال على إعدام كل محاولة للمطالبة باسترجاعها إلى السيادة المغربية، وقد تم لهم ما أرادوا عند التوقيع على صكّ معاهدة ترسيم الحدود بين البلدين يوم 15 يوليوز 1972م، وحتى ينأى الجنرالات الجزائريون بأنفسهم عن أي مطالبة جديدة للمغرب بسيادته على أراضيه في الصحراء الشرقية؛ فقد عملوا باتفاق مع أصحاب التوجه الناصري الاشتراكي في الوطن العربي على خلق فصيل هجين يطالب باستقلال الصحراء الغربية والسيادة عليها، وهو ما صار يعتبر من أكبر الملفات خطورة وحساسية في تهديد وحدة وسيادة الدولة المغربية منذ أواخر السبعينيات..
أما مدينتي سبتة ومليلية والجزر المجاورة لهما وجزر الخالدات في المحيط الأطلسي قبالة ساحل الصحراء المغربية، فقد حافظت الدولة الفرنكوية (اسبانيا) على احتلالها لحد الساعة، بل وألزمت المنتظم الدولي على الاعتراف بأن ثغري سبتة ومليلية هما نقطتا أقصى جنوب الاتحاد الأوربي، كل ذلك في تحد سافر لكل الأخلاقيات والمواثيق والحقائق التاريخية والجغرافية، وما لبث المغرب يذكر ويطالب في العديد من المناسبات بضرورة استرجاع كل أراضيه المغتصبة.
غير أن الجديد هذه الأيام هو تأسيس اللجنة الوطنية للمطالبة بتحرير سبتة ومليلية والجزر، والتي قامت بعدة أنشطة لفتت الانتباه للقضية من جديد، كان أهمّ تلك الأنشطة النداء لمسيرة وطنية يوم 3 أكتوبر 2012 للتوجه نحو شبه جزيرة باديس، وهي المسيرة التي عرفت أحداثا ومواقف متضاربة وغير واضحة، لكن كان من إيجابياتها رغم ذلك أن أعادت القضية للواجهة.
لأجل ذلك ولإعادة تسليط الضوء على قضية الأراضي المغربية المغتصبة، اخترنا لكم هذا الملف.
إبراهيم بيدون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *