في لقاء مصور أجراه موقع «بديل» مع الشاعرة الأمازيغية المثيرة للجدل مليكة مزان؛ كشفت الأخيرة أن الناشط الحقوقي أحمد عصيد الذي يتظاهر بالدفاع عن المرأة ويطالب بحمايتها من عنف الفقهاء ومن السلطة الذكورية، قد مارس عليها العنف الجسدي.
وأوضحت مزان أن علاقة صداقة كانت تجمعها بعصيد منذ 2004، وكانت تظن بحكم أنهما درسا الفلسفة ويدافعان معا عن القضية الأمازيغية وأنهما مثقفان؛ أن هاته العلاقة ستكون بعيدة عن التعامل الشعبي؛ وأنهما سيمثلان نموذجا جميلا للصداقة بين الرجل والمرأة؛ وفق ما صرحت به مزان.
لكن مزان التي كانت تعاني من فراغ عاطفي أدركت أن عصيد كان يريد من هذه العلاقة أن تنحرف عن مسارها؛ وبحكم أنه شاعر أمازيغي فقد أبدى لها من ملحون القول ومعسول الكلام ما يؤكد به رغبته في ربط «علاقة حميمية خاصة» معها.
ووثيقة عقد النكاح العرفي التي نشرتها مزان على حائطها بالفيسبوك، والموقعة من طرف عصيد وتحمل رقم بطاقته الوطنية، جاءت بعد طلبها منه أن تكون العلاقة بينهما منظمة، لأنه وفق قولها كانت لا تصدق أقواله رغم احترامها لميولاته.
وعلى إثر خلاف نشب بينهما؛ وإقفال عصيد لكافة قنوات الحوار معها؛ ووصفه لمزان بالحمق والمرض والتطفل على القضية الأمازيغية، اضطرت الأخيرة لتبوح بمعاناتها وتكشف بعض أسرار علاقتها مع شخص لطالما أثار الفتن وشكك في عقائد الناس كما شهد على نفسه بذلك في عقد النكاح الذي تم تحت رعاية «الإله ياكوش»، وسمح وفق حماقتهما لكل طرف بالمعاشرة الحرة المتحررة من كل الضوابط والقيود.
وكشفت مزان للرأي العام في الحوار المذكور أن عصيد كان يتعامل معها بشكل عنيف وغير إنساني، وأنه مارس عليها العنف الجسدي والرمزي، وأقدم على صفعها، مؤكدة أن عميد المعهد الأمازيغي أحمد بوكوس، والحسين مجاهد، الأمين العام للمعهد، تدخلا لإنقاذ عصيد من شكاية لدى الشرطة كانت مزان تنوي تقديمها ضده.
وقالت مزان إن سبب تعنيف عصيد لها كان هو إصرارها على نشر ديوان شعر بالعربية، فيما عصيد رفض ذلك على اعتبار أن المعهد لا ينشر إلا الأدب الأمازيغي المكتوب بتفيناغ.
هذا، ورفض عصيد التعليق على اتهامات مزان؛ وخلال لقائه المصور الأخير مع موقع «بديل»، وبعد محاولة فتح موضوع مزان واستفساره حول ما نسب إليه من تهم؛ بدا عصيد عصبيا للغاية، وعلت وجهه موجة من الغضب، وتململ من على الأريكة وطلب من الصحفي أن ينتقل إلى سؤال آخر لأن هاته حياته الشخصية ولا تهم أحدا.
يبدو أن مزان في جعبتها كثير مما تُدين به عصيد، وتنسف به مساره المثير للجدل، وقد تدخلت أطراف وفق تصريحها كي توقف منشوراتها وحملتها ضده؛ وعصيد بدوره حريص على عدم إثارة غضبها وعاطفتها، لكنه يتترس بالحرية الشخصية للأفراد ليصد الفضول الإعلامي، ويقلل ما أمكن من حجم الفضيحة، وسيلعب لا محالة على ضعف الذاكرة وتقادم الحادثة ليعود من جديد إلى واجهة الأحداث.