هل “رضوان” هو اسم خازن الجنة؟

اشتهر عند العلماء أن خازن الجنة من الملائكة اسمه “رضوان”، إلا أن هذه التسمية لم ترد في القرآن الكريم، ولا في السنة النبوية الصحيحة، وإنما ورد ذلك في بعض الآثار الضعيفة .
قال ابن القيم رحمه الله : “قد سمى الله سبحانه وتعالى كبير هذه الخزنة (رضوان)، وهو اسم مشتق من الرضا، وسمى خازن النار مالكا، وهو اسم مشتق من الملك وهو القوة والشدة حيث تصرفت حروفه” انتهى من “حادي الأرواح” (1/76).
وقال المناوي: “سمي الموكل بحفظ الجنة خازنا، لأنها خزانة الله تعالى أعدها لعباده… وظاهره أن الخازن واحد، وهو غير مراد، بدليل خبر أبي هريرة: (من أنفق زوجين في سبيل الله، دعاه خزنة الجنة، كل خزنة باب: هلم). فهذا وغيره من الأحاديث صريح في تعدد الخزنة، إلا أن رضوان أعظمهم ومقدمهم، وعظيم الرسل، إنما يتلقاه عظيم الحفظة” انتهى من “فيض القدير” (1/50) .
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله عن الملائكة :
“وَمِنْهُمُ الْمُوَكَّلُونَ بِالْجِنَانِ، وَإِعْدَادِ الْكَرَامَةِ لِأَهْلِهَا، وَتَهْيِئَةِ الضِّيَافَةِ لِسَاكِنِيهَا، مِنْ مَلَابِسَ وَمَصَاغٍ وَمَسَاكِنَ وَمَآكِلَ وَمَشَارِبَ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ. وَخَازِنُ الْجَنَّةِ مَلَكٌ يُقَالُ لَهُ (رِضْوَانُ)، جَاءَ مُصَرَّحًا بِهِ فِي بَعْضِ الْأَحَادِيثِ” انتهى من “البداية والنهاية” (1/53) .
والثابت في الأحاديث الصحيحة لقبه (الخازن)، لا اسمه، فقد ثبت في حديث الشفاعة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (آتِي بَابَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَسْتفْتِحُ، فَيَقُولُ الْخَازِنُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ، فَيَقُولُ: بِكَ أُمِرْتُ لَا أَفْتَحُ لِأَحَدٍ قَبْلَكَ) رواه مسلم (197) .
لكن ورود هذا الاسم في بعض الأحاديث الضعيفة، مع شهرته عند أهل العلم، يجعل الأمر في إطلاقه واسعا محتملا، إن شاء الله .
والخلاصة: أن هذا الاسم لم يثبت في الأحاديث الصحيحة، لكن توارد العلماء على إطلاقه، والتسامح بذكره، والأمر فيه سهل، إن شاء الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *