نعوم تشومسكي: أمريكا صنعت الوضع الكارثي في العراق

أوضح «تشومسكي» أن ظهور تنظيم «داعش» والانتشار العام للنزعة المتشددة هو نتاج طبيعي لإعمال واشنطن مطرقتها إزاء المجتمع العراقي الهش الذي كان يتماسك بالكاد بعد عقد من العقوبات الأميركية/البريطانية التي أقر الدبلوماسيون القائمون بتطبيقها بأنها «قاتلة».

نعوم تشومسكي: أستاذ لسانيات وفيلسوف أمريكي وعالم إدراكي وعالم بالمنطق ومؤرخ وناقد وناشط سياسي.
حاصل على جائزة نوبل للسلام وهو أستاذ لسانيات فخري في قسم اللسانيات والفلسفة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والتي عمل فيها لأكثر من 50 عام . من أحدث مؤلفاته هو كتاب «أسياد البشرية».

اتهم تشومسكي الولايات المتحدة بأن لها دور كبير في عدم الاستقرار الدولي وسوء الوضع العام، وأرجع ذلك إلى تدخلها في شؤون الشرق الأوسط والصراعات الإقليمية فيه.
وانتقد تشومسكي جميع الظروف التي ساهمت فيها السياسة الأمريكية بالمنطقة، ودعا إلى تجنب إرسال قوات أمريكية الى العراق واتخاذ الحل الدبلوماسي والسياسي كبديل للحل العسكري لتخفيف الضرر وأهوال الحرب.
واعتبر تشومسكي أن إيران حليفة نظام الأسد وحزب الله لها تحالف أيديولوجي مع الولايات المتحدة -الشيطان الأكبر- وهو ما يصب الزيت على نار الشعوب العربية بسبب حفاظها على الديكتاتوريات في المنطقة.
وأكد تشومسكي أن القانون الدولي يمنع استخدام القوة من دون تفويض من مجلس الأمن والأمم المتحدة، لذا فإن هذا التحالف لا معنى له وغير قانوني. وانتقد تشومسكي السياسة الأمريكية والتي تمخضت بضرب العراق وغزوه بحجة بناء «حكومة ديمقراطية ذات توجهات طائفية»!
وأشار تشومسكي إلى هزيمة الجيش العراقي. وقال: «كانَ هناك نحو 350 ألف جندي مدججين بالأسلحة الحديثة ومدربين من قبل القوات الأمريكية لأكثر من عقد من الزمان بجانب الدعم الروحي والاستخباراتي الإيراني؛ وفجأة هُزِمَ هذا الجيش أمام بضعة آلاف من المقاتلين المسلحين بأسلحة خفيفة، بينما هربَ ضباطه وجنوده من ساحة المعركة ومن لم يتمكن منهم من الهرب لاقى مصيرا مروعا من قبل الدولة الاسلامية».
وكشف البرفسور السياسي واللغوي نعوم تشومسكي أن التحالف المناهض الذي تقوده أمريكا ضد الدولة الاسلامية غير قانوني، ولفت الانتباه إلى أنه ينبغي أن نلاحظ أن نظام الأسد قد التزم الصمت، فهو على سبيل المثال لم يلجأ إلى مجلس الأمن لوقف هجمات الطيران الغربي في سوريا، ولا شك أن نظام الأسد يرى ما تراه بقية العالم، وهو أن الهجمات الأميركية على داعش تضعف عدوه الأساسي.
الدرس الأكثر بروزاً هو أن من الحكمة الالتزام بالأعراف الحضارية والقانون الدولي، والدول التي اعتمدت العنف الإجرامي مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، لا يمكنها التهرب من الآثار الوخيمة والكارثية لأفعالها.
كما أوضح أن ظهور تنظيم «داعش» والانتشار العام للنزعة المتشددة هو نتاج طبيعي لإعمال واشنطن مطرقتها إزاء المجتمع العراقي الهش الذي كان يتماسك بالكاد بعد عقد من العقوبات الأميركية/البريطانية التي أقر الدبلوماسيون القائمون بتطبيقها بأنها «قاتلة».
وقد كتب واحد من أبرز محللي الشرق الوسط الأميركيين وهو «غراهام فولر» أخيراً يقول: «أعتقد أن الولايات المتحدة هي أحد الصانعين الرئيسيين لـ«داعش» وهي لم تخطط لإنشائه ولكن تدخلاتها المدمرة في الشرق الأوسط والحرب على العراق كانا السببين الرئيسيين لميلاد داعش.
قال تشومسكي: وهو محق في ذلك فيما أعتقد، فالموقف الراهن يعد كارثة بالنسبة للولايات المتحدة، ولكنه نتيجة طبيعية لغزوها للعراق، وقد كان من العواقب الوخيمة للعدوان الأميركي/البريطاني إشعال الصراعات الطائفية التي تمزق العراق الآن، والتي انتشرت في المنطقة بأسرها محدثة عواقب وخيمة.
ووصف تشومسكي تنظيم داعش الخيار الأمثل لتحقيق السياسات الأمريكية حيث أشار الي إنجازات التنظيم لاسيما إسقاط حكومة رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي، وحصول الأكراد على مناطق أوسع من الحكم الذاتي وخلق الذعر الذي مهد الأرضية لجعل الدول الخليجية تهرول لشراء أسلحة أمريكية الصنع.
كتب واحد من أبرز محللي الشرق الوسط الأميركيين وهو «غراهام فولر» قائلا: «أعتقد أن الولايات المتحدة هي أحد الصانعين الرئيسيين لـ«داعش» وهي لم تخطط لإنشائه ولكن تدخلاتها المدمرة في الشرق الأوسط والحرب على العراق كانا السببين الرئيسيين لميلاد داعش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *