أبو سرحان مسعود جموع الفاسي 1050-1119م

هو مسعود جَمُّوع الفقيه المالكي، النزيه، العالم العلَّامة، الدرَّاكة، الولي الصالح، المحدث الراوية، الأستاذ المجود، الحافظ، أبو سرحان مسعود بن محمد بن علي، جَـمُّوع السجلمـاسي أصلاً، الفاسي دراسةً وموطنا، السلاوي وفاةً ومدفنا، الملقب بجَمُّوع -بفتح الجيم وضم الميم المشددة- على وزن كَلُّوب وفَرُّوخ، وهي تسمية تطلق على بيت من بُيُوتَات فاس العريقة، منهم فقهاء وعلماء، وما زالت بقيتهم بفاس عن قلة.
ولد الشيخ جموع في حدود 1050هـ بمدينة فاس، وحفظ القرآن الكريم، وألمّ بفنّ التّجويد والقراءات، فأخذ القراءات عن الشّيخ المقرئ محمّد بن أحمد المرينيّ المتوفّى سنة 1082هـ، وأجازه في السّبع والعشر، والشّيخ أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن سليمان البوعنانيّ المتوفّى سنة 1098هـ أجازه في القراءات السّبع، والشّيخ المقرئ أبي زيد عبد الرّحمن بن أبي القاسم بن القاضي المكناسيّ المتوفى سنة 1082هـ، وأخذ مبادئ العلوم وأصوله على يد عدد من علماء فاس وغيرها من أمثال الشيخ أبي زيد عبد الرحمن بن قاسم الفاسي ت1082هـ، والشيخ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن أبي المحاسن الفاسي ت 1084 هـ، والشيخ أبي محمد عبد القادر بن علي الفاسي ت 1091 هـ، وأخذ الحديث عن الشّيخ أحمد بن حمدان التّلمسانيّ المتوفى سنة 1092هـ فقد قرأ عليه كتاب الشّمائل للإمام التّرمذيّ، وكتاب الشّفا للإمام القاضي عياض، والجامع الصّحيح للإمام البخاريّ وغيرها، كما أخذ عن أبي عبد الله محمّد بن أحمد بن يوسف الفاسيّ المتوفّى سنة 1084هـ، وأخذ أيضًا عن عبد القادر الفاسيّ ت 1116 هـ ، وولده محمّد، وغيرهم.
قدم رحمه الله مدينة سلا في ربيع الأوّل عام ثمانية عشر ومائة وألف، واستقرّ بزاوية أحمد حجّي، فدرّس بها البخاريّ، والشّفا، والشّمائل وغيرها، وممّن أخذ عنه الشّيخ أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن محمّد بن ناصر الدّرعيّ المتوفّى 1129هـ، فقد أجازه في كتابه: نفائس الدّرر من أخبار سيّد البشر، والشّيخ أبو عبد الله محمّد بن الطّيّب بن أحمد الشّريف العلميّ المتوفى سنة 1134هـ أخذ عنه أحكام القرآن والرّسم والضّبط، وشمائل التّرمذيّ، والجامع الصّحيح للإمام البخاريّ، والشّفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض، والشّيخ أبو عمران موسى بن محمّد الرّاحل الدّغميّ السّلاويّ المتوفّى 1140هـ أخذ عنه كتاب الشّفا وأجازه إجازة عامّة، والشّيخ أبو العبّاس أحمد بن عاشر الحافي المتوفّى سنة 1163هـ أجازه إجازة عامّة بعد أن لازمه، والشّيخ أبو مدين الحجي أجازه عامّة، وغيرهم.
كان رحمه يُدَرس في علوم شتى: كالحديث، والسير، والسلوك، واللغة، والنحو، والبيان، وله معرفة بالفقه، والتفسير، والحديث، وأحكام القراءات، هذا مع ولعه رحمه الله بالتأليف، وبالأسانيد العالية في رواية الكتب، وقد اتفقت المصادر التي ترجمته على وصفه بالورع، والتدين، وحسن الخلق، وجودة الخط، وعن مكانة الشيخ أنشد صاحب إتحاف أشراف الملا:
ومنهم الشيخ أبو سرحان *** علامة القُطرِ عليُّ الشــان
مسعود إلى جَمُّـــــوع *** داهية في غيرِ ما مَوضُــوع
محدث راوية مُؤلِــــف *** أُستاذ في العَشرِ فَذّاً يُعرَفُ
وكَان محبُوباً جميلَ المَخبَـرِ *** ليسَ يمل دَرسُه للمَحـضَرِ
جَمُّ التأليفِ وجُلُّهَا عُرِف *** وذِكرُهَا أَوسَع مِمَا يُتَّصَـفُ
ومُلِئَت بِكُتبِه الخَزَائِــــنُ *** وازَّيَّنَت بِعِلْمِه المحَاسِــنُ
قال صَفِيُّه أبُو عِمــــرَانَ *** كَانَ صَبُوراً تَالِيَ القُـــرآن
مُشتَغِلاً بِمَا يَهُم مِن فِــكْر**** مُصَلياً عَلى النَّبي مِن مُضَرِ
جَمِيلُ أَخلَاق صَمُوتاً دَيِّناً *** مُحَبَّباً لِمَن نَئَا أو مَن دَنَــا
بلغت تآليف الشيخ جموع الثلاثين مصنفاً معظمها في القراءات، والسيرة، والفقه، واللغة، والحديث، والعقائد، منها: كتاب الروض الجامع في شرح الدرر اللوامع، وكتاب كفاية التحصيل في شرح التفصيل، وكتاب نفائس الدرر من أخبار سيد البشر، وكتاب الدرة المضيئة من خبر سيد الخليقة، وكتاب مرشدة الصبيان ومبصرة لمن أرادها من الإخوان، وغيرها.
وفاته
توفي الشيخ رحمه الله يوم الثلاثاء جمادى الأولى عام 1119هـ/16 غشت 1707م، ودُفِن بسلا، وشهد جنازته أهل العدوتين: الرباط وسلا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *