قالت صحيفة كندية أن المتطرفين في فرنسا وضعوا شروطا لبقاء المسلمين في أوروبا، تتمثل بإجبارهم على ترك بعض معتقداتهم ومن بينها الحجاب والجلباب.
ونشرت صحيفة “لودوفوار” الكندية أن مجموعة من المتظاهرين قد هاجمت قاعة صلاة للمسلمين بمدينة أجاسيكو في جزيرة كورسيكا الفرنسية، وقاموا بحرق وتخريب المصاحف وكتبوا عبارات معادية للعرب وذلك غداة تعرض رجال إطفاء وشرطي لاعتداء أدى إلي إصابتهم بجروح.
وأضافت الصحيفة أن “أخرجوا العرب” كان هو الشعار الذي رفعه المتظاهرون في جزيرة كورسيكا التي شهدت عمليات عدائية ضد المسلمين بعد بعض الهجمات التي وقعت في شهري يناير ونوفمبر خلال العام المنصرم في الوقت الذي ندد فيه مسئولو الجالية المسلمة في فرنسا بازدياد العمليات العدائية ضد الإسلام .
وأكد المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية “الممثل لما يقرب من ستة ملايين في فرنسا” أن عدد الهجمات العدائية ضد المسلمين قد بلغ ذروته خلال عام 2015 في إشارة إلى ازدياد حالات الاعتداء على مساجد المسلمين باستخدام القنابل اليدوية.
وخلال الاثنا عشر يوماً التي أعقبت اعتداءات “شارلي إبدو” في يناير الماضي، رصدت السلطات 128 عملاً عدائياً ضد المسلمين، وهو رقم يعادل تقريبا مجموع الاعتداءات التي وقعت في عام 2014، وذلك وفقاً للمرصد التابع للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية.
وأضافت الصحيفة إن إيماءات العداء ضد أكبر مجتمع مسلم في أوروبا قد استمرت منذ بداية هذا العام بدءاً من اعتداء “شارلي إيبدو” مروراً بحادث قطع رأس رئيس شركة فرنسي من قبل موظف مسلم يعمل لديه في يونيو الماضي حتى اعتداءات باريس التي أدت إلي مقتل 130 شخصاً في قلب باريس.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الأحداث الدرامية يبدو أنها قد قامت بتأجيج الخطاب العنصري الذي بات منتشرا على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد كشف مرصد المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية عن وجود دعوات من جانب العقلاء في فرنسا إلى عدم المزج بين الأغلبية الكبرى من المسلمين الذين يعيشون في سلام وبين أقلية طفيفية تقوم بالعنف والقتل باسم الدين.
وأكدت الصحيفة أن فوز حزب اليمين المتطرف في فرنسا “الجبهة الوطنية” في الانتخابات المحلية الأخيرة سيزيد من معاناة المسلمين هناك، ذلك أن الحزب يرفض الهجرة والتواجد الإسلامي في فرنسا.
وقد أطلقت “ماريو مشيل لوبن” مرشحة الحزب في منطقة جنوب فرنسا وإحدى قريبات رئيسة الحزب “ماري لوبن” حملة في فرنسا تحت شعار “نحن لا نعيش في الجلباب”، مؤكدة على أن الفرنسيين لا يعيشون على أرض الإسلام، وإذا كان هناك مسلمون في فرنسا، فعليهم العيش فيها شريطة الخضوع لقواعد وطريق الحياة التي أسسها اليونانيون والرومان والمسيحية في ستة عشر قرناً.
وأضافت الصحيفة أنه “على الرغم من دعوات الرئيس الفرنسي هولاند المتزايدة إلى الأخوة والتضامن بين مختلف الأديان، إلا أن الحكومة الفرنسية تقوم في المقابل بتشديد الإجراءات ضد المسلمين ومن بينها غلق المساجد بتهمة التشدد والتطرف أو سحب الجنسية من الإرهابيين الذين وُلدوا في فرنسا ويحملون جنسية مزدوجة”.
ومن جانب آخر، أعلن المجلس الفرنسي للديانة الفرنسية عن إنشاء خطة لتأهيل الأئمة لتقديم “الإسلام الصحيح” في مواجهة التطرف.
كما يرغب في عودة روح “11 يناير”، ذلك اليوم الذي نزل فيه كل الفرنسيين من أجل التظاهر ضد الإرهاب والتنديد بالخلط بين القتلة من الإسلاميين وبين مسلمي فرنسا. وأكد مسئولو بعض المساجد في فرنسا على فتح أبوابها أمام الجميع، مسلمين وغير مسلمين، في التاسع والعاشر من يناير من أجل تعزيز روح الأخوة وشرح المفهوم الصحيح للإسلام وإقامة حوار بناء ينبذ الكره والعنف.
كما أشارت الصحيفة إلى قيام العشرات من المسلمين بحماية كنيسة في مدينة “لانس” في أقصى شمال فرنسا أثناء احتفالات أعياد الميلاد، وهي مبادرة كان هدفها -وفق “لودوفوار”- تقديم صورة أخرى عن المسلمين والإسلام.