وصفت صحيفة ناشيونال بوست الأمريكية ما يجري في سوريا من دمار ومذابح بأنه أكبر وصمة عار في تاريخ الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وقالت الصحيفة: على الرغم من التدخل في ليبيا الذي وصف من قبل أوباما نفسه بأنه خطأه وندمه الأكبر، فإن الذبح في سوريا وما ينظر إليه باعتباره رد فعل ضعيفا من الولايات المتحدة من المرجح أن ينظر إليه من قبل المؤرخين والنقاد بأنه أكبر وصمة عار في ميراثه.
وأشارت الصحيفة إلى الصفقة التي عقدها أوباما مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإزالة وتدمير مخزون الأسد من الأسلحة الكيماوية السورية، بعد أن أكد تقرير أممي استخدامه لها ضد المدنيين.
ولفتت إلى ما قاله “إليوت أبرامز” كبير مسؤولي مكتب جورج دبليو بوش للشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي: “إذا كان الرئيس أوباما قد رد بقوة على الاستخدامات السابقة من الغازات السامة من قبل الأسد، فإن هذا لن يحدث في سوريا اليوم”.
كما نقلت عن روجر كوهين، من صحيفة “نيويورك تايمز” قوله: “إقرار أوباما في عام 2013، في الوقت الذي كانت داعش بالكاد ناشئة، ليس للتمسك بالـ”خط أحمر” الأمريكي على رفض استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية وكان ذلك لحظة محورية في قيامه بتقويض كلمة أمريكا.
وأوضحت الصحيفة أنه من المرجح جدًا أن الأسد أخفى بعضا من مخزون غير معلن عنه من مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وهو شيء أكثر من مؤسف، لكلمة يمكن للمرء قولها عندما يتم خنق الأطفال الصغار حتى الموت باستنشاق المواد الكيماوية السامة الصادرة عن حكومتهم، لكن الواقعيين يمكنهم أن يخبروك أن ذلك كان يمكن التنبؤ به تمامًا، وأن الديكتاتور الذي في حالة خوف دائم على حياته لن يكشف كل شيء للمجتمع الدولي، وسيفضل بدلًا من ذلك الحفاظ على بعض من تلك الأسلحة في الاحتياط في حال بدأ نظامه يترنح.
وتابعت الصحيفة: إن ذلك جعل من إدارة أوباما تبدو وكأنها مغفلة لأنها أبرمت اتفاقا، وكانت واثقة من أن دكتاتورا قد يعطي أقوى أسلحته عن طيب خاطر.
وأشارت إلى أن استمرار حكومة الأسد في استخدام الغاز لقتل المدنيين، جريمة أخرى ضد الإنسانية التي نأمل أن يحاكم عليها أمام محكمة دولية.