العلمانية والعقاب الإلهي آهٍ لو قالها مسلم!

ذكرت صحيفة “الصنداي تلجراف” في عددها الصادر في 2 يونيو 2007 على لسان أساقفة كبار في الكنيسة البريطانية أن الفيضانات العارمة التي ضربت عدة مناطق في بريطانيا، وشردت عشرات الآلاف؛ هي عقاب من الله على زيادة الجشع والفسق، والقوانين المؤيدة للشواذ، وقالوا: إننا نقطف ثمار انحطاطنا الأخلاقي.

هذا الخبر الذي تناقلته جل وكالات الأنباء البريطانية والعالمية في بلدان تعتبر مهد العلمانية، وأبرزته في صفحاتها الأولى بمزيد من التقدير والاهتمام، وكرؤية تستحق الاحترام والنظر؛ هذا الخبر يجعلنا نعود للخلف عندما وقع إعصار “تسونامي” والذي راح ضحيته الآلاف بين قتيل وجريح، فأرجع الكثير من أهل العلم أن ما حدث هو غضب من الله، وعقاب على الانحراف الشديد الذي وقع في الأرض، وعندها انبرت الأقلام العلمانية المسمومة للطَّعن في العلماء والدعاة، ورميهم بالجهل والغفلة والماضوية والرجعية، ومعاداة العلم والتخلف ونبذ الحداثة، وخرج سدنة العلمانية وحراسها في مظاهرات لتبرير أن ما حدث هو ظاهرة طبيعية لا تدل على غضب الله وعقابه.
ومع وطأة الهجوم الكاسح والتي ساندته بقوة وسائل الإعلام وأبرزته، وأيدت وجهة النظر العلمانية في الحادث الأليم؛ سكت العلماء والدعاة بعد أن قامت عليهم الدنيا ولم تقعد، ولما عانت الأمة الإسلامية من أزمات متتالية من غلاء ووباء، ومجاعات وقحط.. وتسلط أعداء الإسلام على أراضيها وخيراتها، قال العلماء والدعاة: إن الذنوب والمعاصي هي السبب الرئيسي لكل هذه النوازل، امتثالا لقوله تعالى: “وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ” الشورى، وقوله صلى الله عليه وسلم: “يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ، لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ”، وقوله صلى الله عليه وسلم: “ما نقض قوم العهد قط، إلا كان القتل بينهم، وما ظهرت فاحشة في قوم قط، إلا سلط الله عز وجل عليهم الموت، ولا منع قوم الزكاة، إلا حبس الله عنهم القطر” (أنظر سلسلة الأحاديث الصحيحة 106-107).
وعندها أيضاً انطلقت حملة مسعورة محمومة ضد كل من يرى هذا الرأي، ويتبنى هذا الطرح، وهكذا أصبحت العلمانية في بلادنا أشد ضراوة ووحشية من علمانية الغرب، وأصبح الغرب يصدر لنا أفكاره العلمانية البشعة لتتشربها قلوب وعقول من طمس الله بصيرتهم، وحجب عنهم شمس الهداية، فيعيدوا ترديدها وترويجها وتطبيقها ولكن بأخسِّ الوسائل، وأصبح الغرب نفسه يتجه إلى الدين يلتمس منه تبرير ما حدث ويحدث، ويجعلونه أحد أهم ركائز التفكير في حياتهم، وما زال من بني قومنا من يقولون: إنها ظواهر طبيعية لا علاقة لله سبحانه بها؟
فآآآه لو قال عالم مسلم: أن ما يجرى الآن للمسلمين هو بسبب الذنوب والمعاصي!!

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *