حين عصيد يعترف بالهزيمة ويشخص أسبابها م.ح

كتب أحمد عصيد مقالا بعنوان: “دروس وعبر من انتخابات 7 أكتوبر”، ورغم أن المقال مليء بكثير من المغالطات، من قبيل أن حزب العدالة والتنمية، رشا جزء من كتلته الناخبة، اعتمادا على جمعياته الدعوية والخيرية، وأن النسبة الكبيرة للمقاطعة، خدمت العدالة والتنمية، معتبرا أن المقاطعين هم من الفئة الواعية المناضلة، ناسبا إياها لليسار، وهي مغالطة كبيرة، حيث أن النسبة الكبيرة هي من أبناء الشعب البسطاء، الذين لو صوتوا فعلا لذهبت أصواتهم للتوجهات الإسلامية، إضافة أن الجماعات الإسلامية المقاطعة، لو صوتت لتصدر الإسلاميون المشهد بأغلبية مطلقة، كجماعة العدل والإحسان وجماعة التبليغ وعدد من السلفيين وبعض التنظيمات الأخرى الصغيرة.
إلا أن عصيد، رغم تلك المغالطات، وضع أصبعه على الداء الذي أصاب التوجهات العلمانية، وأدى إلى اندحارها، معترفا أن حزب العدالة والتنمية كان ضحية حملة ممنهجة، استهدفته كحزب وكأفراد وكهوية وقيم.
ومما جاء في مقاله:
ـ أن الهجوم الذي حصل ضدّ الحزب الإسلامي ساعده على وضع نفسه في موقع الضحية كما نبهنا إلى ذلك في حينه، فمسيرة الدار البيضاء الكاريكاتورية، ومنع مرشحين من الترشح باسم هذا الحزب، والقيام بحملات إعلامية تستهدفه دون طرح حصيلته الحكومية، وتسخير الشيوخ والمقدمين بشكل أخلّ بحياد الإدارة، وتوجيه الساحة السياسية نحو نوع من التقاطب الحزبي الذي تم اصطناعه، كلها أمور سلبية جعلت من كان في موقع الحكم يصبح بين عشية وضحاها أشبه بحزب معارض ومستهدف، مما أكسبه تعاطف الفئات البسيطة التي لا تعي انعكاس سياسة هذا الحزب واختياراته على معيشها اليومي.
أن الأحزاب التي تمر بتجربة حكم ينبغي محاسبتها من قبل الجمهور والمواطنين والتيارات المدنية والسياسية وليس من قبل الإدارة أو السلطة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *