د. لطفي الحضري*: 80% من حالات زنى المحارم كان وراءها خمر

80% من حالات زنى المحارم كان وراءها خمر..
بعد الخمر تفتح أبواب على: الزنى، الغش، الفساد المالي، الرشوة، زنى المحارم، اللوطية، الخيانة الزوجية، القتل، السرقة..
الخمر يفقد صاحبه الإحساس بعاطفة القرابة وخاصة منها عاطفة الأبوة أو الأمومة، مما يجعله يرتكب حماقة زنا المحارم. مما قد يؤدي إلى التفكك الأسري أو إلى أمراض خطيرة على الضحية..
يبحث المدمن عن ملاذ من ألم الإدمان بالتوغل أكثر في العملية الإدمانية..

ما علاقة الإدمان على الخمور بالأمراض النفسية؟
يبدأ الإدمان كوهم انفعالي، ويترسخ هذا الوهم لدى المدمن، أو قبل أن يدرك هو نفسه أن هناك علاقة إدمانية قد تشكلت. فإن الإدمان هو علاقة لا سوية بشيء أو حدث من أجل إشباع الحاجات الانفعالية.
– فقدان شخص محبوب.
– فقدان مكانة.
– فقدان المثل العليا والأحلام.
– فقدان الصداقات.
– هجرة الأسرة.
– التحديات الاجتماعية الجديدة أو العزلة الاجتماعية (العيش في مجتمع جديد).
”خداع الناس عمل خطير، ولكن حينما تخدع نفسك فذاك هو الهلاك”. التغير المزاجي الذي تحدثه العلاقة الإدمانية مضمون وفي كل وقت ولا يمكن لأي علاقة إنسانية أن توفره، حيث أن المدمنين يثقون أنهم سوف يعيشون تغيرا مزاجيا إذا قاموا بأداء سلوكيات بعينها (القمار – أكل الطعام…).
فالرحلة الإدمانية تبدأ بمرور الشخص بخبرة الانتشاء (السكر) الناتجة عن سلوكيات معينة مع أشياء أو أحداث. والإدمان قد ينتج من بعض الأمراض النفسية أو هو نفسه ينتج أمراضا نفسية. والأهم هو أنه نفسه حالة مرضية خطيرة تتسبب في حالات:
الانتحار.
الاكتئاب.
الانهيار التام في العمل أو الدراسة.
القتل المتعمد أو غير المتعمد (حوادث السير القاتلة).
الإحساس بالمسؤولية الإجرامية.
الإلحاد بسبب الإحساس بالذنب.
الانحراف العام: بحيث بعد الخمر تفتح أبواب على: الزنى، الغش، الفساد المالي، الرشوة، زنى المحارم، اللوطية، الخيانة الزوجية، القتل، السرقة….

هل هناك علاقة بين انتشار الخمور في المجتمع واستفحال ظاهرة التفكك الأسري؟
نجد أن من أهم المشكلات التي تواجه المجتمع المغربي، على غرار باقي المجتمعات، مشكلة ‹‹التفكك الأسري››، الذي نتج عنه قائمة طويلة من المشاكل في المجتمع، منها مشكلة تعاطي الخمور والمخدرات وانتشار الجريمة على نطاق واسع.
كما يمكن أن يأخذ التفكك الأسري طابعًا أشد حدة، يتمثل في تمزق أوصال الأسرة وانفراط شملها، ولو في ظل استمرار عقد الزوجية قائمًا، وذلك بفعل التخلي عن واحدة أو أكثر من الوظائف المنوطة بها. فالتفريط في أمر التوجيه التربوي، لابد أن يستتبع جفاء بين أفراد الأسرة، ويجعل منهم جزرًا، وإن كانت متجاورة مكانيًا فهي متباعدة شعوريًا.
وهذا النوع من أنواع التفكك الأسري يتسع نطاقه إلى حد بعيد، بفعل استقالة الآباء عن القيام بأعباء التنشئة لأبنائهم، أو بفعل الصدام والتعاند والتشاكس التام في أمر المرجعية المعتمدة لدى الأبوين داخل الأسرة، أو بسبب عوامل شتى، والخمر في كل هذا هو المسبب الرئيسي…
أين هم حين يترددون على العيادات النفسية، بآلامهم وجروحهن النفسية، أين يكونون حين يبحثن عن أجر هذه العلاجات. إنها حقا دعوة إلى الانهيار.
ولي وقفة مع دعاة الانهيار؛ الإدمان هو واحد من أشد الأمراض المولدة للضغط على الإطلاق، والضغط يولد انهيار الشخص انفعاليا

هل يمكن أن يصل الأمر بالمدمن على الحمر أن يقع في زنا المحارم؟
لقد تعرضت في كتابي “السلوك المنحرف والمرجعة الفكرية” إلى العلاقة القوية بين تعاطي الخمور وزنا المحارم، حيث أشرت في هذا الكتاب إلى أن 80% من حالات زنى المحارم كان وراءها خمر. فالخمر يفقد صاحبه الإحساس بعاطفة القرابة وخاصة منها عاطفة الأبوة أو الأمومة، مما يجعله يرتكب حماقة زنا المحارم. مما قد يؤدي إلى التفكك الأسري أو إلى أمراض خطيرة على الضحية، ونحن للأسف نرى في العيادات النفسية الحالات المتزايدة في المغرب لحالات زنى المحارم.
ونقول للدعاة على أبواب جهنم أين يكونون حين تغتصب طفلات ومراهقات من طرف أقاربهن بسبب الخمر. هل حقا هم قادرون على تحمل هذه المسؤولية…؟
وعقليا وروحيا وجسميا.
المدمن يرغب في أن يكون وحيدا، ولكن الذات لا تقبل بالوحدة وتكون خائفة بشكل مريع. ففي حالة اليأس والحزن نجد المدمن يبحث عن ارتباط بالآخرين: الأسرة أو الأصدقاء غالبا. ثم سرعان ما تنتابه حالة اضطراب وقلق إذا ما بدا أن الآخرين يتهربون منه.
المدمنون يثيرون مشاكل مع البيئة المحيطة بهم عن طريق سلوكياتهم التي تؤدي إلى الابتعاد عن الخطوط التي تحددها الثقافة المحيطة بهم. فهم قد يعانون من مشاكل في وظائفهم لأنهم غير قادرين على التحكم في سلوكياتهم، وهكذا يحتاج المدمن إلى أموال طائلة لتدعيم ومواصلة إدمانه، وبالتالي يهدد الإدمان رزقه ورزق أسرته.
في هذه المرحلة الإدمانية، المدمن قد يفكر في الانتحار أو ينتحر بالفعل. حسب “كرايج” هناك سببين:
1- الألم الداخلي يكون شديدا لدرجة أن المدمن يتمنى أن يوقفه، في حين أن الوعد الإدماني بالتخفف والراحة لا يعدو أن يكون مجرد وعد. ولا يصدق أن بإمكانه أن يوقفه (الألم) فيبدأ الانتحار يشكل له معنى.
2- المدمن يصبح خجولا ويكره ذاته الداخلية المدمنة إلى درجة أنه يرغب في أن يضع لها حدا -القتل-. فالمنتحر يدمر شخصية قابعة داخله تسبب له الألم ويوقع في نفس الوقت العقاب على ذاته. (الشخصية المدمنة، كرايج ناكين).
ـــــــــــــــــــ
• متخصص في علم النفس المرضي وعلم النفس التواصلي ومؤسس علم النفس الفطري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *