تبني المقاربة المستمدة من أحكام الإسلام هي الحل معضلة “الأمهات العازبات”

يعتبر كل تصريف للشهوة خارج مؤسسة الزواج أمرا محرما في الإسلام لذا شرع الله سبحانه وتعالى أحكاما كثيرة للحيلولة دون أن يقع المسلمون في كبيرة الزنا، لما لها من آثار على الفرد والمجتمع ولما تنتجه من اختلاط في الأنساب واختلال في المواريث، وما يترتب عن فشوها من أمراض وأوبئة.
معضلة الأمهات العازبات نتيجة سلوك منحرف يقوم به الأفراد تلبية لنزواتهم وتصريفا لشهواتهم، فلا يمكن أن نعالج آثار هذا السلوك المنحرف ونترك أصله وأسبابه..
ونظرا لكمال التشريع الرباني فإن العلاج لمعضلة الزنا لم يقتصر على جلد الزاني غير المحصن ورجم الزاني المحصن، بل جعل الوقوع فيه يستوجب غضب الرب سبحانه فشرَّع أحكاما كثيرة تمنع من الوقوع فيه، فحرم الاختلاط والخلوة وأمر بالحجاب والستر، وفرض على النساء والرجال غض البصر، بالإضافة إلى التربية على أخلاق العفة واستبشاع أي انحلال خلقي مهما صغر وإن كان على مستوى اللفظ.

ففي الوقت الذي لا تكاد تعثر على عبارة تحذر من الوقوع في الزنا في مقررات التعليم في بلاد كالمغرب نجد أن الكثير من الآيات القرآنية والعديد من الأحاديث وأقوال العلماء المالكية المغاربة وكل كتب الفقه والوعظ بل حتى بعض شواهد النحو تحذر من الزنا وما يشجع على الوقوع فيه، مما يثبت أن هناك من يهمه أن تشيع الفاحشة بين المغاربة لتنهدَّ كل القيم والأخلاق التي تحول دون التمكين للعلمانية تمكينا مطلقا.
إن معضلة الأمهات العازبات كما سبقت الإشارة هي نتيجة سلوك منحرف يقوم به الأفراد تلبية لنزواتهم وتصريفا لشهواتهم، فلا يمكن أن نعالج آثار هذا السلوك المنحرف ونترك أصله وأسبابه.
فإذا كانت العلمانية لا ترى في ممارسة الزنا شيئا يخل بمبادئها لكونها لا تتوفر على مرجعية للقيم فإن الإسلام وشريعته جرَّما الفعل وحرَّما اقترافه، واعتبرا أن الوقوع فيه من الكبائر.
أو ليس من السفه أن نعالج آثار الزنا في الوقت الذي نشجع أبناءنا وفتياتنا على العري والاختلاط ونقرب لهم كل مثير للشهوة ومحفز على الرذيلة؟
أما جنوح عامة العلمانيين إلى أن الفقر هو السبب الرئيس الذي يدفع الناس إلى الزنا، فراجع إلى كونهم لا يعترفون بالقيم والأخلاق، ويتبنون المادة كأداة وحيدة لتفسير السلوك الإنساني، أما الإسلام فقد اعتبر أثر الفقر في ارتكاب الزنا، دون أن يلغي دور القيم والأخلاق في الحيلولة دون الوقوع فيه، ففي الحديث المتفق عليه من رواية ابن عمر رضي الله عنهما عن الثلاثة الذين آواهم المبيت أو ألجأهم المطر إلى الغار، فسقطت الصخرة وسدت عليهم باب الغار، فأشار بعضهم على بعض بالتوسل إلى الله بصالح الأعمال لينجوا من الموت والهلكة، فقال أحدهم: “اللهم كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إليَّ فأردتها عن نفسها (راودتها) فامتنعتْ مني حتى ألمَّت بها سَنةٌ من السنين (أي الحاجة والجوع) فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلِّي بيني وبين نفسها، ففعلت؛ حتى إذا قدرت عليها قالت: لا أُحِلُّ لك أن تفض الخاتم إلا بحقه، فتحرَّجتُ من الوقوع عليها، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إليَّ..”.
فيا ترى ما الذي جعلها تعرف لبكارتها حقها، وما الذي جعل الرجل يتحرج من أن يزني بها، في الوقت الذي قدر عليها وألجأها إليه الفقر، أليست القيم والأخلاق التي يلغيها العلمانيون من حياتنا؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *