انتصار حركة المقاومة الإسلامية على الجيش الصهيوني

واحد وخمسون يوما هي المدة التي استمرت فيها المعركة بين حركات المقاومة الفلسطينية والجيش الصهيوني المتغطرس بآلته الحربية المتطورة.
لقرابة الشهرين عاش الصهاينة في السنة التي نفارقها حالة لم يسبق إليها من قبل، تمثلت في هلع وخوف ونزوح جماعي إلى الملاجئ.
فمنذ الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين المباركة والشعب الفلسطيني في غزة كما في الضفة يتعرض لأبشع عمليات الإبادة والقتل الممنهج والاعتقال والتعذيب، أما المجازر فكثيرة والفارق الوحيد بينها هو عدد القتلى، هل يقف عند حد المئات أم يتجاوزه إلى الآلاف.
الأمر الفارق اليوم أن المقاومة استطاعت أن تسقط رؤوس الصهاينة، وتكبدهم خسائر بشرية ومالية تصل إلى ملايين الدولارات، وتكسر أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وتجعل الكيان الإرهابي برمته تحت طائلة صواريخ المقاومة لا يشعر بالأمان إطلاقا.
وقد عبر المحلل العسكري الصهيوني «رون بن يشاي» عن هذه الحقيقة بقوله: «إن أكثر ما يقلق في هذه الجولة من الحرب هو فقدان مستوطني غلاف غزة الشعور بالأمن، بل وشعورهم بالمهانة في ظل غياب صورة النصر المطلوبة».
دخل الصهاينة الحرب لنسف المقاومة وهدم الأنفاق وقتل أكبر عدد من المدنيين بهدف تأليب سكان القطاع على المقاومة بكونها السبب وراء ما يلحق بهم من دمار وقتل وإبادة.
لكن السحر انقلب على الساحر، حيث تحلق سكان غزة حول المقاومة ودعموها واعتبروها مفخرتهم الكبرى، كما ازدادت قوة المقاومة واتسع مجال صواريخها ليهدد مطار بنغوريون ومفاعل ديمونة النووي.
وبعيدا عن كل المزايدات وبلغة الأرقام فقد حقق رجال المقاومة ما عجزت عنه الجيوش النظامية العربية مجتمعة، وأثبتوا على أرض الميدان أن صواريخهم ليست عبثية بل فعالة وعاملا رئيسا لتغيير قواعد اللعبة في المنطقة.
إن صواريخ المقاومة قد أجلست أعداءها على طاولة المفاوضات وأرغمتهم على قبول شروطها، ودفعت العدو الصهيوني إلى تقليص ميزانيات جميع الوزارات باستثناء وزارة الدفاع لتغطية النفقات المترتبة على عملية «الجرف الصامد» والتي بلغت مبلغا يعادل ملياري شيكل (نحو 560 مليون دولار).
ولازال بعضهم يتساءل هل انتصرت المقاومة أم لا؛ علما أن الجواب واضح، إذ معيار النصر في الحروب لا يقاس بعدد القتلى والخسائر المادية، وإنما بتحقيق الأهداف المعلنة قبل دخول الحرب، وإرغام العدو على الرضوخ لواقع سياسي أو اقتصادي معين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *