منذ ستين عاما والمخطط العنصري الصهيوني يستهدف الفلسطينيين، وشبح التهجير والترحيل يطارد سكان القدس، وعمليات التهويد تستهدف مدينة القدس وهويتها العربية والإسلامية، تهجير للسكان ومصادرة للأراضي، وهدم للمنازل.
منذ عام 1967 والمقدسيون هدف لمخططات صهيونية عنصرية ترمي إلى عزلهم من محيطهم الفلسطيني أو حملهم إلى مغادرة المدينة، تلك المدينة التي يكاد وجهها العربي والإسلامي يتلاشى جراء هذه الإجراءات.
ففي الآونة الأخيرة تعرضت القدس المحتلة لعملية تطهير عرقي واسعة وتشويه لمعالم هويتها التاريخية وعبث بسكانها وعمرانها، فرغم كل ما عرفته سنوات الصراع الطويلة من محاولات لتهويد القدس إلا أن الشهور القليلة الماضية شهدت تزايدا في محاولات التهويد تخوفا من النمو الديموغرافي المتزايد لسكان القدس.
وقد عبر عن هذا القلق الباحث في معهد القدس للدراسات، “هليل كوهن”: إن الحكومة الإسرائيلية قلقة من الإحصائيات التي تشير إلى أن نسبة الفلسطينيين من سكان القدس البالغة حاليا 34 في المائة، وسوف ترتفع إلى 40% في سنة 2020، وسوف يتساوى عدد العرب واليهود في القدس في سنة 2035.
كما بين هذا القلق الصهيوني خليل التفكجي مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية قائلا: “الصراع في داخل مدينة القدس الآن أصبح صراعا ديموغرافيا وخاصة بعد أن تم الانتهاء من قضية الجغرافيا بمعنى أن الكيان الصهيوني يطمح للسيطرة على حوالي 86% من مساحة القدس الشرقية، الآن إحدى الدراسات “الإسرائيلية” التي قالت بأن السكان العرب انتقلوا من 22% إلى 34% من المجموع العام للسكان، في عام 2020 سيكون عدد السكان العرب 40%، في عام 2040 سيكون 55% بمعنى أن الجانب الإسرائيلي العربي سيكون رئيس البلدية عربيا بما أنه ستكون القدس ثنائية القومية”
إذاً ما يتم الآن في قضية القدس هو التخلص من السكان الفلسطينيين، فالتخلص من السكان الفلسطينيين يتم بمجموعة من العناصر، من أهمها جدار الفصل العنصري الذي أقيم فتخلصوا من 125000 فلسطيني، وكذلك التهجير، وهدم المنازل، وسحب الهويات، وخير دليل على ذلك قضية البستان التي كشف فيها الكيان الصهيوني عن مخطط لتهجير نحو 1500 فلسطيني من مدينة القدس بعدما سلمتهم بلدية القدس إخطارات بهدم 88 منزلا بحجة بنائها دون ترخيص في أوسع عملية ترحيل قسري لسكان المدينة العرب منذ عام 1967.
فالتهويد قد نفسره بأمرين: الأول التخلص من سكان فلسطينيين، والثاني في هذا الموضوع هو تكريس مشروع “الحوض المقدس” وهو من أخطر مشاريع التهويد العنصرية، وهو مشروع يستهدف جمع المواقع الدينية اليهودية المزعومة في القدس “التي لا يمكن التنازل عنها” في إطار جغرافي واحد وهي البلدة القديمة، ووادي قدرون، وجبل الزيتون..
بعد هذا نقول لأكثر من أربعين عاما والاحتلال الصهيوني للقدس يمزق أوصال المدينة المقدسة ويعزلها عن عمقها الفلسطيني والعربي والإسلامي، فإلى متى هذا الاستهتار بالمسجد الأقصى المبارك وبالقضية الفلسطينية؟