الديانة الإبراهيمية الجديدة وعلاقتها بالتطبيع

 

لم يكن سعي وإصرار دونالد ترامب الرئيس الأمريكي السابق عراب التطبيع مع الكيان الصهيوني، في تسمية هذا الاتفاق الذي جمع 4 دول عربية في اتفاق تحالفت فيه مع الكيان بـ”اتفاق أبراهام”، عرضيا بل كان خطوة مقصودة وبناء على دراسات “مراكز الدبلوماسية الروحية”، التي قررت توجهات فكرية وسياسية منذ عقود.

وتعتمد مراكز الدراسات المشبوهة بالأساس على التوظيف الخسيس للدين في خدمة السياسة الخارجية الأمريكية، بل في خدمة الكيان الصهيوني في منطقة الشرق الأوسط على الخصوص.

كما أن السفير الأمريكي في “تل أبيب” بين  أن سبب اختيار هذا الاسم للاتفاق المذكور هو أن: “إبراهيم كان أبا لجميع الديانات الثلاثة العظيمة، فيشار إليه باسم (أبراهام) في المسيحية، و(إبراهيم) في الإسلام، و(أبرام) في اليهودية”، وأكد أنه “لا يوجد شخص يرمز إلى إمكانية الوحدة بين جميع هذه الديانات أفضل من إبراهيم، ولهذا السبب تمت تسمية هذا الاتفاق بهذا الاسم”، إذن هناك نية مبيتة ومقصودة لها دراسات قبيلة، وأهداف بعدية.

ويستهدف هذا المخطط فئة بعينها لأنها تعتبر مرتعا خصبا بالنسبة لإستراتيجيته على المدى القريب والبعيد، وهي فئة الجيل الجديد، ولهذا وقع الاختيار على الديانات الثلاث حتى يتم تشويه معالم دين بعينه، وهو الإسلام لأنه الأكثر تطبيقا بين معتنقيه، بخلاف اليهودية والمسيحية التي لا تعدوا أن تكون مجرد طقوس حافظ عليها أصحابها، بعد تمكن العلمانية من الإجهاز على البقية الباقية من الديانتين المحرفتين.

وفي خضم البلبلة المشبوهة التي تبعت التمكين للأحزاب ذات المرجعية الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط بعد ثورات الربيع العربي، وما تبعها من أحداث دامية، وجد أصحاب “الديانة الجديدة” التربة المناسبة لزرع بذور أفكارهم التي أنتجتها آلتهم البحثية منذ عقود، وبسط نفوذهم دون صرف دولار واحد ولا نقطة دم واحدة، مستخدمين كلمتهم السحرية في فتح الأبواب والعقول المغلقة والمترددة وهي نشر السلام والتسامح وقبول الآخر، ومؤسسين لديانة جديدة منبثقة من مجموع ثلاث ديانات “اليهودي – المسيحية – الإسلام”.

فالغاية من الديانة الجديدة هي تقسيم المقسم وتجزيء المجزأ، وبلقنة الدول العربية، وطمس الهوية الإسلامية والعربية التي توحد بينهم، لدمج الكيان الصهيوني كعضو أساس بين دول منطقة الشرق الأوسط خصوصا والعالم العربي والإسلامي عموما.

وتلعب دولة الإمارات العربية الدور القذر لفرض وتثبيت هذه “الديانة الإبراهيمية الجديدة”، وتتزعم الدول العربية في المنطقة لطمس معالم العروبة والإسلام لصالح نظرية توراتية صهيونية، وما تأسيس “البيت الإبراهيمي” على ترابها إلا خطوة نحو تمكين لمشروع الديانة الإبراهيمية الجديدة.

وكان ضابط مخابرات مصري رفيع كشف عن وثيقة بعنوان “الولايات الإبراهيمية المتحدة”، ومن أهم تجلياتها صفقة القرن التطبيعية، التي تعتبر إسقاطا لبنود مخطط إنشاء هذه الولايات التي تمتد من المحيط إلى الخليج، وسيقوم تنزيل مشروع هذه “الولايات المتحدة الإبراهيمية” بتصفية القضية الفلسطينية نهائيا، لصالح الكيان الصهيوني، وكما أن صفقة القرن ستكون هي المرجعية المعتمدة لحل أي نزاع مستقبلي في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *