أبو الحارث محمد بنجودن بن بهي الشنقيطي

صَلَّى عَلَيْكَ الله يَا أسَدَ الشَّرى *** يَا خَيْر مَن وَضَعَ الصُّوى وَعَلا الذُّرى
يَا خَيْرَ مَن أَخْلاقُهُ قَد حيَّرَتْ *** أَعْداءَهُ قَبْلَ النُّبُوّةِ والسُّرى
فِيكَ السَّمَاحة وَالعَدَالَةُ والتُّقى *** فِيكَ الشَّجَاعة وَالبَشَاشَةُ والقِرَى
خُلُقُ العَفَافِ خَلُقٌ مُتَنَاثِرٌ *** فِي مُصْحَنٍ بِشَهَادَةٍ مِمَّنْ يَرَى
أَدّيْتَ مَا حُمِّلْتَهُ بِأَمَانَةٍ *** لَمْ تَقْتَفِي سُبُلَ الغْوَايَةِ وَالمِرَا
فَلَقِيتَ رَبّكَ عَنْكَ راضٍ فَانْشَرِحْ *** فَلَطَالَمَا نَاجَيْتَهُ مُسْتَغْفِرَا
وَلَطَالَمَا كَبَّرْتَهُ وَحَمِدْتَهُ *** وَتَفَطَّرَتْ أَقْدَامُكُم فَوْقَ الثّرَى
وَتَأَثَّرَتْ أضْلَاعُكُم وَتَوَرّمَتْ *** جَنَبَتُكُم وَلَبِسْتُم مَا اسْتُنْكِرَا
صَفَحَتُ بِرِّكَ قَدْ نَامَتْ فاسْتَرِحْ *** يَا مَنْ ذَا المَكَانةِ في القُلُوبِ والقُرَى
أنْسَابُكُم بِنَقَائِهَا وَصَفَئِهَا *** مَوْرُوثَةُ قَد غَاضَتْ المُتَكَبِّرَا
أزْوَاجُكُمْ قَدْ خَصّهَا بِطَهَارَةٍ *** رَبُّ السُّهَى لَمْ تُعْجِبْ المُتَحَيِّرَا
ذَهَبَ الضَّلَالُ فَمَا لَهُ مِنْ عَوْدَةٍ *** فَعَوَى الحَقٍيرُ وَكَادَ أَنْ يَتَفَجّرَا
عُذْراً نَبِيَّ اللهِ إِنِّي قَائِلٌ *** شَيْئَاً تَنَقَلَهُ الرُّوَاةُ مِنَ الوَرَى
قَدْ قِيلَ تَبْجِيلُ النَّبِيِّ سَخَافَةٌ *** وَبِأَنَهُ “زِيرٌ” فَبِيسَ ذَا الإِفْتِرَا
لَمْ يَرْتَضُوا طُهِرَ الرَّسُولِ وَعِفَّةً *** فَرَمَوْهُ ظُلْمًا بَلْ بِمَ لَهُم جَرَى
بَلْ إِنّهُم قَدْ نَابَهُم خَبَلُ النُّهَى *** وَتَخَيّلُوا أنّا سَنَمْضِي القَهْقَرَى
فَتَطَاوَلَتْ أقْلَامُهُم وَتَطَايَرَتْ *** صَفَحَاتُهُم بَيِنَ البَرِيّةِ وَالفِرَى
كَمْ حَقِدٍ مِمَنْ مَضَى مُتَرَبِّصٍ *** صَرَفَ الإِلَهُ شُرُورَهُ فَتَبَخَّرَا
أضتَظًنُّ أنَّكَ بَعْدَ هَجْوِ مُحَمَّدٍ *** سَتَعِيشُ عَيْشَاً نَاعِماً مُسْتَبْشِرَا
نَبَحَ السّفِيهُ فَقُلْتُ خِزْيٌ عَاجِلٌ *** سَتَحُلُّ بِالمَغْرُورِ صَاعِقَةٌ “فَرَا”
تَبّاً لِكُلِّ مُنَافِقٍ وَمُجَادِلٍ *** يَرْمِي النَّبِيَّ بِنَقِيصَةٍ لَهَا سَطَّرَا
تَبّاً لِكُلِّ مُخَادِعٍ مُتَمَلِّقٍ *** يَهْجُو النَّبِيَّ مُتَخَفِّياً مُتَسَتِّرَا
كَلِمَاتُهُ دَكَّتْ وَهَدّتْ أجْبُلَا *** وَسِبَابُهُ مُسْتَوْرَدٌ فَلِمَا الكَرَى
أسْتَغْفِرُ الرّحْمَانَ مِمّا قَالَهُ *** هِلِبَاجَةٌ نَتِنٌ كَرِيهٌ زَمْجَرا
أسْتَغْفِرً القَهَّارَ مِمَّا خَطَّهُ *** ذَنَبّ العِدا مُتَبَجِّحَا مُتَجَبِّرَا
فَتَيَمّمِي يا أُمِّتِي نَحْوَ الهُدَى *** وَاسْتَغْفِرِي الغَفَّارَ مِمَّا قَد طَرا
وَتَبَرّئِي مِنْ نَاكِصٍ وَمُشَاغِبٍ *** مُسْتَأْجَرٍ عَابَ الرّسُولَ وَكَابَرا
صَلَّى وَسَلّمَ ذُو الجَلالِ مُجَدّدَا *** وَتَبَارَكَ اللهُ الذِي قَدّرَا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *