أهل البيت يهدمون دين الشيعة الإمامية (الموقف من الصحابة) إبراهيم الصغير

في هذه الحلقة ننتقل إلى سرد بعض الروايات من كتب الشيعة تنقض عقيدتهم في الصحابة وتهدم هذا الركن المتهاوي من أركان دينهم.

نتجاوز كتب أهل السنة التي نجدها عامرة بمرويات فضائل أهل البيت من طرق الصحابة، والتي تتضمن احتراما منقطع النظير بعيدا عن الغلو والجفاء.

يقول أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه: (والذي نفسي بيده! لقرابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحبُ إليّ أن أصل من قرابتي) رواه البخاري ومسلم.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه موقوفا عليه أنه قال: (ارقُبُوا محمداً صلى الله عليه وسلم في أهل بيته).

وعن عُقبة بن الحارث رضي الله عنه قال: صلَّى أبوبكر رضي الله عنه العصرَ، ثم خرج يَمشي، فرأى الحسنَ يلعبُ مع الصِّبيان، فحمله على عاتقه، وقال: (بأبي شبيهٌ بالنبي صلى الله عليه وسلم لا بعلي وعليٌّ يضحك) رواه البخاري.

وهكذا باقي الصحابة الكرام، الذين أثر عنهم الكثير في تقديم وحب أهل البيت وتقديرهم وتقديم الهدايا لهم، والتقرب إلى الله بحبهم.

وهي روايات نجدها أيضا في بعض كتب الشيعة، كأكبر دليل على التحريف الذي لحق مروياتهم، والتناقض الذي يخرج به المعممون من مأزق الأسئلة المحرجة الموجهة إليهم، وهم الذين يخفون كثيرا من هذه المرويات على العوام حتى لا يتركوا التشيع فتكسد تجارتهم التي تقتات على الجهل والكذب والنفاذ إلى العواطف، واللعب بروايات صنعت بعناية ونسبت إلى الأئمة من آل البيت.

يقول علي بن أب طالب رضي الله عنه: (لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فما أرى أحداً يشبههم منكم! لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً، وقد باتوا سجداً وقياماً، يراوحون بين جباههم وخدودهم، ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم! كأن بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم! إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبل جيوبهم، ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف، خوفاً من العقاب، ورجاء للثواب)[1].

وقال في عمر الفاروق: (لله بلاءُ فلان، فلقد قوم الأود، وداوى العمد، وأقام السُّنَّة، وخلف الفتنة، ذهبٌ نقيُّ الثوب، قليلُ العيب، أصاب خيرَها وسبق شرَّها، أدَّى إلى الله طاعتَه واتقاه بحقه)[2].

قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: (وفلان المكنّى عنه، عمر بن الخطاب، وقد وجدت النسخة التي بخّط الرضي أبي الحسن جامع نهج البلاغة وتحت فلان: عمر، وسألت عنه النقيب أبا جعفر يحيى ابن زيد العلوي، فقال لي: هو عمر، فقلت له: أثنى عليه أمير المؤمنين (ع)؟ فقال: نعم. انتهى)[3].

ومدح المهاجرين من الصحابة في جواب معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما قائلا: (فاز أهل السبق بسبقهم، وذهب المهاجرون الأولون بفضلهم)[4].

وكان علي بن الحسين زين العابدين يدعو لأصحاب رسول الله في صلاته بالرحمة والمغفرة، ويثني عليهم الثناء الجميل[5].

وقال الحسن العسكري الإمام الحادي عشر عند الشيعة في تفسيره: (إن كليم الله موسى سأل ربه هل في أصحاب الأنبياء أكرم عندك من صحابتي؟ قال الله: يا موسى! أما عملت أن فضل صحابة محمد صلى الله عليه وسلم على جميع صحابة المرسلين كفضل محمد صلى الله عليه وسلم على جميع المرسلين والنبيين)[6].

وفي الروضة من الكافي، في حديث أبي بصير والمرأة التي جاءت إلى أبي عبد الله تسأل عن (أبي بكر وعمر)، فقال لها: توليهما، قالت: فأقول لربِّي إذا لقيته: إنَّك أمرتني بولايتهما؟ قال: نعم)[7].

وعن عروةَ بن عبد الله قال: سألتُ أبا جعفر محمد بن علي الباقر (ع) عن حِلية السُّيوف؟ قال:(لا بأس به، قد حلَّى أبوبكر الصِّدِّيق سيفه، قلت: فتقول: الصِّدِّيق؟ قال: فوثب وثبةً، واستقبل الكعبة، وقال: نَعم، الصِّدِّيق، نَعم الصِّدِّيق، فمَن لم يقل له الصِّدِّيق، فلا صدق اللهُ له قولاً في الدنيا ولا في الآخرة)[8].

وعن موسى الكاظم بن جعفر الصادق رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (أنا أَمَنةٌ لأصحابي، فإذا قُبضتُ دنا من أصحابي ما يُوعدون، وأصحابي أمنةٌ لأمَّتي، فإذا قُبض أصحابي دنا من أمَّتي ما يُوعدون، ولا يزال هذا الدِّين ظاهرًا على الأديان كلِّها ما دام فيكم مَن قد رآني)[9].

وردد علي، رضي الله عنه، على منبر الكوفة أكثر من مرة: (لا أوتى برجل يفضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري)[10].

وقال الإمام علي رضي الله عنه في مدح الشيخين أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما: (وكان أفضلهم في الإسلام كما زعمت وأنصحهم لله ولرسوله الخليفة الصديق والخليفة الفاروق ولعمري أن مكانهما في الإسلام لعظيم وإن المصاب بهما لجرح في الإسلام شديد رحمهما الله وجزاهما بأحسن ما عملاً)[11].

ويقول محمد آل كاشف الغطاء في كتـابه أصـل الشيعـة وأصولها: وحين رأى أي عليّ بن أبي طالب -أن الخليفتين- أعني الخليفــة الأول والثاني أي أبوبكر وعمر، بذلا أقصى الجهد في نشر كلمة التوحيد وتجهيز الجنود وتوسيع الفتوح ولم يستأثرا ولم يستبدا بايع وسالم)[12].

وقد شهد علي رضي الله عنه: (أن خير هذه الأمة بعد نبيها أبوبكر وعمر)[13].

ونختم بهذه الوصية الذهبية من علي بن أبي طالب رضي الله عنه لأصحابه والتي يقول فيها: (أوصيكم في أصحاب رسول الله، لا تسبوهم، فإنهم أصحاب نبيكم، وهم أصحابه الذين لم يبتدعوا في الدين شيئاً، ولم يوقروا صاحب بدعة، نعم! أوصاني رسول الله في هؤلاء)[14].

فهل نتبع وصية علي رضي الله عنه، وقول الأئمة من بعده، في مدح الصحابة الأخيار والثناء عليهم، أم نتبع ما صنعه المعممون من روايات مكذوبة للطعن فيهم؟
————————————
[1] نهج البلاغة ص143 دار الكتاب بيروت 1387هـ بتحقيق صبحي صالح، ومثل ذلك ورد في (الإرشاد) ص126.
[2] – نهج البلاغة2/222.
[3] – شرح نهج البلاغة 3/12.
[4] نهج البلاغة ص383 بتحقيق صبحي صالح.
[5]– صحيفة كاملة لزين العابدين ص13 ط مطبعة طبي كلكته الهند 1248هـ..
[6] – تفسيرالبرهان ج3 ص228.
[7] – 8/101.
[8] كشف الغمة2/360.
[9] – بحار الأنوار 304/22.
[10] – الكشي: ترجمة رقم: (257)، معجم الخوئي: (8/153، 326)، الفصول المختارة127 والروايه متواتره وصححها الخوئي.
[11] – شرح نهج البلاغة للميثم 1/ 31 .
[12] – أصل الشيعة وأصولها ص 124. تحقيق: محمد جعفر شمس الدين، دار الأضواء ـ بيروت، ط. 1413هـ ـ 1993م.
[13] – كتاب الشافي ج2 ص428.
[14] – حياة القلوب للمجلسي ج2 ص621.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *